الوطن

الأسد: أردوغان محرّض رئيسي للصراع في ناغورني قره باغ.. والكرملين يدرس بعناية تصريحات الرئيس السوريّ في هذا الموضوع

دمشق تقرّر إعادة منظمة للمهجرين الفلسطينيين إلى مخيم اليرموك.. وجبريل يبلغ المقداد جهد الفصائل من أجل إنهاء الانقسام

 

أكّد الرئيس السوري بشار الأسد، أن «تركيا تستخدم الإرهابيين من سورية ودول في المعارك التي تشهدها منطقة قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا».

واتهم الرئيس السوري في حوار مع وكالة «سبوتنك» الروسية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بـ «دعم التنظيمات الإرهابية في كل من سورية وليبيا، وكذلك بالوقوف وراء تصعيد الصراع في إقليم ناغورني قره باغ.

وأوضح الأسد أن الرئيس التركي يعمل على إشعال الحروب لصرف انتباه الأتراك عن المشاكل الداخلية، خاصة بعد فضائح تتعلق بصِلاته بتنظيم «داعش».​

ورداً على سؤال حول توفر معلومات تفيد بنقل تركيا لمقاتلين سوريين إلى جبهات القتال في إقليم ناغورني قره باغ ، قال الأسد «نستطيع أن نؤكد هذا حتماً، ليس لأننا نمتلك الأدلة، بل لأنه في بعض الأحيان إذا لم تكن تمتلك الأدلة فإن لديك مؤشرات».

وأكّد الرئيس السوري أن «تركيا استخدمت هؤلاء الإرهابيين القادمين من مختلف الدول في سورية، واستخدموا المسلّحين السوريين في ليبيا، بالإضافة إلى جنسيات أخرى. وبالتالي من البديهي والمحتمل جداً أنهم يستخدمون تلك الطريقة في ناغورني قره باغ، لأنه كما قلت سابقاً فإنهم هم الطرف الذي بدأ هذا الصراع وشجعوا عليه».

وقال الأسد إن الجميع يعرف أن تنظيم «داعش» كان يبيع النفط السوري عبر تركيا وبحماية أميركية. وأضاف أن الدول الغنية متواطئة مع  الرئيس التركي في دعم الإرهاب، مشيراً إلى أن تركيا باتت أداة لتنفيذ سياسة هذه الدول.

وتابع الأسد، إن مصطلح «المجتمع الدولي» يعني في الحقيقة مجموعة صغيرة فقط من الدول، وهي القوى العظمى والدول الغنيّة، أي «الدول المؤثرة في الساحة السياسية».

وأوضح الرئيس السوري أن «جزءاً كبيراً من المجتمع الدولي شريك لتركيا في دعم الإرهاب، وهم يعرفون ما تفعله تركيا».

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الكرملين يدرس بعناية تصريحات الرئيس السوري، بشار الأسد، حول نقل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لمقاتلين من سورية إلى قره باغ.

وتأتي تصريحات الناطق الرسمي باسم الكرملين، تعليقاً على تأكيد الرئيس السوري، على نقل الرئيس التركي لمقاتلين من سورية إلى منطقة قره باغ للمشاركة في الأعمال القتالية هناك.

وكالة «سبوتنيك» الروسيّة نقلت الإثنين عن مصدر مطلع، مقتل 93 مقاتلاً سوريّاً في ناغورني قره باغ، وتسليم 53 آخرين الأحد إلى سورية. الوكالة أكدت أيضاً بحسب المصدر، أنّ «دفعة جديدة تضمّ 430 من المرتزقة السوريين نُقلت أمس إلى قره باغ».

كذلك أعربت وزارة الخارجية الروسيّة قبل أيام، عن قلقها إزاء تقارير عن نقل مسلحين من سورية وليبيا إلى قره باغ لإلحاقهم بالقتال هناك، معتبرةً أنّ هذه العمليات «لا تقود إلى المزيد من التصعيد في منطقة النزاع فحسب، بل وتخلق أيضاً تهديدات طويلة الأمد على أمن جميع دول المنطقة».

يذكر أن الاشتباكات في إقليم ناغورني قره باغ مستمرة، وزارة الدفاع في أذربيجان أعلنت قبل أيام أنّ المعارك مع القوات الأرمينية أدت إلى مقتل وجرح 2700 من عناصر هذه القوات، بينما أكّدت وزارة الدفاع الأرمينية أنّ بعض المناطق لا تزال تشهد قصفاً بالمدفعية والأسلحة الخفيفة.

على صعيد آخر، قرّرت الحكومة السورية إعادة المهجرين الفلسطينيين من مخيم اليرموك إلى بيوتهم، وذلك بعد سنوات من تهجيرهم منها على يد التنظيمات المسلحة.

وأعلن أنور رجا، المسؤول الإعلامي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينالقيادة العامة»، أنه «تقرر بدء عودة المهجرين من مخيم اليرموك».

وأضاف: «تقرّر من قبل الجهات السورية المختصة بدء الاجراءات العملية لدخول المهجرين الفلسطينيين إلى بيوتهم التي شردوا منها في مخيم اليرموك، بفعل العصابات الإرهابية»، أبرزها تنظيما «داعش» والنصرة».

وأكدت سورية سابقاً عزمها إعادة جميع سكان مخيم اليرموك اليه.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد «أبلغنا قراراً سورياً رسمياً بعودة أهالي اليرموك»، مضيفاً أن مخيم اليرموك أصيب بأضرار بالغة وأجزاء منه مدمرة بالكامل والعودة ستتم عبر خطوات منظمة.

وتمت إزالة الالغام التي خلفتها الجماعات المسلحة في مخيم اليرموك ولا سيما «داعش».

وأعلنت دمشق سابقاً عدم ممانعتها لدور للسلطة الفلسطينية أو الأونروا في إعادة إعمار مخيم اليرموك.

أما حركة «حماس» فدعت قبل أشهر إلى إعادة إعمار اليرموك وعودة أهله إليه، وتثبيت اللاجئين في المخيم وأماكنهم وممتلكاتهم القديمة التي كانوا يشغلونها.

وأوضح رئيس الدائرة الإعلامية في حماس رأفت مرة، أن مخيم اليرموك «يشكل رمزاً للوجود الفلسطيني في سورية وللاجئين الفلسطينيين، نظراً لما يمثله من تاريخ وهوية والتزام بالقضية الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال، والتمسك بحق العودة».

وعدَّ مرة أن الوجود الفلسطيني في سورية هو «وجود ضروري لاستمرار الصمود الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، والمحافظة على الهوية، والتمسك بحق العودة».

أما في سياق المساعي لتوحيد الساحة الفلسطينية ضد التطبيع مع «إسرائيل» وإنهاء الانقسام، فقد صرح طلال ناجي، الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية بعد اجتماعه بوفد حركة «فتح» الذي يزور دمشق: «تبادلنا الافكار ونحن على استعداد لبذل كل الجهد من اجل الوحدة الوطنية صورة الحوارات الثنائية».

وأضاف: «قدّمنا رؤية في الجبهة بورقة مكتوبة ونبارك الخطوات لإنهاء الانقسام واستعداد بذل الجهد للوصول الى النتائج المرجوة بين فتح وحماس».

والتقى وفد «فتح» برئاسة جبريل الرجوب بنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، حيث تم النقاش بآخر مستجدات الأوضاع الفلسطينية وجهد الفصائل من أجل إنهاء الانقسام في ظل التحديات الراهنة وصفقة القرن.

كما أجرى وفد فتح محادثات مع قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة نائب الأمين العام أبو أحمد فؤاد.

وتناولت المحادثات جهود إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

وأكد الرجوب أن الفلسطينيين «غادروا مربع الانقسام بعد اجتماع الأمناء العامين لفصائل المقاومة»، فيما اعتبر فؤاد كل أشكال المقاومة ضد الاحتلال من المسلمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى