الوطن

بيدرسن: الصراع في سورية لا يمكن حله بإصلاح دستوريّ فقط

الصفدي ولافرنتييف يؤكدان على الحل السياسي للأزمة.. ودمشق مستعدّة لتقديم الدعم اللازم لقيام الأونروا بمهامها

قال المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن إن الصراع في سورية لا يمكن حله عن طريق إصلاح دستوري أو دستور جديد فقط.

وأضاف بيدرسون خلال إحاطة لمجلس الأمن أمس، أن التقدم في اللجنة الدستورية يمكن أن يفتح باباً لعملية أعمق وأوسع.

وأوضح أن ثمة حاجة لتوسيع ذلك التعاون ليشتمل على جميع القضايا، ويضم جميع الأطراف، وقال إنها عملية يمكن أن تعالج مجموعة من العناصر الواردة في القرار 2254.

وأعلن المبعوث الأممي، أنه لا يستبعد عقد الاجتماع المقبل للجنة الدستورية السورية في تشرين الثاني/ نوفمبر، إذا توصلت الأطراف إلى الاتفاقات المطلوبة.

وقال بيدرسون، «تحدّثت مع كلا الرئيسين المشاركين وتم تحديد التفاصيل. ليس لدينا اتفاق حتى الآن». وتابع «بالطبع لا يمكن الاتفاق على أي شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء».

وأوضح «لكن إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق خلال اليومين المقبلين، فسيكون من الممكن الاجتماع في جنيف في وقت ما خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من هذا العام».

وكان من المقرّر عقد اجتماع اللجنة الدستورية السورية في تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، لكنه لم ينعقد، بسبب عدم توافق ممثلي الحكومة والمعارضة بشأن جدول أعمال الاجتماع المقبل.

وتعمل اللجنة لإعادة صياغة الدستور السوري، وهي هيئة مكوّنة من 150 عضواً، بواقع 50 ممثلاً لكل من الأطراف الثلاثة، «الحكومة والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني».

وفي 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، أخفقت الأطراف السورية في التوصل لاتفاق على جدول أعمال الهيئة المصغرة للجنة الدستورية، ما أدّى إلى فشل انعقادها في اليوم الأخير من أعمال جولتها الثانية في جنيف.

وكان بيدرسون أجرى مباحثات في دمشق مع وزير الخارجية وليد المعلم، ومع الرئيس المشترك للجنة الدستورية د. أحمد الكزبري، كما التقى سفير روسيا الاتحادية في سورية.

وتناولت اللقاءات بحث الجولة المقبلة من مباحثات اللجنة الدستورية المصغرة، إضافة إلى قضايا أخرى.

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية أن زيارة المبعوث الأممي إلى دمشق، مهدت لجولة التفاوض المقبلة التي قد تعقد نهاية نوفمبر المقبل.

ونقلت الصحيفة عن «مصدر دبلوماسي عربي في دمشق» أن زيارة بيدرسون أعادت إطلاق مسار التفاوض السياسي، ومهّدت لجولة تفاوض قد تعقد نهاية الشهر المقبل في جنيف في حال تمّ التوافق على جدول الأعمال.

وقال المصدر إن بيدرسون بحث في دمشق «المسار السياسي وتأثير العقوبات الاقتصادية على سورية والشعب السوري»، وإن مباحثاته خلال هذه الزيارة لم تقتصر فقط على مسار جنيف التفاوضي ولجنة مناقشة الدستور.

وأضافت الصحيفة أن جائحة كورونا جعلت بيدرسون يختصر لقاءاته في دمشق، وأنه سيقدم إحاطة إلى مجلس الأمن».

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف على ضرورة الحل السياسي للأزمة في سورية بما يضمن وحدة أراضيها وتماسكها.

وشدّد الصفدي خلال لقائه لافرنتييف في عمان أمس، على «أهمية التوصل لحل يضمن وحدة سورية وتماسكها ويُعيد لها أمنها واستقرارها ودورها ويؤدي إلى خروج جميع القوات الأجنبيّة منها والقضاء على الإرهاب» وتوفير ظروف عودة المهجّرين إلى وطنهم.

وأكد الصفدي أهمية التعاون والتنسيق مع روسيا لتفعيل جهود حل الأزمة في سورية مؤكداً أهمية تهيئة الظروف الملائمة لعودة المهجّرين السوريين.

وكان المبعوث الروسي وصل إلى الأردن على رأس وفد يضم عدداً من كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين.

استقبل الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين اليوم فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».

وأكد المقداد استمرار التزام سورية الدائم بدعم قضية اللاجئين الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم وخاصة في ظل المحاولات والضغوط الكبيرة التي تمارسها واشنطن و»إسرائيل» تماشياً مع تآمرهما المستمر لتصفية القضية الفلسطينية والحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة.

وشدد نائب الوزير على أن الحكومة السورية مستعدة لتقديم كل التسهيلات والدعم اللازمين لقيام الأونروا بمهامها وضمان استمرار الحياة الكريمة للاجئين الفلسطينيين الموجودين في سورية وتعزيز التعاون القائم بين الجانبين على أساس من الثقة والإيمان بأهمية الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وعبر المقداد عن قلق سورية إزاء قدرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين على الاضطلاع بمسؤولياتها وتقديم نفسها ككيان قادر على الدفاع عن مهمته الأساسية في تقديم العون للاجئين الفلسطينيين، موضحاً أن هذه المسؤولية يجب أن تكون في مقدمة أولويات العمل في الوكالة بالإضافة إلى السعي لضمان تمويل مستدام لحاجات الشعب الفلسطيني.

ميدانياً، نظمت الكوادر التربوية وطلاب مدارس مجمع تل حميس التربوي في ريف الحسكة وقفة احتجاجية استنكاراً لاستيلاء ميليشيا «قسد» المدعومة أميركياً بقوة السلاح على معظم مدارس المحافظة وإغلاقها وحرمان الطلاب من التعليم.

المحتجون الذين اجتمعوا في قرية فرفرة في ناحية تل حميس رفعوا لافتات تطالب بطرد الاحتلالين التركي والأميركي ورددوا شعارات تدعو إلى فتح المدارس وإعادة الطلاب إلى مقاعدهم لإكمال تعليمهم.

رئيس المجمع التربوي في مدينة القامشلي حسن الحسين أكد أن الوقفة الاحتجاجية تأتي للتعبير عن رفضنا لممارسات «قسد» واستيلائها على المدارس وحرمان الطلاب من حقهم في التعليم وللتعبير عن المعاناة التي يواجهها الكادر التدريسي والطلاب وأهاليهم من فقدان لأبسط حقوقهم، مستنكراً حرمان أي طفل من حقه في التعليم.

وكانت ميليشيا «قسد» نفذت حملة مداهمات واختطفت عدداً من المدنيين في قرية الشحيل بريف دير الزور الشرقي.

وذكرت مصادر محلية أن «ميليشيا قسد داهمت منازل المواطنين في قرية الشحيل واختطفت عددا من سكانها واقتادتهم إلى جهة مجهولة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى