الوطن

«الاتحاد»: للتفاهم على إنتاج حلّ وطني بعيداً عن المصالح الإقليمية والدولية

 

رأى حزب الاتحاد، أن «التفاؤل المفرط الذي يبديه البعض في تشكيل الحكومة العتيدة في ظل انعدام مقوّمات التفاهم السياسي العام، وفي ظل نظام محاصصة طائفي، يجعل من الولادة الحكومية متعثّرة، إلاّ إذا كانت المطابخ لبعض القوى السياسية قد اتفقت على التشكيلة الحكومية قبل التأليف».

واعتبر الحزب  في بيان صدر عن مكتبه السياسي أمس، أنه «أياً تكن المعطيات، فإن لبنان الذي فقد العديد من مقوّمات صموده في ظل هذا النظام، فإن الانقسامات السياسية والطائفية الحادّة، وتوزيع المكاسب والمغانم لن تجعل من تشكيل الحكومة يتم بوتيرة سريعة خلافاً لرغبات البعض، هذا بالإضافة إلى أن معطيات الاتفاق الإقليمي والدولي ما زالت غير ناضجة حتى مع نهاية الانتخابات الأميركية في الثالث من تشرين الثاني»، لافتاً إلى أن «وتيرة الأزمات الدولية في تصاعد مستمر والصراع له أوجه متعددة للسيطرة على الممرات البحرية والبرية التي تتحكم في التجارة الدولية بالإضافة إلى اشتداد الصراع حول السيطرة على الثروة النفطية والغازية ومصادر المياه».

ورأى أن «القوى السياسية أمام مرحلة، تتطلب التفاهم على إنتاج حل وطني داخلي بعيداً عن المصالح الإقليمية والدولية المتصارعة، كي نحفظ لبنان ووحدته الوطنية ونجعل من هذا المركب محصّناً ليصل إلى شاطىء الأمان».

ولفت إلى أن من «المؤسف أن أوراق التوت للنظام الرسمي العربي تتساقط واحدة تلو الأخرى، وما أعلن عن قرب توقيع اتفاق صلح بين الكيان الصهيوني والسودان، هو إحدى المحطات التي يريد الرئيس الأميركي استثمارها في معركته الانتخابية، وهي عاصمة اللاءات الثلاث: «لا صلح لا تفاوض لا اعتراف» ومن هنا تم اختيار هذه العاصمة، ليعلن (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب على مسافة أيام من المعركة الانتخابية أنه انتصر على الأمة، وعلى المواقع الرافضة لوجود الكيان الغاصب على أرض فلسطين».

وأشار إلى أن «هناك دلالة أخرى من هذا الإعلام تكمن بأن نتائج ما يسمّى الربيع العربي، باتت تقود إلى صلح مع كيان عنصري غاصب، وهو أمر يكشف الأيادي الخفية التي استثمرت الرغبة الشعبية العربية في التغيير لتوظّفها بما يخدم مصالح حليفها الصهيوني».

وأعرب عن أمله «في الشعب العربي السوداني الشقيق، الذي بدأ حراكه رافضاً لهذه الاتفاقية، أن يستكمل مسيرته بإسقاط رموز السلطة الجديدة، التي تحاول رشوة الشعب السوداني بمقولة رفع العقوبات مقابل الصلح. فالشعب السوداني في خياراته وثقافته القومية لن يقبل أن تحكمه قيادات همّها الأول والأساس إرضاء أميركا العاملة على إفقار الشعوب وإخضاعها لهيمنتها السياسية والاقتصادية، وإن مصلحة السودان هو بالعمل على التكامل مع الأمة العربية».

واعتبر ان «ما أظهره الرئيس الفرنسي في تصريحاته من عداء للإسلام ونبيهم المبعوث لإتمام مكارم الأخلاق ونشر تعاليم ربانية بعيداً عن التطرف والغلو، هو تشويه لروح الرسالة الإسلامية السمحاء، وما يمارس تحت شعارات إسلامية هو من صنيعة الغرب للإساءة إلى الإسلام، لأن الإسلام هو دين التسامح والاعتدال».

أضاف «فمن المعيب على رئيس يحكم دولة رفعت بعد الثورة شعارات العدالة والأخوة والمساواة، أن يسيء لرسول الرحمة، وأن يعارض الحجاب ويميّز بين اتباع الديانات خصوصاً أن الإسلام، يشكل الديانة الثانية في فرنسا».

واعتبر أن «تلك التصريحات قبل أن تكون تحدياً فاضحاً لملياري مسلم، فهي تكشف عورات الرئيس الفرنسي الذي يدار من قبل منظمات معادية للإسلام والمسلمين»، داعياً «الشعب الفرنسي الصديق إلى عدم الأخذ بتلك التصريحات، التي تحمل تمييزاً وتأجيجاً لصراع الحضارات وليس التقريب بينها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى