حديث الجمعة

يُتعبني الضّجيج

 

لا أحبُّ التّواجدَ ضمنَ الحشود

أحبُّ النّاسَ فرادى، ولا أحبّهم مجتَمعينَ

أكرهُ الكاميرات

وأشمئزُّ من الولائمِ التي تدّعي الرّحمةَ

نباتيّةٌ أنا

لا أقوى على أكلِ كائنٍ أُزهِقت روحهُ من أجل لذّةِ الطّعامِ

تخيّلوا

هذا كلّهُ يحصلُ في المآتمِ!

لكنّه لن يحصلَ في مأتمي

لذلك

مَن يطمع بأكلِ الوجباتِ الدّسمةِ ليقولَ (رحمها الله)

أنصحهُ بألّا يأتي،

مَن لديهِ حبّ تصويرِ التّوابيت والاحتفاظ بها كذكرى في جهازهِ اللّعين

لا أنصحهُ بالحضور

ستُعلّقُ لافتةً يُكتبُ عليها «ممنوع

التّصوير»!

لا مشكلة عندي بتبرّجِ النّساءِ في ذلك اليوم،

فهنَّ لن تبكينَ

فالبكاءُ ممنوعٌ عليّ

والتي ستسوّلُ لها نفسها بأنْ تذرفَ دمعةً واحدةً

ستُطرد فوراً من جنازتي

البكاءُ لم ينفعنا ونحنُ أحياء، فماذا سيفعلُ

بعد الموت؟!

فأنا لم أرَ مَنْ ذرفَ الدّموعَ عندما لم أمارسْ حياتي كما أرغب

لأنّهُ في الأصلِلم يدرِ أحدٌ بذلك

فالجّميع يظنّنا أحياءً لمجرّد أنّنا نأكلُ ونتنفّسُ،

فلماذا البكاء عند الموتِ؟!

نعم

هذه أوامري التي ستُنفَّذ في ذلك اليوم،

لم ينفَّذْ لي شيء وأنا على قيدِ الحياةِ،

لذلكَ

سأكونُ حريصةً

لا

بل متأكّدةً من تنفيذِ كلّ ما قلتهُ فيما سبق عن جنازتي

فهم عادةً يحترمونَ وصيّة الميّتِ،

بينما لا يأبهونَ لرغباتهِ،

وهو على قيدِ الحياةِ!

ريم رباط

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى