في الذكرى الـ 85 لميلادها.. حلب و44 فناناً يحتفون بالنجمة الملائكيّة فيروز
طارق بصمه جي*
فيروز.. هي ذاك الصوت الذي تجذّر في أعماق روحنا، حتى بتنا نرتشفه مع كل فنجان قهوة وتغريد عصفور على كتف الصباح..
« جارة القمر» تحت هذا العنوان أحيت جوقة كنيسة «أم الزنار» القادمة من حمص مع فرقة موزاييك للموسيقى أمسية موسيقية غنائية، ليل أمس الجمعة 27-11-2020 على مسرح دار التربية (الفيلات) بحلب، وسط حضور جماهيريّ واسع، بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لعيد ميلاد عصفورة الشرق، الفنانة القديرة فيروز
الأمسية الفنية التي رعتها وزارة السياحة السورية وأقامتها مؤسسة «جويل»، قدمتها الزميلة الإعلامية كنانة علوش أتت مميّزةً بالغناء والموسيقى والرسم، حيث بدأت بفيلم قصير عن حياة السيدة فيروز من إعداد جورج مقديس.
بعد ذلك قدّمت الفرقة المكوّنة من 35 صوتاً و8 موسيقيين، أغاني عديدة للسيدة فيروز، بقيادة الفنان «إسكندر يشوع» كانت منها باقة أغنيات على مقام الكرد مثل (وطني – أنا لحبيبي).
ومن مقام النهاوند، شدت الجوقة العديد من الأغنيات منها «ليل وأوضة منسيّة» من ألحان الأخوين رحباني.
وبالانتقال الى مقامي الراست والبيات (الشرقيين) قدمت الفرقة «ميدلي» مميز للراحل القدير فيلمون وهبي جاء فيه أغنيات محببة لقلوب الحاضرين، مثل (على جسر اللوزية.. فايق يا هوى.. جايبلي سلام، يا رايح صوب مشرق.. صيّف يا صيف).
أما على صعيد المسرحيّات اللبنانية التي ذاع سيطها أواسط القرن المنصرم، قدّمت الفرقة عدداً من سيكتشات المسرحيّات الشهيرة مثل «ناس من ورق 1972» للعملاق نصري شمس الدين والسيدة فيروز، قدّمها على المسرح كل من الفنان الشاب «اندريه سكّر» والفنانة الشابة ماريا خوري.
أطماجة
بعد ذلك أنهت الرسامة لانا أطماجة على المسرح ذاته لوحة بورتريه فريدة جسّدت شخصية السيدة فيروز بقلم الرصاص، لتُقدَّم تلك اللوحة قريباً للسيدة فيروز..
شحود
بدورها الممثلة عن وزير السياحة، المهندسة نايلة شحود، مدير سياحة حلب، قالت في تصريح خاص إن «هذه الأمسية أتت تقديراً للعطاءات الفنية الكبيرة التي قدمتها السيدة فيروز خلال السنوات الماضية، وتكريساً للفن الحقيقي في أذهان الجيل الجديد، فتعزيز السياحة يجب أن ينطلق أولاً من مبدأ الحفاظ على الهوية الثقافية الموسيقية التي تتشابه كثيراً بين لبنان وسورية، لذا يجب أن تبنى السياحة على دعائم الحفاظ على الحضارة السوريّة الأصيلة التي أوجدت النوطة الموسيقية الأولى في العالم ضمن موقع «أوغاريت» قبل حوالي 5 آلاف عام».
علوش
وقالت الإعلامية كنانة علوش رئيس مجلس إدارة مؤسسة «جويل» المنظّمة الحفل :
« أثبتنا اليوم في هذه الفعالية أن حلب تلك المدينة الموغلة في جذور التاريخ نفضت عن جسدها غبار الإرهاب، وعادت من جديد لتنشر ثقافة الحب والموسيقى والعيش المشترك فحلب مدينة عصية على الانكسار ستبقى تبث روح الأمل والعيش الوطني رغم كل العقبات والظروف، فيما ستحافظ مؤسسة جويل على هذا النهج الذي يدعم الاحتفال بكبار الموسيقيين الذين تركوا أثراً خالداً في ذاكرة الأجيال.»
وعن تفاصيل مشاركة الفنانين لتلك الأمسية:
قال الفنان والمغنّي اندريه سكّر «على الرغم من أن هذه الزيارة هي الثانية لي لمدينة حلب، ألا أنني لأول مرة أغنّي على إحدى خشبات مسارحها العريقة، فحلب هي مدرسة موسيقية بحد ذاتها نشأ فيها عمالقة خلدتهم سطور التاريخ، لذا أنا سعيد جداً بهذه الأمسية التي أتاحت لي الغناء أمام جمهور مميّز لا يُستهان به في الثقافة الموسيقية».
وقالت عازفة القانون فرح يونس «أتيت اليوم لحلب ممثِلة للفتاة المتمسكة بالحضارة السورية وسحر الشرق، فآلة القانون هي عشقي الذي يحاور ثمانية وسبعين وتراً يحاكي الحضارة السورية الممتدة عبر آلاف السنين».
فيما قالت المغنية ديالا عبد اللطيف «فيروز هي الصوت الذي أبصرتُ جماله منذ الصغر، فحين أغني أغانيها، تعود بي الذاكرة لأروقة بيتنا ونافذته التي يشرق منها الأمل والضياء مع كل أغنية من هذا الصوت الملائكي».
حضر الأمسية المهندس طلال خضير رئيس غرفة السياحة في المنطقة الشمالية، ونيافة المطران مار بطرس قسيس، المعتمد البطريركي في حلب، وعدد من المهتمين بالشأن الموسيقيّ والثقافي ولفيفٌ من الجمهور المتيم بالموسيقى الأصيلة.
الجدير بالذكر أن الفنانة القديرة نهاد حداد (فيروز)، ولدت في بيروت عام 1935، كان أول ظهور إعلامي لها، عبر إذاعة دمشق عام 1952، وذلك بأغنية (عتاب) التي كانت بمثابة شرارة شهرة فنية لها، أتاحت أمامها الانطلاق إلى جمهور أكبر وأوسع على نطاق الوطن العربي والعالم.