أولى

ترامب في ذمّة التاريخ

لم يعد هناك الكثير مما يُقال حول كيفية تصرّف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه مستقبل تسليم السلطة، بعدما كان قد رفع السقف ملوحاً برفض تسليم الرئاسة والخروج من البيت الأبيض وبعدما لوّح بمعركة مفتوحة حول النتائج التي حملتها صناديق الاقتراع بعملية قضائية طويلة.

مع إعلان المدعي العام الفدرالي ان العملية الانتخابية سليمة في اتجاهها العام الذي بنيت عليه النتائج وأنه لا توجد عمليات خرق قانونية تستحق الذكر من زاوية حجم تأثيرها على نتائج الانتخابات لم يعُد هناك ما يمكن أن يفعله ترامب لمواصلة النزاع القانوني حول النتائج.

بعد عملية اغتيال شيخ الملف النووي الإيراني العالم محسن فخري زادة استنفد ترامب مع حليفه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سقف ما يمكن فعله لتعطيل المسارات السياسية بقلب الطاولة، بعدما فشل في انتزاع موافقة البنتاغون على القيام بأي عمل عسكريّ.

اعلن ترامب بفعل الضغوط التي مارسها الجمهوريون أنه سيسلم السلطة إذا أعلن المجمع الانتخابي فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، وهو ما بات محسوماً مع كل الوقائع المتجمّعة حول تسمية أعضاء المجمع.

ربما يكون ترامب قد حصل على وعد جمهوري باعتماده مرشحاً رئاسياً في انتخابات عام 2024 لكن حتى ذلك التاريخ لا أحد يستطيع التنبؤ بالمتغيرات، فقد ينجح ترامب بزعامة متطرفي الحزب الجمهوري والعنصريين البيض، لكن سيكون صعباً على الحزب الجمهوري خوض المنافسة الرئاسيّة بشخصية مثل ترامب.

سيكتب التاريخ أن شخصاً متهوراً وفاقداً اللغة السياسية واحترام القانون قد تولى قيادة الدولة الأعظم في العالم وتسبّب بالكثير من الفوضى الداخلية والخارجية بلغت حد تهديد الاستقرار في العالم كله، لكننا في منطقتنا سنتذكر ترامب بصفته مجرم حرب ومَن قدّم لكيان الاحتلال ما لم يسبقه إليه أحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى