عربيات ودوليات

الاتحاد الأوروبيّ يؤكد استعداده لبناء علاقة قويّة مع تركيا.. وأنقرة تتّهم أثينا بالتهرّب من الحوار

جدّد الناطق الرسمي باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية بيتر ستانو، على «الموقف الأوروبي الموحد من الأزمة شرقي البحر المتوسط»، إذ أكد استعداد الاتحاد الأوروبي لـ»بناء علاقة قوية مع تركيا مبنية على الحوار والتعاون».

وشدد ستانو، خلال إحاطة إعلامية للمفوضية الأوروبية، أمس، على «عدم وجود أي مخططات في الوقت الراهن لفرض حظر لتوريد الأسلحة من قبل الاتحاد الأوروبي على أنقرة».

وقال: «ليس هناك حظر توريد الأسلحة من دول الاتحاد إلى تركيا، هذا واضح».

وأضاف: «كما أكرّر على موقف المجلس الأوروبي من تركيا، والذي يتوقع من تركيا أن تتجنّب الأفعال الأحادية. وهو مستعدّ لإعادة الانخراط مع أنقرة بناء على التعاون البناء والمفاوضات».

وتابع المتحدّث الرسمي باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية: «نحن عملنا على طرح اقتراحات بناءة لحل أزمة البحر المتوسط، ولكن للأسف كما أفاد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل، بالأمس، إن تطوّرات الوضع لم تكن إيجابية من جانب تركيا».

موضحاً: «والعقوبات الأوروبية ضد أنقرة ما زالت مطروحة على الطاولة في حال وافق جميع الدول الأعضاء عليها فستفرض، ولكنها مرهونة بمناقشات القادة في اجتماعهم المقبل غداً وبعد غد، وتقييمهم لمجريات وتطورات الأوضاع والعلاقة مع تركيا».

ويذكر أن الممثل السامي للشؤون الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قد أكد أول أمس، عقب اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء، في بروكسل، على عدم تطوّر الوضع شرقي البحر المتوسط بشكل إيجابي من قبل أنقرة، جراء مواصلتها عمليات البحث والتنقيب في البحر المتوسط، رافضاً إعطاء أية تفاصيل عن التدابير التي ستتخذ خلال قمة المجلس الأوروبي المقرّر عقدها يومي 10 و11 كانون الأول.

وفي وقت سابق أمس، دعا وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الاتحاد الأوروبي أمس، إلى «التعامل بحكمة ولعب دور الوسيط المحايد في الأزمة بين تركيا واليونان»، متهماً أثينا بـ «التهرّب من الحوار» ومواصلة ما وصفه بـ «الاستفزاز» في شرق البحر المتوسط.

وقال جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة مع نظيره الهنغاري بيتر سيارتو، نقلت تفاصيله محطة «تي آر تي» التركية: «ننتظر من الاتحاد الأوروبي التصرّف بحكمة بشكل دائم وليس في القمة المرتقبة فقط»، موضحاً أن عليهم لعب دور الوسيط المحايد في الأزمة مع اليونان التي تستمر في أعمالها الاستفزازية في بحري إيجه والمتوسط»، واتهم أثينا بـ»التهرب من الحوار».

وتابع جاويش أوغلو، قائلاً: «في حال فكّر الاتحاد الأوروبي بطريقة استراتيجية فمن الممكن تطوير العلاقات بين الطرفينلا يمكن حل مشاكلنا مع الاتحاد الأوروبي إلا بالدبلوماسية والحوار».

وأول أمس دعا الرئيس التركي، رجب طيّب أردوغان، الاتحاد الأوروبي إلى التخلّص مما أسماه «العمى الاستراتيجي»، لافتاَ إلى أن «الحلّ الدائم  شرقي المتوسط يتطلب منح الدبلوماسية فرصة».

وأثارت التحركات التركية للتنقيب عن الغاز شرقي البحر المتوسط انتقادات كبيرة من اليونان وقبرص ومصر، وخصوصاً بعد توقيع أنقرة اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية نهاية العام الماضي.

وتتهم اليونان وقبرص تركيا بالتعدي على مياههما الاقتصادية، فيما تقول أنقرة إنها تعمل على استغلال موارد الطاقة في مناطقها الاقتصادية الخاصة.

ويعتزم المجلس الأوروبي أن يناقش، خلال اجتماعه المقبل في العاشر من الشهر الجاري، الوضع شرقي المتوسط ومستقبل العلاقة مع تركيا.

وقال وزير خارجية اليونان، نيكوس دندياس، الأحد الماضي: «لم يعد هناك مجال لاتخاذ مواقف إيجابية حيال تركيا باجتماعات المجلس الأوروبي، مجدداً اتهام تركيا بخرق القانون الدولي عبر انتهاك سيادة بلاده والتهديد بالحرب بمواصلة أعمال التنقيب والأنشطة العسكرية بالمياه الإقليمية لليونان».

واتهم دندياس أنقرة «بمحاولة خداع أوروبا عبر لفتات لإظهار حسن النيّة»، مؤكداً أن «الاتحاد الأوروبي ليس ساذجاً»، في إشارة لإعلان أنقرة مؤخراً سحب سفينة المسح الزلزالي (عروج رئيس) من شرق المتوسط.

وأكد أن الموقف اليوناني «لا ينبع من الرغبة في معاقبة تركيا، ولكن من الحاجة إلى الدفاع عن سيادتها وحقوقها»، مجدداً حرص بلاده على «علاقات قائمة على حسن الجوار واحترام القانون الدولي مع تركيا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى