إخماد النيران نهائيّاً في خط الغاز العربيّ بعد اعتداء إرهابيّ وعودة تدريجيّة للكهرباء في المحافظات السورية
جنيف: الوفد الوطنيّ يؤكد أهمية مبدأ التمسك بالهويّة السورية.. وتعليق الجلسة الثانية بعد اكتشاف حالات كورونا بين الوفود
بدأت في مقرّ الأمم المتحدة في جنيف أمس، أعمال الجولة الثالثة للجنة المصغرة المنبثقة عن الهيئة الموسعة للجنة مناقشة الدستور بمشاركة الوفد الوطني.
وذكرت مصادر إعلامية أن الوفد الوطني أكد أهمية مبدأ التمسك بالهوية الوطنية الجامعة للشعب السوري والتوافق عليه كمبدأ جوهري من الأسس والمبادئ الوطنية التي يمكن أن تشكل الأرضية الراسخة لعمل اللجنة في المراحل اللاحقة.
وحسب المصادر فإن الوفد الوطنيّ شدّد على أن الهوية الوطنية الجامعة هي السبيل لتعزيز الانتماء للوطن في وجه كل الأفكار والمشاريع التي تشكل تهديداً لوحدته أرضاً وشعباً.
وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون أعلن مؤخراً عقد الجولة الثالثة للجنة مناقشة الدستور بقيادة وملكية سورية في 24 آب في جنيف.
وعقدت اللجنة المصغّرة المؤلفة من 45 عضواً بواقع 15 عضواً للوفد الوطني و15 عضواً لوفد النظام التركي و15 عضواً لوفد المجتمع المدنيّ جولتين في مقر الأمم المتحدة في جنيف خلال تشرين الثاني الماضي.
هذا، وعلقت الأمم المتحدة الجلسة الثانية من اجتماعات اللجنة المصغرة المنبثقة عن الهيئة الموسعة للجنة مناقشة الدستور في جنيف عقب اكتشاف وجود إصابات بفيروس كورونا ضمن الوفود المشاركة.
وذكرت مصادر مواكبة للاجتماعات أنه تم اكتشاف ثلاث إصابات بفيروس كورونا ضمن الوفود المشاركة بنتيجة الاختبارات التي خضع لها أعضاء الوفود وبناء عليه تم تعليق الجلسة الثانية من اجتماعات اللجنة.
وأوضحت المصادر أن الإصابات توزّعت واحدة ضمن الوفد الوطني وواحدة ضمن وفد النظام التركي وإصابة ضمن وفد المجتمع المدنيّ وتم الطلب من الوفود الثلاثة إضافة إلى مكتب الأمم المتحدة العودة إلى مقار إقاماتهم والالتزام بالتباعد ريثما يتم التأكد من عدم إصابة آخرين.
وقالت عضو اللجنة المصغرة لمناقشة تعديل الدستور عن وفد المجتمع المدني ميس كريدي: «المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غيربيدرسون يعلق الجلسة الثانية من أعمال اليوم الأول للجنة المصغرة بسبب اكتشاف وجود 3 حالات كورونا بين الوفود».
وكان الاجتماع الأول للجنة الدستورية السورية انتهى ضمن أجواء إيجابية.
وأول أمس، اكتمل وصول الوفود المشاركة وخضوعهم لفحوص طبية، كما التقى المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسون بالدكتور أحمد الكزبري الرئيس المشارك للجنة وبحث معه في تفاصيل اجتماع أمس.
وهذه الجولة الثالثة للجنة المصغرة وتستمر أعمالها حتى يوم الجمعة المقبل على أن يتم في ختامها تحديد موعد جديد للجولة الرابعة.
ميدانياً، تمكّنت فرق الإطفاء والدفاع المدني من إخماد النيران التي اندلعت في خط الغاز العربي بين منطقتي الضمير وعدرا بشكل كامل وذلك بعد تعرّضه لاعتداء إرهابي فجر أمس.
وبدأ التيار الكهربائي بالتدفق تدريجياً من محطات التوليد إلى المحافظات والمدن السورية، عقب إصلاح الأضرار. وقال وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة تسيير الأعمال، علي غانم، إن فرق الإطفاء والدفاع المدني تمكّنت من السيطرة على النيران التي نشبت في أحد مقاطع خط الغاز العربي المغذي لمحطات توليد الكهرباء (جندر) و(تشرين) و(الناصرية) و(دير علي)، مشيراً إلى أن العمل بدأ على استبدال المقطع المتضرر تمهيداً لإعادة الضخ إلى المحطات، وإعادة التيار الكهربائي إلى ما كان عليه.
وقال غانم إن الانفجار الذي تعرّض له خط الغاز العربي ناجم عن عمل إرهابي، مشيراً إلى أنه وبعد إخماد الحريق بشكل كامل بدأت على الفور عمليات الكشف الفني على الخط لإجراء الصيانة وتبديل المقاطع المتضررة وخلال الساعات المقبلة سيتم تزويد محطات التوليد بالغاز وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الاعتداء الإرهابي.
وأضاف غانم فى تصريح لـ سانا: لقد استطعنا فصل الصمامات المقطعيّة الخاصة بهذا الخط الذي يبلغ قطره «36» إنشاً وباستطاعة 7 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً، حسب مراحلها بمعنى نفصل موقع العطل أو الاعتداء الإرهابي على هذا الخط، وبالتالي إعادة تغذية محطة الناصرية بالغاز ومحطة جندر وعودة التيار الكهربائي تدريجياً.
بدوره قال وزير الكهرباء المكلّف تسيير الأعمال المهندس محمد زهير خربوطلي إن التيار الكهربائيّ بدأ بالعودة بشكل جزئيّ إلى المحافظات السورية ومنها وسط مركز مدينة دمشق.
وقال خربوطليّ في تصريح لـ سانا تمت إعادة التغذية الكهربائية إلى بعض المنشآت الحيوية المهمة في دمشق كالمشافي وبعض الأحياء السكنية، إضافة إلى عودة جزئية للتغذية الكهربائية في محافظتي حمص وحماة والمنطقة الساحلية ريثما تتم إعادة إصلاح خط الغاز وإعادة الوضع الكهربائي إلى ما كان عليه.
وأضاف خربوطلي: إن كل الورشات الفنية سواء في وزارة النفط والثروة المعدنية أو وزارة الكهرباء ومحطات التوليد والمنظومة الكهربائية على أتم الجاهزية لإعادة التغذية الكهربائية إلى ما كانت عليه خلال الفترة القريبة المقبلة.
وتعرّض خط الغاز العربي المغذي للمنطقة الجنوبية بين منطقة الضمير وعدرا في ريف دمشق لاعتداء إرهابي فجراً ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في كل سورية.
وفي السياق، قال المبعوث الأميركي الخاص بسورية، جيمس جيفري، أمس، إن بلاده لا تزال تدرس الانفجار الذي وقع في خط أنابيب للغاز بسورية، لكن الواقعة تحمل على ما يبدو بصمات تنظيم «داعش»، بحسب قوله.
وأعلن جيفري للصحافيين في جنيف في مستهل محادثات ترعاها الأمم المتحدة للجنة الدستورية السورية، أمس: «ما زلنا ندرس الأمر. لكن من شبه المؤكد أنه هجوم لتنظيم داعش».
وكانت وسائل إعلام سورية رسمية أفادت بوقوع انفجار قوي في خط الغاز العربي بين منطقة الضمير وعدرا في ريف دمشق، ما أدّى إلى انقطاع الكهرباء في سورية، وسط ترجيح وزير النفط والثروة المعدنية المهندس، علي غانم، بأن يكون «عملاً إرهابياً».
من جهتها أكدت وزارة الكهرباء السورية أن ورشات الصيانة تعمل على إصلاح الضرر لضمان عودة الكهرباء بشكل كامل لكافة المناطق.
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحين تابعين لتنظيم «داعش» المدرج على لوائح الإرهاب العالميّة، وذلك في منطقة الرصافة بريف الرقة خلال مرور دورية للجيش في المنطقة.
وأوضح مصدر ميداني أن مسلحين ينتمون لتنظيم «داعش» الإرهابي حاولوا تنفيذ كمين بدورية تابعة للجيش، حيث هاجم المسلحون سيارة تقل عدداً من عناصر الجيش في منطقة الرصافة، لينتقل المشهد إلى اشتباكات عنيفة بعد استقدام الجيش تعزيزات له من النقاط القريبة في المنطقة، وبيّن المصدر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 20 مسلحاً في صفوف التنظيم، فيما ارتقى عنصر من الجيش وأصيب اثنان آخران.
وأشار المصدر إلى أن عناصر تنظيم «داعش» يحاولون منذ قرابة الشهرين الدخول إلى منطقة الرصافة وريف الرقة عموماً عبر خلايا نائمة تُنفذ هجمات متفرقة باتجاه مواقع الجيش السوري، مبيناً أن هذه الخلايا تعتمد على خطوط إمداد فرعيّة تصل بين باديتي الرقة وحمص وصولا إلى منطقة التنف التي تسيطر عليها القوات الأميركية.
وكشف المصدر خلال حديثه أن الطيران الحربي السوري دمّر خلال الأسبوع الماضي آليات عدة تابعة لتنظيم «داعش»، كانت آتية من منطقة التنف باتجاه بادية حماة والرقة.
يشار إلى أن المنطقة الغربية والغربية الجنوبية من محافظة دير الزور والجهة الشرقية الجنوبية من محافظة الرقة شرقي سورية وبادية حمص، مفتوحة على صحراء وبادية منطقة التنف على الحدود (السورية – الأردنية) التي تتموضع فيها قاعدة غير شرعية للاحتلال الأميركي، حيث تنشط فيها فلول تنظيم «داعش» الإرهابي بشكل كبير.