الكنيست الصهيوني.. «لوبي متطرّف» يتقدّم بمشروع لضمّ جميع مستوطنات الضفة فريدمان: دولة «ثنائيّة القوميّة» سوف تدمّر «إسرائيل» وستؤدي إلى كارثة
قال سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الكيان الصهيوني ديفيد فريدمان: «إنه من المستغرب أنه في الوقت الذي يتم فيه رفض جميع القيم الأميركية التي خدمت أمتنا على مدى أجيال بسبب أكثر النظريات هشًا وخطورة، فإن أحد كبار خبراء الجانب الغربي يدعى بيتر بينارت سيدمّر إسرائيل»- على حد زعمه.
جاء ذلك في مقال له عبر صحيفة «جيروزاليم بوست» الصهيونية، أمس، ردًا على دعوة يهودي أميركي لقيام دولة «ثنائية القومية» مع الفلسطينيين.
وأضاف: أن «ما يثير الدهشة هو أن أي شخص يهتم وحتى صحيفة (نيويورك تايمز) تمنح أفكاره السخيفة اهتماماً، أي هواء للتنفس»، متابعًا: «إن دعوة بينارت لدولة «ثنائية القومية» لاستبدال دولة «إسرائيل اليهودية» هي أكثر غدراً مما قد تبدو للوهلة الأولى»، على حد تعبيره.
وزعم أنه إذا ما تحققت تلك الدعوة، فسوف تدمر «إسرائيل» في نهاية المطاف وستؤدي إلى نتيجة كارثية مثل تدمير المعبديْن على التوالي. ولهذا السبب، فإن كل مَن يعيش في «إسرائيل» تقريبًا يرفض بشكل قاطع وجهة نظر بينارت.
وأضاف: عندما وصلت إلى منصبي لأول مرة في عام 2017، التقيت تقريبًا بجميع الخبراء السابقين والحاليين المسؤولين عن أمن «إسرائيل». سألتهم جميعًا، «ما أكبر خطر أمني على «إسرائيل»؟ هل إيران، حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي، «داعش»، «القاعدة»، إلخ؟ «كانت الإجابة متطابقة بين جميع المستجيبين: أكبر خطر أمني على «إسرائيل» كان «دولة ثنائية القومية» من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، على حد ادعاءاته.
وقال فريدمان: إنه من المفترض أن بيتر بينارت يعرف ذلك. وبينما لا يستطيع أحد إيقاف فضيلته المضللة التي تشير إلى زملائه المتطرفين، لا يسعني إلا أن أتساءل لماذا يأخذ أي شخص هذا الهراء على محمل الجد؟
وأضاف: لماذا يُعطى يهودي أميركي يعيش في «مانهاتن» منصة للدعوة إلى تدمير «إسرائيل» ضد رغبات مواطني «إسرائيل»، بمن فيهم أولئك الذين ينتمون إلى اليسار سياسيًا؟
وفي سياق متصل، تقدمت جماعة ضغط، داخل الكنيست الصهيوني (البرلمان)، بمشروع قانون لفرض سيادة الاحتلال على جميع المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، بما يضمن عدم إقامة دولة فلسطينية.
وقالت القناة (12) الخاصة إن رئيس ما يسمّى بـ «لوبي أرض إسرائيل» في الكنيست «حاييم كاتس» (ليكود) وبتسلئيل سموتريتش تقدّما بهذا المشروع.
و»لوبي أرض إسرائيل» هو جماعة ضغط – دينية متطرفة داخل الكنيست تأسست منتصف 2013 وهي تدعم المستوطنات وتعارض إقامة دولة فلسطينية.
ويسعى مشروع القانون بحسب القناة (12) إلى «ضم إسرائيل لجميع المستوطنات (..) ومنع البناء الفلسطيني غير القانوني في المنطقة ج».
وتمثل المنطقة «ج» 61 بالمئة من مساحة الضفة الغربية وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية صهيونية.
وعقب التقدم بمشروع القانون للكنيست، قال حاييم كاتس: «حان وقت السيادة منذ زمن طويل».
وزعم بتسلئيل سموتريتش، أن «مشروع القانون يمثل السيادة المأمولة والتي ستخرج حماقة دولتين لشعبين (دولة فلسطينية إلى جانب «إسرائيل») من جدول الأعمال»، بحسب تعبيره.
ولم تذكر القناة تاريخاً لطرح مشروع القانون للتصويت والذي يفترض أن تتم المصادقة عليه بثلاث قراءات ليصبح قانوناً نافذاً، ولم يصدر تعليق من الكنيست عليه.
وكان نتنياهو حدد مطلع يوليو/تموز الحالي لضم منطقة غور الأردن وجميع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يعادل نحو 30 بالمئة من مساحة الضفة، وسط رفض فلسطيني وعربي ودولي. إلا أن خلافات بين نتنياهو ووزير الدفاع رئيس حزب «أزرق – أبيض» شريكه في الائتلاف الحكومي بيني غانتس بما في ذلك حول مساحة الأراضي التي سيشملها الضم حالت دون تنفيذ المخطط في الوقت المحدد.