عربيات ودوليات

موسكو والقاهرة: لا بديل عن المفاوضات لحل الأزمة الليبيّة وأوروبا تؤكد ألا مصلحة لها برؤية قواعد عسكرية تركية قبالة دولها

ناقش وزير الخارجية الروسيّ سيرغي لافروف، أمس، الأوضاع في ليبيا عبر مكالمة هاتفيّة مع نظيره المصري سامح شكري.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية: «ناقش الوزيران الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التركيز على الأزمة في ليبيا. وأكد الجانبان من جديد أنه لا يوجد بديل لحل الأزمة في البلاد سوى المفاوضات بمشاركة جميع الأطراف الليبية بما يتماشى مع تنفيذ قرارات مؤتمر برلين، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2510».

وتابع البيان: «كما تمّ التركيز على أهمية «إعلان القاهرة» الصادر في 6 يونيو لتعزيز المبادئ الأساسيّة لعملية برلين بهدف تنظيم حوار شامل بين الليبيين لوضع اتفاقيات بشأن تسوية ليبيا بعد الصراع على أساس توازن مصالح المناطق التاريخية الثلاث في البلاد».

وسبق أن اتخذ مجلس النواب المصري أول أمس الإثنين قراراً بالموافقة على تفويض الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، باتخاذ ما يلزم لحفظ الأمن القومي للبلاد على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، لا يعني إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا اليوم، وإنما يأتي لاستكمال الإجراءات الدستوريّة اللازمة للتدخل في حال حدث انتهاك للأمن القومي المصريّ، ويبعث برسالة طمأنة لليبيين.

وسمح مجلس النواب الحاكم في شرق ليبيا ليلة 14 تموز، للقوات المسلحة المصرية بالتدخل في النزاع الليبي. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في نهاية شهر حزيران، أن بلاده مستعدّة لمساعدة القبائل الليبية في مكافحة التدخل الأجنبي من خلال تدريبهم وتسليحهم. وأشار إلى أن أي تدخل مباشر لمصر في ليبيا بات الآن شرعياً بموجب القانون الدولي، مؤكداً أن «جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمراً ضرورياً»، ومشدداً على أن «مصر حريصة على التوصل إلى تسوية شاملة في ليبيا»، كما أنها حريصة «على سيادة ووحدة الأراضي الليبية».

وأشار السيسي إلى أن «سرت والجفرة خط أحمر»، مؤكداً أن «ليبيا لن يدافع عنها إلا أهلها، وسنساعدهم في ذلك»، داعياً إلى «الحفاظ على الوضع القائم حالياً في ليبيا من دون تغييره، والبدء فوراً في مفاوضات سياسية لإنهاء الأزمة».

في سياق متصل، أكد الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، «ألا مصلحة للأوروبيين في رؤية حلقة من القواعد العسكرية التركية قبالة السواحل الإيطالية».

وقال في مقابلة أجرتها معه صحيفة «دير شبيغل» الألمانية اليوم: «هذا ما سيحدث إذا لم نفعل شيئاً»، في إشارة إلى الأوضاع في ليبيا.

وطالب المسؤول الأوروبي في المقابلة التي نشرت أمس، على موقع إدارة العلاقات الخارجية للاتحاد، ألمانيا بـ»العمل على دعم التوجه نحو مفاوضات مباشرة لإبرام اتفاق شامل مع تركيا».

ورأى بوريل الإسباني الجنسية، ضرورة طرح كل الأمور على الطاولة، حيث «يجب الحديث عن الانتهاكات التركية للقانون الدولي وعمليات الحفر قبالة سواحل قبرص، مسألة الغاز ودور تركيا في كل من سورية وليبيا»، على حد قوله.

ويعتقد بوريل أن «بوسع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل التي ترأس بلادها الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، القيام بهذا الأمر والدفع باتجاه مفاوضات، حيث «يشكل التعامل مع تركيا أكبر تحد أمام السياسة الخارجية الأوروبية»، حسب تعبيره.

أما حول رؤيته لتركيا، فأكد أنها «جار للاتحاد ولا يمكن تغيير الجغرافيا، كما أنها دولة مرشحة للانضمام إلى التكتل الموحد وسيبقى الأمر كذلك ما لم يتم اتخاذ قرار معاكس».

ومع ذلك، أقر المسؤول الأوروبي بأن «أنقرة تتسبب في مشاكل كثيرة للاتحاد».

ورداً على سؤال حول إمكانية فتح باب السفر أمام الأوروبيين إلى تركيا هذا الصيف، في ظل انتشار وباء كوفيد-19، أكد بوريل «عدم إمكانية التضحية بصحة ملايين الأوروبيين لصالح صفقة سياسية»، مشدداً على أن «الأمر يتعلق بالوضع الوبائي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى