مقالات وآراء

بناء آلاف المستوطنات
في زمن التطبيع!

} عمر عبد القادر غندور*

تواصل دولة الاحتلال في فلسطين بناء آلاف المستوطنات في الضفة الغربية خلافاً لقرارات الأمم المتحدة، وتكذيباً للدول العربية المطبّعة مع الاحتلال والتي ادّعت ان امتناع «إسرائيل» عن ضمّ الضفة الغربية شرط أساس لإبرام صفقات التطبيع، وما كان هذا الادّعاء لينطلي على أحد، وتقول صحيفة «الغارديان» البريطانية «إنّ اتفاق إسرائيل والإمارات هو صفقة تجارية لا علاقة لها بالسلام الموعود، وما هو الا غطاء شخصي من الإمارات لمصلحة ترامب الانتخابية تحصل مقابله أبو ظبي على الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، بينما يستمرّ بناء خمسة آلاف وحدة سكنية في الضفة خلافاً للقرار الأممي 2344 والقرار 470 الذي يدعو الدول الى سحب ممثليها الديبلوماسيين خارج القدس!

وقد أدان الازهر الشريف في مصر أمس، إعلان «إسرائيل» الموافقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية بالضفة الغربية، وأكد في بيان «أنّ القرار يُعتبر تعدياً على أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة واستفزازاً لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين عامة».

وكانت سلطات الاحتلال في تل أبيب صادقت على بناء أربعة آلاف و 948 وحدة استيطانية جديدة على الأرض الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية في أوسع عملية استيطانية منذ بداية العام الحالي، وبالتزامن مع إبرام اتفاقيات التطبيع المذلة، في وقت يسيطر الصمت العربي وكأنّ الناس في غيبوبة، في الوقت الذي شدّد فيه المدعي العام لمحكمة العدل الأوروبية غرارد هوغان على «أنّ سياسة الاستيطان الاسرائيلية هي انتهاك واضح للقانون الدولي»، مطالباً بمقاطعة البضائع «الإسرائيلية» المصنّعة في الضفة الغربية.

كلّ ذلك يتزامن مع تدشين «إسرائيل» والبحرين علاقتهما الديبلوماسية رسمياً، وتمّ التوقيع على الصفقة بواسطة أميركية في العاصمة البحرينية المنامة مساء الأحد الفائت. والبحرين الآن هي رابع دولة عربية بعد الإمارات ومصر والأردن تعترف بـ «إسرائيل» منذ اغتصاب فلسطين عام 1948. وذكرت وسائل إعلام «إسرائيلية» انّ الوثيقة الموقعة بين الصهاينة ومملكة البحرين لم تتضمّن أيّ إشارة الى الصراع العربي ـ «الإسرائيلي».

مثل هذه العربدة «العربية» ستتواصل وهي مرشحة للمزيد من القرارات المعيبة بحق الأرض والشعب، ولن تلغي أنّ فلسطين أرضنا القومية، وهي قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، والمكان الذي تهوي إليه افئدة المسيحيين في كنيسة المهد ومنطلق ومسرى سيدنا المسيح وأمه العذراء مريم سلام الله عليهما، وانّ فلسطين لنا منذ أن سكنها الكنعانيون فجر التاريخ، ولا يجوز التفريط فيها مهما تنكّر لها المتنكرون، وستبقى الأرض التي يُشدّ اليها الرحال، والقضية الأولى، وما حالة اللامبالاة لما يجري لفلسطين والتي تعتري الشعوب العربية هي حالة يأس ينبغي الانقلاب عليها، وما إشارتنا الى هذا الواقع إلا لاستنهاض الأمة من سباتها وكبوتها والأخذ بأسباب التغيير وفي مقدمها الإعداد والاستعداد وامتلاك القوة لتغيير هذا الواقع، حتى نستحق قول الله (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ *وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ) «٧الاسراء».

انه الوعد الحق المُنزل من السماء لنصر المؤمنين الصابرين والمجاهدين الثابتين، ومنه إشارة إلى قول الحق،

انه الوعد الحق الذي جاء على لسان من لا ينطق عن الهوى انّ هو إلا وحي يوحى.

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى