مقالات وآراء

انفجار المرفأ
أشبه بالعدوان

 

 

} يوسف المسمار

 انفجار مرفأ بيروت مأساويّ وفظيع وقد آلمنا كثيراً حدوثه، ولكنه كان منبهاً لذاكرتنا أنه «ليس لابن النور صديق بين أبناء الظلمة، بقدر ما يبذل لهم من المحبة يبذلون له من الكراهية والبغضاء».

 أعداؤنا لا يستريحون إلا بالقضاء علينا ولن تتوقف مكائدهم ومؤامراتهم ومخططاتهم إلا إذا تنازلنا عن حريتنا وعزتنا.

ما حدث في مرفأ بيروت يخدم المشروع اليهودي الأميركي، والخشية تظل من العدو ومن الذين يعملون لمصلحته.

صحيح أن لبنان محصّن بخياراته ومقاومته وكل عناصر قوته في مواجهة العدو الصهيوني وأطماعه، لكنه محاصر بالعقوبات اقتصادية ومالية، هدفها تجويع اللبنانيين وتحطيم مناعة عملته الوطنية، ومحاصر ايضاً بالفساد المستشري، بالعتمة، بتراكم النفايات. وما حدث في المرفأ سببه إلى الآن الفساد الذي يفتك بلبنان.

 في سياق الكلام عن مسبّبات الانفجار وأنه يرمي إلى معاقبة لبنان على خياراته والنيل من عناصر وحدته وقوته، يستوقفنا ما ألمح إليه أحد الجنرالات الأميركيين، لجهة أن المقصود هو إحداث هزة كبيرة في بيروت لتثوير البعض ضد المقاومة! وهذه احتمالية يجب أن تبقى في دائرة الفرضيات إلى حين صدور نتائج التحقيق.

 ما حدث في مرفأ بيروت، هو نكبة كبيرة، والتاريخ سجّل العديد من النكبات الكبرى، لعل أخطرها على الوجود نكبة تجزئة الوطن السوري وإقامة كيان الاستيطان الصهيوني العنصري على أرض فلسطين.

 يقول سعاده: «قد تأتي أزمنة مليئة بالصعاب والمحن على الأمم الحيّة فلا يكون لها إنقاذ منها الا باعتماد البطولة الواعية المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة. فاذا تركت امة ما اعتماد البطولة قررت مصيرها الحوادث الجارية والإرادات الغريبة». وقال أيضاً: «من لا ينهض لنيل الحرية خوفاً على حياته، خسر الحرية والحياة معاً».

التراجع والتقهقر ليسا في قاموسنا، نحن أصحاب قضية ومؤمنون بالصراع سبيلاً لانتصارنا في معركة المصير..، لنا إيمان يزول الكون ولا يزول، وبهذا الايمان سنستمر في الصراع، فلا تثنينا النكبات عن أهدافنا، ولا عن الغاية التي نصبو اليها.

 انفجار المرفأ مزلزل.. وأياً كانت أسبابه، لا بد من معاقبة كل مَن يثبت تورطه على اي صعيد.. لأن انفجاراً ضخماً كهذا يودي إلى هذا الكم الكبير من الضحايا والجرحى وإلى كل هذا الدمار اشبه بالعدوان، ومسبب هذا الانفجار لا يمكن نعته الا بعدو، والانفجار الذي وراء حدوثه عدو هو بدون شك تفجير عن سابق قصد وإصرار وتجب معاقبته وقطع يده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى