عربيات ودوليات

توترات في البحر الجنوبيّ واتهامات ضدّ الصين

أعلنت متحدثة باسم البر الرئيسي الصيني أمس، معارضة البر الرئيسي الشديدة لبيع الولايات المتحدة أسلحة لمنطقة تايوان الصينية، وكذلك أي شكل آخر من التواصل العسكريّ بينهما.

وأدلت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان في مجلس الدولة، بهذه التصريحات عند ردّها على سؤال بشأن موافقة الإدارة الأميركية على خطة بيع أسلحة بقيمة 620 مليون دولار إلى منطقة تايوان الصينية.

وقالت إن «سلطة الحزب الديمقراطي التقدمي لن تنجح أبداً في محاولتها تحقيق استقلال تايوان بالسبل العسكرية».

وأضافت تشو أن «محاولات الحزب ستقوض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وتتسبب في كارثة أكبر لأهالي تايوان».

من جهة أخرى، وجهت اليابان في مراجعتها الدفاعية السنوية الاتهام إلى الصين بـ«فرض مطالب السيادة الإقليمية وسط أزمة تفشي جائحة كورونا»، وقالت إنها «تشتبه في أن بكين تنشر دعاية ومعلومات مضللة خلال تقديمها مساعدات طبية إلى دول تكافح المرض».

وقالت اليابان في تقريرها الدفاعي الرسمي الذي أقرته حكومة رئيس الوزراء شينزو آبي أمس، إن «الصين ماضية في محاولتها لتغيير الوضع الراهن في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي».

وتحدث التقرير الرسمي عن «تعديات لا هوادة فيها على المياه حول مجموعة من الجزر التي يقول الطرفان إن لهما أحقية في السيادة عليها في بحر الصين الشرقي، والتي تعرف باسم (سينكاكو) في اليابان و(دياويو) في الصين».

ويعكس الانتقاد الذي توجهه اليابان إلى الصين تصريحات خرجت بها الولايات المتحدة في وقت يشهد تصاعداً للتوتر الإقليمي مع إجراء بكين وواشنطن تدريبات عسكرية منفصلة في منطقة بحر الصين الجنوبي الغنية بالموارد وفي ظل تدهور العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

ورفض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أول أمس، مطالبات صينية متنازعاً عليها بخصوص أحقيتها في الموارد البحرية في معظم بحر الصين الجنوبي، قائلاً إنها «غير قانونية تماماً».

وتؤكد حكومة بكين على أن نياتها سلمية في الاستفادة من الممر المائي، الذي تعبر منه سنوياً تجارة دولية يقدر حجمها بنحو ثلاثة تريليونات دولار.

وقال تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بكين إن بلاده تقدمت بشكوى فيما يتعلق بتقرير المراجعة الياباني. وأضاف «تقرير المراجعة الدفاعية الياباني مليء بالأفكار المتحيزة والمعلومات الزائفةإنه يسعى جاهداً للمبالغة في إبراز التهديد الصيني الذي يزعمه».

وتعتقد اليابان أن «الصين تشكل تهديداً أبعد مدى وأخطر من الذي تمثله كوريا الشمالية التي تملك أسلحة نووية». وتنفق بكين حالياً أربعة أضعاف ما تنفقه طوكيو على الدفاع ريثما تعمل على بناء جيش ضخم حديث.

فيما أكد كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشرق آسيا، أمس، «استعداد الولايات المتحدة للرد بفرض عقوبات على المسؤولين والشركات الصينية الضالعة بأنشطة بكين في بحر الصين الجنوبي».

وقال ديفيد ستيلويل، مساعد وزير الخارجية لشرق آسيا، عندما سئل عما إذا كانت هناك عقوبات ستفرض: «لا شيء خارج الطاولة، هناك إمكانية لذلك، هذه لغة يفهمها الصينيون، وهذا عمل توضيحي ملموس».

وتحدث ستيلويل بعد يوم من رفض الولايات المتحدة تصريحات الصين بشأن الموارد البحرية في معظم بحر الجنوب ووصفتها بأنها «غير قانونيّة على الإطلاق»، وهو موقف قالت بكين إنه «أثار توترات في المنطقة».

وعارضت واشنطن منذ فترة طويلة المطالب الصينية الواسعة بشأن بحر الجنوب، وأرسلت السفن الحربية بانتظام عبر الممر المائي الاستراتيجي لإثبات حرية الملاحة هناك، لكن إعلان الاثنين عكس لهجة أشدّ.

حيث تطالب بكين بنسبة 90% من بحر الصين الجنوبي الغني بموارد الطاقة، لكن بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام تطالب أيضاً بأجزاء منه، والتي يمرّ من خلالها حوالي 3 تريليون دولار من التجارة كل عام.

وبنت بكين قواعد فوق الجزر المرجانية في المنطقة، لكنها تقول إن «نياتها سلمية». وفى وقت سابق أمس، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان رفض الولايات المتحدة لتصريحات الصين.

وقال ليجيان في مؤتمر صحافي دوري «إنهالرفض الأميركييثير الجدل عمداً بشأن مزاعم السيادة البحرية ويدمر السلام والاستقرار الإقليميين وهو عمل غير مسؤول».

نمت التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشكل متزايد في الآونة الأخيرة بشأن العديد من القضايا، بما في ذلك تعامل الصين مع فيروس كورونا المستجدّ وتشديد قبضتها على هونغ كونغ.

وفي الأسبوع الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين صينيين كبار بسبب ما تزعم أنها انتهاكات لحقوق الإنسان ضد أقلية الإيغور المسلمة، وهو ما ردّت عليه بكين بفرض عقوبات مماثلة على مسؤولين أميركيين.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن قائد عسكري أميركي، أن حاملتي طائرات تجريان تدريبات في بحر الصين الجنوبي، تحت أنظار سفن البحرية الصينية التي رست قرب الأسطول الأميركي.

فيما أعلنت القوات الجوية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، بعدها بأيام، اختبار صاروخ باليستي مضاد للسفن في بحر الصين الجنوبي.

وجاءت هذه الاختبارات في أعقاب الأنباء عن قيام جيش التحرير بتركيب صواريخ كروز مضادة للسفن وصواريخ أرضجو بالقرب من مناطق الشعب المرجانية «فايري كروس ريف» و»سوبي» و»مسشيف ريف» غرب جزر الفلبين.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، المقدم ديف إيستبورن، إن اختبار الصين للصواريخ يتعارض مع «ادعاء أنها تريد إحلال السلام في المنطقة ومن الواضح أن مثل هذه الأعمال هي أعمال قسرية تهدف إلى تخويف أطراف أخرى في بحر الصين الجنوبي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى