الوطن

براعة جنبلاط ومراهقات جعجع…

} عمر عبد القادر غندور*

رغم السقف العالي في الحديث التلفزيوني للنائب السابق وليد جنبلاط بشأن المساعي الهادفة لتشكيل حكومة جديدة وعدم تسميته سعد الحريري ولا استقبال وفد تيار المستقبل، فإنّ العودة عن هذه المواقف والتراجع عنها أمر ممكن ولا يخجل منها، وهو بالتالي لم يقفل النقاش بدليل تحديد المواجع التي يشكو منها، وهو أبرع من يطالب بما يريد، وربما الساعات القليلة المقبلة قد تحمل جديداً في هذا الشأن.

وكان البارز في حديث رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تلك الصخرة التي رماها في مستنقع المياه الراكدة لـ «القوات اللبنانية» ولرئيسها سمير جعجع! كاشفاً أنه اجتمع برئيس «القوات» على عشاء في منزل النائب نعمة طعمة، وانّ جعجع عرض على جنبلاط فكرة استقالة نواب حزبيهما من البرلمان، وأنه أيّ جعجع ماضٍ في المواجهة ضدّ حزب الله ولديه 15 ألف مقاتل، وهو قادر على مواجهة الحزب الذي بات يعاني من ضعف كبير نتيجة الأوضاع في لبنان والإقليم!

وعندما حذره جنبلاط من مغبّة كلامه ردّ جعجع: نحن اليوم أقوى مما كنا عليه أيام بشير الجميّل، مضيفاً انه مدعوم من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية ودول اخرى، بينما حزب الله في حالة انهيار.

ووصف جنبلاط هذا الكلام بالجنون، وغالباً ما تكون مقابلاته التلفزيونية غنية بالمواقف الجريئة من خارج المتوقع وأحياناً اللياقات

والسؤال: لماذا كشف جنبلاط هذا الجانب من روزنامة جعجع المستقبلية؟ في حين سارع نائب القوات وهبي قاطيشا إلى نفي هذا التوجه وقال إنّ القوات لو كان لديها 15 ألف مقاتل كنا سيطرنا على البلد لكننا لسنا في هذا الوارد ولا نريد ذلك. واعتبر قاطيشا انّ الاتهامات التي توجه الى حزبه هي بسبب رفضه لعمليات البيع والشراء والمقايضة كما يفعل باقي الأفرقاء وانّ القوات أبعد الجهات عن السلاح لأنها تعرف ويلاته ولن يعود إليه بل نحن جماعة صندوق الاقتراع وليس صندوق الذخيرة.

وكما يتضح انّ كلام قاطيشا عكس ما قاله جعجع، ولا ندري حتى الساعة تداعيات هذا التناقض بين رئيس القوات وبين أحد نواب حزبه في البرلمان!

الا انّ الصحيح هو ما نقله السيد جنبلاط وليس ما نفاه قاطيشا، في حين لم يحصل ايّ ردّ من المقاومة، ولا حتى في مواقع التواصل الاجتماعي ولا حتى من أطراف محسوبة على المقاومة ما يدلّ على انّ مراهقات سمير جعجع لا تستحق الردّ، في حين قال أحد نواب المتن الشمالي: ما زلنا نعاني من تداعيات حروب جعجع الخاسرة في جبل لبنان والشوف وشرق صيدا وليترك اللبنانيين يعيشون بسلام في هذا الوطن.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى