أولى

فرنسا تستعجل الحضور

مهما قال لنا الفرنسيون إن اهتمامهم بلبنان نابع من الحرص علّمتنا التجارب أن نفتش عن المصالح في مواقف الدول، وفرنسا التي فشلت في انتزاع قبول أميركي بأطروحتها بعزل لبنان عن المواجهة الأميركية مع إيران تحاول تحت السقف الأميركي حجز مقعدها في لبنان من بوابة مساعدات تحت السقف الأميركي أيضاً.

النصائح الفرنسية ليست إلا غطاء الفشل بانتزاع الموافقة الأميركية على تحييد لبنان عن حرب الضغوط القصوى الأميركية وإلا لقال الفرنسيون بالفم الملآن إن المطلوب الخطوات التالية خلال مدة زمنية معينة وإن الأموال المرصودة في مؤتمر سيدر ستنفق وفقاً لجدول هذه الخطوات.

فرنسا قلقة من انهيار لبنان لأنها متوسطية ولبنان على ساحل المتوسط وطريق الهجرة إلى فرنسا ستطال السوريين النازحين والفلسطينيين اللاجئين واللبنانيين من كل الطوائف معهم إذا حدث الانهيار.

فرنسا قلقة من تكامل مشرقي يضم لبنان وسورية والعراق يجعل الخيار الفرنسي ثانوياً على صعيد التبادل التجاري بالنسبة للبنان، لأنه كذلك بالنسبة لسورية والعراق.

فرنسا تسارع نحو لبنان لتقول إنها موجودة لأن مساراً خاصاً بليبيا يجري ترتيبه بين الأميركيين والروس يلحظ أدواراً لتركيا ومصر ويتجاهل الدور الفرنسي إلا شكلاً فتعرض مقايضة الخروج من ليبيا مقابل التسليم بمكانتها اللبنانية.

زيارة وزير الخارجية الفرنسية ومساعداته المحصورة تربوياً وطائفياً ليست موجهة لمخاطبة اللبنانيين بل لمخاطبة الأميركيين مهما تضمنت خطاباته من نصائح. فالفرنسيون ينتظرون الضوء الأخضر الأميركي للانتقال إلى الكلام الجدي عن التمويل والإصلاح بلغة مختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى