الوطن

بغداد تدعو لاتخاذ موقف موحّد يلزم أنقرة بسحب قواتها.. وباريس تصف القصف التركيّ بأنه «تطوّر خطير»

الخارجيّة العراقيّة: لدينا أوراق قوّة للرد على الانتهاكات التركيّة

أطلع وزير الخارجية العراقي عدداً من نظرائه العرب على تفاصيل القصف التركي، وحثهم على الخروج بموقف موحّد يلزم أنقرة بسحب قواتها من العراق.

وفي بيان رسمي، قالت وزارة الخارجة العراقية: «أجرى وزير الخارجيّة فؤاد حسين اتصالات عدّة مع نظرائه العرب على خلفيّة الاعتداء التركيّ السافر الذي تسبب باستشهاد ضابطين وجندي من الجيش العراقي كانوا يقومون بمهمة لبسط الأمن على الشريط الحدودي مع الجانب التركي».

وأضاف البيان أن «السيد الوزير قد اتصل بأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، كما اتصل بنظرائه وزراء الخارجية المصري، والأردنيّ، والسعوديّ، والكويتي».

وأشار البيان إلى أن الاتصالات جاءت «لإحاطة الأشقاء العرب بتفاصيل هذا الاعتداء»، داعياً إلى «أهمّية تضافر الجهود العربية إزاء هذه التطورات الخطيرة في الموقف الأمني مع تركيا، والخروج بموقف موحد يلزم الأتراك بعدم تكرار هذه الانتهاكات، وسحب قواتهم المتوغلة في الأراضي العراقية».

وتابع البيان أن «الأشقاء أكدوا دعم بلدانهم الكامل لأمن وسيادة العراق، وإدانة الاعتداءات التركية»، داعين إلى «ضرورة الوقف الفوري لأي عمليات عسكرية تركية على الأراضي العراقية».

وسلمت وزارة الخارجية العراقية، الأربعاء، السفير التركي في بغداد فاتح يلدز مذكرة احتجاج على خلفية مقتل عدد من عناصر حرس الحدود العراقي بقصف جوي تركي بطائرة مسيرة، الثلاثاء، مؤكدة ان المذكرة شددت على ضرورة سحب تركيا لقواتها من الأراضي العراقية.

وفي السياق نفسه، أكد المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، أن بلاده تمتلك أوراق قوة للرد على الانتهاكات التركية.

وقال، إن «من أهم الأوراق التي يمتلكها العراق، هي الورقة الاقتصادية، والورقة الأخرى هي الدبلوماسية، كما يمتلك ورقة إقناع الرأي العام الدولي بأن ما تقوم به تركيا يهدد السلم والأمن الدوليين».

وأضاف الصحاف، أن «العراق لوّح بالورقة الاقتصادية، فهناك عشرات الشركات الاستثمارية التركية الكبيرة العاملة في العراق، كما أن العراق من المستوردين الأوائل من تركيا».

بدورها، أدانت فرنسا القصف التركي على الحدود العراقية، الذي أدى إلى مقتل عناصر من حرس الحدود العراقي، في محافظة أربيل، مؤكدة تمسكها بسيادة العراق.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آنييس فون دير مول، في بيان رسمي، أمس «فرنسا تشجب هذا التطور الخطير (القصف التركي على الحدود العراقية) وتدعو لكشف الحقيقة».

وكانت الرئاسة العراقية قد أدانت، الهجوم التركي بطائرة مسيرة الثلاثاء، الذي استهدف قوة لحرس الحدود العراقي بمنطقة «سيد كان» بإقليم كردستان شمالي البلاد، واعتبرت أنه «اعتداء سافر» وانتهاك للسيادة العراقية.

وينفذ الجيش التركي منذ سنوات عمليات عسكرية ضد المسلحين الأكراد الذين يعتبرهم إرهابيين، وذلك رداً على هجمات نفذها أو خطط لها عناصر حزب العمال الكردستاني.

وبنت تركيا 37 قاعدة عسكرية شمالي العراق منذ انطلاق عملية «مخلب النسر» وحتى الآن.

وكانت بغداد قد اعترضت على العملية العسكرية التركية شمالي العراق واستدعت سفير تركيا وطالبته بسحب بلاده لقواتها من الأراضي العراقية.

من جهته، وبعد عدوانه الذي أدّى لاستشهاد ضابطين وجندي عراقي، قالت خارجية النظام التركي، أمس، إن أنقرة ستتخذ التدابير اللازمة لحماية أمن حدودها مع العراق.

وهدّدت تركيا باتخاذ تدابير في حال واصل العراق تجاهل ما أسمته وجود عناصر منظمة «بي كا كا» الكردية على أراضيه.

وأوضحت الخارجية التركية في بيان، أن مسؤولية اتخاذ التدابير اللازمة ضد عناصر «بي كا كا» المنتشرين في العراق، تقع على عاتق بغداد بالدرجة الأولى.

وأضاف البيان أن مسلحي «بي كا كا» يستهدفون تركيا من خلال المواقع التي يتمركزون فيها داخل الأراضي العراقية منذ سنوات طويلة، وأن هذه المنظمة تتحدى في الوقت نفسه سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره.

وأكد البيان استعداد أنقرة للتعاون مع بغداد في مكافحة مسلحي «بي كا كا»، داعياً العراق وبعض المنظمات الإقليمية إلى التخلي عن ازدواجية المعايير والكف عن توجيه الاتهامات الباطلة لتركيا وتبني مواقف مبدئية.

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، الثلاثاء، إلغاء زيارة وزير الدفاع التركي إلى بغداد، احتجاجاً على قصف بلاده لمناطق عراقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى