عربيات ودوليات

التعاون الاقتصاديّ بين الصين و»آسيان» قويّ ومرن وإمكانيّاته هائلة..

قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجيّة الصينيّ وانغ يي، إن «التعاون الاقتصادي بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ظل قويّاً ومرناً وله إمكانيّات هائلة».

أدلى وانغ بهذه التصريحات مؤخراً بعد أن أجرى محادثات الأسبوع الماضي مع لوهوت بينسار باندجايتان، المبعوث الخاص للرئيس الأندونيسي، ووزير الخارجية الفليبيني تيودورو لوكسين، في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، وبعد اختتام جولته في جنوب شرق آسيا، والتي زار خلالها كمبوديا وماليزيا ولاوس وتايلاند وسنغافورة.

وأشار وانغ إلى أن «نمط التنمية الاقتصادية الجديد الذي يتسم بالتداول المزدوج، حيث تعمل الأسواق المحلية والخارجية على دعم وتعزيز بعضها البعض، مع اعتبار السوق المحلية الدعامة الأساسية، ظل بمثابة انتشار استراتيجي رئيسي من قبل الحكومة الصينية».

وقال وانغ إن «الصين ستعزّز تنمية عالية الجودة وتبني نظاماً جديداً لاقتصاد مفتوح على مستوى أعلى، وسيتمّ توسيع نطاق السوق المحلية بشكل أكبر. وسيكون الجمع بين الأسواق المحلية والدولية أوثق. وسيكون هناك مجال أكبر للتعاون بين الدول والصين».

وأشار وانغ إلى أن «دول الآسيان في أفضل وضع لاستخلاص الزخم من نمط التنمية الجديد للصين واغتنام الفرصة»، مضيفاً أنها أيضاً «في أفضل وضع لتوسيع المنفعة المتبادلة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي والتنمية الأفضل مع الصين».

وقال الوزير الصيني إن «حجم السوق الضخم للصين سيفيد جيرانها أولاً، مما يوفر لدول الآسيان سوق تصدير أوسع».

والصين مستعدّة للعمل مع دول الآسيان لتنفيذ بروتوكول منطقة التجارة الحرة المطورة بين الصين والآسيان وتوقيع الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة في غضون هذا العام، ومواصلة إنجاح معرض الصين الدولي للاستيراد ومعرض الصينالآسيان، واستيراد المزيد من المنتجات التي تحتاجها السوق الصينيّة من دول الآسيان، وفقاً لقوله.

إضافة لذلك، ستعمل الصين على «اغتنام عام التعاون الاقتصادي الرقمي بين الصين والآسيان هذا العام وعام التعاون التنمويّ المستدام في عام 2021، كفرص لتعزيز التعاون في المجالات الناشئة، مثل الاقتصاد الرقمي والتصنيع الذكي وتكنولوجيا الجيل الخامس والبيانات الضخمة والمدن الذكية، وتطوير صيغ وأنماط جديدة، من أجل مساعدة دول الآسيان على رفع مستوى التصنيع لديها، وتعزيز قدرتها التنافسية الأساسيّة والسعي من أجل فرص تنموية أفضل في الثورة الصناعية الرابعة»، حسب قول وانغ.

والصين مستعدّة لمساعدة المزيد من الدول في الحصول على اللقاحات والقدرة على توفيرها، ومساعدة الدول في النهاية على التغلب على الوباء، وتقديم مساهمة الصين في حماية حياة الناس وصحتهم وسلامتهم، في المنطقة وفي العالم، حسبما أكد وانغ.

وأضاف المسؤول الصيني الكبير أن «منطقة شرق آسيا تتمسك منذ فترة طويلة بالقيم الآسيوية للتضامن والتنسيق، بما يتوافق مع اتجاه عصر العولمة، وتتبع المسار الصحيح للتعددية، وتحافظ على الهيكل الإقليمي المتمركز حول الآسيان».

وقد ضمن هذا التطور السلس والصحي لتعاون منطقة شرق آسيا، وحقق نتائج هامة وإيجابية، ما جعل المنطقة «مكاناً يتميز بأفضل حيوية وإمكانيات تنموية في العالم، ومكاناً قاد العالم في مكافحة جائحة كوفيد-19، ومتابعة التعافي في فترة ما بعد الوباء»، وفقاً لقوله.

وأكد وانغ على أن «التاريخ والواقع يشهدان على أن هيكل التعاون الإقليمي المتمركز حول الآسيان يناسب الوضع في المنطقة، ومعترف به على نطاق واسع من قبل جميع الأطراف ويتمتع بحيوية قوية».

كما أشار وزير الخارجية الصيني إلى أن «الصين هي أول دولة رئيسية تنضم إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا، وتشكل شراكة استراتيجية مع الآسيان، وهي أيضاً أول اقتصاد رئيسي يقيم منطقة تجارة حرة مع الآسيان».

وقد أسهم التطوّر والارتقاء المستمران للعلاقات بين الصين والآسيان، في «التعزيز القوي للاستقرار والازدهار بالمنطقة»، وفقاً لقول وانغ.

وأشار وانغ إلى أن «الصين ستواصل التعاون مع دول الآسيان للالتزام بالتعددية بخصائص شرق آسيا، والالتزام بالمبادئ الأساسية للتعاون الإقليمي، وحماية الإطار الناضج للتعاون الإقليمي، من أجل تقديم إسهامات إيجابية لتحقيق السلام الدائم والتنمية المزدهرة لمنطقة شرق آسيا».

وقال وانغ أيضاً إنه «في العالم الحالي، تتقدم تكنولوجيا المعلومات بسرعة فائقة. والأشكال الجديدة من الأعمال وأنماط التكنولوجيا الرقمية مثل التجارة الإلكترونية ومؤتمرات الفيديو والرعاية الطبية عبر الإنترنت والتعليم عبر الإنترنت، قد أصبحت القوى الدافعة الجديدة للتحوط من الآثار السلبيّة للوباء وتعزيز التعافي».

رغم ذلك، أشار وانغ إلى أن «الهجمات الإلكترونيّة المتكررة والتنمر على البيانات المتفشي، قد جعلت أمن البيانات مصدر قلق عام ومشترك لجميع الدول». وفي ظل هذه الظروف، أصبحت المبادرة العالمية لأمن البيانات، والتي اقترحتها الصين، هي الحل الصيني لهذه المشكلة.

في الاجتماع الـ53 لوزراء خارجية الآسيان، والاجتماعات ذات الصلة في أيلول، قالت الفلبين، التي تمثل دول الآسيان، إن «اقتراح الصين يعكس الاهتمامات المشتركة لجميع الدول، وإن دول الآسيان ترغب في التعاون مع الجانب الصيني لدفع التعاون النشيط قدماً في الحوكمة الرقمية العالمية والأمن السيبراني».

وقال المسؤول الصيني الكبير إنه «في هذه المرة، قدم المزيد من العرض حول الاقتراح، لقادة ووزراء خارجية مختلف الدول، الذين رحبوا به ووافقوا عليه جميعاً، وأعربوا عن استعدادهم لإجراء المزيد من الأبحاث والمناقشات التفصيلية، بحيث يمكن صياغة خطط معقولة ومحددة ومفصلة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى