الوطن

الحريري رئيساً مكلّفاً بـ65 صوتاً: سأشكّل حكومة اختصاصيين لتطبيق إصلاحات الورقة الفرنسية حردان: الإصلاحات ضرورية لكنّ الأمن الاجتماعي ضروري أكثر وأولوية

برّي متفائل بسرعة التأليف وباسيل يدعو إلى مراعاة الميثاقية

خرج الرئيس سعد الحريري من الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا أمس،  رئيساً مكلّفاً لتأليف الحكومة الجديدة بـ65 صوتاً، مقابل 53 نائباً لم يسمّوا أحداً.

 وفيما أشار رئيس المجلس النيابي نبيه برّي إلى أنّ الجو تفاؤلي بين عون والحريري والتشكيل سيحصل في وقت أسرع من المتوقع، أعلن الرئيس المكلّف أنه سيشكّل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين «مهمّتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية».

الكتلة القومية

وفي شريط الاستشارات، أعرب رئيس الكتلة القومية الاجتماعية النائب أسعد حردان عن قلقه على مصير البلد، وشدّد على أنّ تحقيق الأمن الاجتماعي أولوية قصوى.

وبعد لقاء الكتلة القومية الاجتماعية برئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال حردان: نحن قلقون جداً على مصير البلد على المستويات كافة، فإلى المشكلات السياسية والطائفية والمذهبية،  هناك الأمن الاجتماعي والأمن الغذائي وهما في خطر، والمواطن يئنّ من انهيار الوضع الاقتصادي، ونسمع صرخة يومية، وأنتم كإعلاميين متصلين بالمجتمع تعرفون المعاناة من جراء تفاقم الوضع الاقتصادي.

أضاف: ما من أحد يقدّم الحلول بل يوصف الوجع، نحن لا نريد توصيفاً للوجع بل نريد حلولاً، والحلول يفترض أن توفرها الحكومات، ولذلك مطلبنا تأليف حكومة بأسرع وقت ممكن، حتى تلبّي مطالب الناس وتضع الملف الاجتماعي على راس سلم الأولويات.

وتابعيتحدثون عن الإصلاحات، نعم ان الإصلاحات أولوية، ولكن الأهمّ أن تعيش الناس لتستفيد من الإصلاحات. الإصلاحات ضرورية ولكن الأمن الاجتماعي ضروري أيضاً وهو أولوية.

وختم قائلاً: في التدوال مع فخامة الرئيس وسؤالنا له عن المرشح لرئاسة الحكومة، قال لدينا مرشح واحد هو دولة الرئيس سعد الحريري، فقلنا فليتفضّل ويتحمّل مسؤولياته وسمّيناه.

رؤساء

من جهته، قال الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه عون أنه سمّى الحريري «انسجاماً مع الموقف الذي أعلنته بعد اعتذار مصطفى أديب»، متمنياً على الرئيس عون «أن يكون حكماً كما ينصّ الدستور وألاّ يكون طرفاً بأيّ شكل من الأشكال».

أما الحريري فغادر قصر بعبدا بعد لقائه عون من دون الإدلاء بأيّ تصريح. فيما أعلن الرئيس تمام سلام تسميته الحريري، متمنياً «من الجميع المساعدة في تشكيل الحكومة بعيداً من المناكفات».

بدوره، قال نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي بعد لقائه عون: «مرشّحي لرئاسة الحكومة هو الحريري وهكذا أرى صورة لبنان التعايشية على أمل أن يُصار إلى تأليف حكومة تحقّق الغاية الرئيسة في عملية إنهاض البلد ومنعه من الاستمرار في الانهيار».

أضاف: «الرئيس عون هو الأب الأكبر وعلاقتي معه لا يستطيع أحد أن ينال منها لا من قريب ولا من بعيد والعلاقة مع «تكتل لبنان القوي» ودّية مبنيّة على احترام متبادل وتعدّدية الآراء يجب أن تكون من صلب كلّ حركة سياسية في البلد».

كتل ومنفردون

وبعد لقاء الرئيس عون، تحدث النائب سمير الجسر باسم كتلة «المستقبل» فقال: «نسمّي الحريري لتكليفه بتأليف الحكومة العتيدة»، مضيفاً «نحن مع كلّ كلام طيّب يساهم في قيام البلد ويساعد في رفع الآلام عن الناس».

أمّا النائب محمد رعد فقال باسم كتلة الوفاء للمقاومة: «لم نسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة علّنا نسهم في ذلك في إبقاء مناخ إيجابي يوسّع سبل التفاهم المطلوب».

أضاف: «لن نتعب ولن نملّ ولن نيأس ونرى أن التفاهم الوطني هو الممرّ الإلزامي لحفظ لبنان وحماية سيادته ومصالحه ونجاح العملية السياسية وتحقق مصالح اللبنانيين عموماً يتوقّفان على هذا التفاهم».

 ورأى النائب طوني فرنجية باسم «التكتل الوطني»، بعد لقاء عون: «في هذا الظرف الصعب والدقيق من تاريخ لبنان لا بدّ من الإسراع في التكليف والتأليف، واليوم سمّينا الرئيس الحريري لتأليف الحكومة المقبلة، ونتمنى له التوفيق، ونتمنى أن تُكلّف الحكومة بعيداً من المناكفات فنحاسبها على إنجازاتها».

وردّاً على سؤال عن المطالبة بوزراء، قال فرنجية: «نطلب أداءً وحكومة تمثّل اللبنانيين وترفع الظلم عنهم وتبحث عن أموالهم وعن حلم الشباب ومستقبلهم الذي يضيع يومياً في هذا البلد».

كذلك أعلن النائب تيمور جنبلاط باسم «اللقاء الديمقراطي»، أنه «لمحاولة إنقاذ البلد والمبادرة الفرنسية، كتلة اللقاء الديمقراطي تسمي الحريري».

وقال النائب جان عبيد باسم «الوسط المستقل»: «رشّحنا الحريري والأهم في المرحلة المقبلة تحقيق وحدة الموقف لمواجهة الصعاب والعمل في سبيل الوطن».

وأعلن النائب الوليد سكرية باسم «اللقاء التشاوري» الامتناع عن تسمية أحد لرئاسة الحكومة «خصوصاً أن هناك مرشحاً وحيداً مع التأكيد أن موقفنا ليس شخصياً وسنحكم على الأفكار والمشاريع والأعمال». وأوضح «أن السياسة الاقتصادية منعتنا من التسمية ونحن أبلغنا ذلك لمستشاري الحريري، إنهم اذا اتبعوا سياسة اقتصادية تحمي الشعب كما طرحته حكومة الرئيس حسان دياب فسنسمي الحريري لكن لم نلقَ جواباً».

وأعلن النائب جورج عدوان باسم تكتل «الجمهورية القوية» عدم تسمية أحد.

 وبالنسبة إلى عضو التكتل للنائب جان طالوزيان الذي اختار تسمية الحريري مستقلاً، قال عدوان: «في حال أراد طالوزيان تسمية الحريري يكون قد اتّخذ قرار الخروج من الكتلة».

 من جهته، سمّى النائب إدي دمرجيان الحريري، فيما قال النائب ميشال ضاهر: «سمّيت الحريري لأنّ هذا الوقت هو وقت للتضامن ونحن بحاجة إلى حكومة إنقاذية، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والمالي».

كما سمّى النائب نهاد المشنوق الحريري، أمّا النائب أسامة سعد الذي لم يسمِّ أحداً في الاستشارات، فقال: «لبنان من دون سلطة وطنية، لا جدوى من حكومة ملفاتها في ملاعب الأمم لبنان».

من جهته، قال النائب فؤاد مخزومي: «لم أسمِّ الحريري، إذ لا يمكن أن نُقنع الناس بجديد بعد الطريقة التي رشّح نفسه بها والأداء بعد 17 تشرين».

 بدوره، أعلن النائب شامل روكز أنه لم يسمِّ  أحداً، متمنياً «تشكيل حكومة بأسرع وقت ولكن للأسف التفاهمات تؤدي إلى محاصصات والمحاصصات إلى الفساد».

وقال النائب اللواء جميل السيّد من قصر بعبدا: «لم أسمِّ أحداً على رغم أنّ البلد بحاجة إلى حكومة، لكن في هذه الحكومة يبدو أنّ الحريري هو الشخص الذي سيأخذ الأصوات. أسباب عدم تسميتي له تعود إلى أنني أعتبر أن الإنسان لا يتغيّر وفي التركيبة المقبلة سيكون مضطراً إلى المضي قدماً بالتركيبة القديمة». وسأل: «هل رئيس الحكومة المكلّف مستعد لطرد الموظفين الفاسدين التابعين له من الدولة؟»، مضيفاً: «لدى الحريري خطة صندوق النقد الدولي التي تبدأ برفع الدعم وتحرير الليرة فهل باستطاعة الناس تحمّل فاتورة السرقات على مدى 30 عاماً؟».

من جهته، قال النائب جهاد الصمد: «لأننا لا نملك ترف المناورة ولأن المرحلة تقتضي تجاوز الخلاف السياسي ولأن مهمة أي حكومة هي إعادة الثقة بلبنان الدولة ومع قناعتي الكاملة أن التأليف لن يكون مختلفاً عما بعد الطائف أسمّي سعد الحريري».

وبعدما سمّى النائب طالوزيان الحريري، أشار إلى «أنّ هناك اختلافاً بالرأي مع «القوات» بموضوع تسمية الحريري وهذا لا علاقة له ببقائي أو خروجي من التكتل «وهيدا منحكي فيه بعدين وأنا مش حزبي».

من جانبه، قال رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل: «موقف التيار بعدم تسمية أحد معروف منذ فترة لأن موقفنا مع حكومة إصلاح من اختصاصيين برئيسها ووزرائها وبرنامجها. موقفنا سياسي ولا خلفيات شخصية له وحصل تحوير لموقفنا في الإعلام وكأنه مرتبط بلقاء أو اتصال وهذا الأمر لم نطرحه أبداً. ولم نتحدث أبداً عن الميثاقية بالتكليف ومن قام بهذا الموضوع هو الحريري بذاته سابقاً عندما رفض أن يُكلّف من دون دعم الكتل المسيحية الوازنة».

واعتبر باسيل «أن بعد تكليف الحريري بتنا أمام حكومة تكنو سياسية وهنا يجب مراعاة الميثاقية».

أما النائب ماريو عون فقال: باسم كتلة ضمانة الجبل: لم نسمّ احداً».

بدوره، قال النائب هاغوب بقردونيان باسم كتلة نواب الأرمن: « أمام غياب خيارات أخرى ارتأينا تسمية الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة ونتمنى عليه الانفتاح وتشكيل حكومة إنقاذية جامعة ومتعاونة مع الكتل النيابية».

 وأعلن النائب أنور الخليل باسم كتلة «التنمية والتحرير» تسميتها  الحريري «لتشكيل حكومة تنفّذ الورقة الإصلاحية».

وبذلك، خرج الرئيس الحريري من الاستشارات رئيساً مكلفاً بـ65 صوتاً، مقابل 53 نائباً لم يسمّوا أحداً. واُفيد أنّ النائب عدنان طرابلسي غاب عن الاستشارات بسبب إصابته بكورونا وأرسل كتاباً سمّى فيه الحريري.

التكليف رسمياً

 بعدها، أعلنت المديرية العامة في رئاسة الجمهورية، في بيان تلاه المدير العام أنطوان شقير، أن الرئيس عون، بعدما أجرى الاستشارات النيابية الملزمة وبعدما تشاور مع الرئيس برّي وأطلعه على نتائجها رسمياً، استدعى الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة.

بعد ذلك، حضر الرئيس المكلّف إلى قصر بعبدا حيث عُقدت خلوة ثلاثية ضمّت الرؤساء عون وبرّي والحريري.

وعلى الأثر قال برّي «الجو تفاؤلي بين عون والحريري والتشكيل سيحصل في وقت أسرع من المتوقع وسيكون هناك تقارب بين تيار المستقبل والتيار الوطني».

ووزّع المكتب الإعلامي للحريري تصريحاً له بعد تكليفه، توجه فيه بالشكر «إلى الزملاء النواب، خصوصاً إلى الذين شرفوني بتسميتي لتشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسة في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها». كما توجه «إلى اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات إلى حدّ اليأس، بأنني عازم على التزام وعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدّد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة إعمار ما دمّره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت وأنني سأنكبّ بداية على تشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة أمام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والأخيرة».

وأعلن المكتب أنّ الحريري، بعد تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، أجرى اتصالات هاتفية برؤساء الحكومة السابقين: سليم الحص، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، تمام سلام وحسان دياب «وتوافق معهم على الاكتفاء بالتشاور الهاتفي استثنائياً لدواع أمنية، وتمنوا له التوفيق في مهامه لتشكيل حكومة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت».

من جهته، اعتبر  «تيار المستقبل» في بيان أن مع تكليف الحريري تشكيل الحكومة الجديدة «فُتحت صفحة جديدة عنوانها العمل من أجل الإنقاذ ووقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت»، داعياً جمهوره «في كل المناطق إلى مواكبة ما بعد التكليف بهذه الروحية، والتعبير عن ذلك بشكل يراعي ما تعيشه البلاد من ظروف دقيقة، سياسياً واجتماعياً وصحياً، ويلتزم بالقوانين المرعية الإجراء، ويبتعد عن أي فعل يناقض هذه الاعتبارات التي تمثل ثقافة التيار ويحرص عليها أشد الحرص».

إلى ذلك، يجري الحريري اليوم استشارات التأليف في مجلس النواب – ساحة النجمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى