الوطن

حلم داعش الإرهابي لن يتحقق في البادية

 

} نور ملحم

برزت قضية النفط السوري في خضمّ الأحداث التي تشهدها البلاد كواحدة من قضايا الصراع بين اللاعبين المحليين والخارجيين، حيث لجأ كلّ طرف إلى توظيف سيطرته على هذه الحقول، وفق أجندته الخاصة، لكن أهمية هذا الصراع ازدادت حدة مع حاجة السوريين الماسّة إلى النفط في ظلّ العقوبات الأميركية التي فرضت على البلاد.

خلال السنوات الماضية استعادت قوات الجيش السوري مدعومة بحلفائها براً وجواً، مساحات جغرافية واسعة، وخاصة في عمق البادية السورية التي تشكل أهمية ميدانية وسياسية وتحمل أهمية اقتصادية كبيرة لما تحتويه من منشآت للنفط والغاز.

اليوم عادت تنشط بين الحين والآخر فلول الإرهابيين، الذين اختبأوا في جيوب هذه البادية، حيث شكلوا مجموعات أخذت تنفذ هجمات متقطعة على مناطق للجيش السوري والحلفاء في حين يتصدّى لها الأخير بكلّ حزم ويوقفها مباشرة.

محاولاتهم في استهداف منشآت النفط والغاز باتت فاشلة نتيجة الحراسة الجيدة من قبل قوات تساند الحكومة السورية، والمعلومات تُفيد بوجود بعض الروس بين هذه القوات التي ضيّقت الخناق على داعش الإرهابي في وسط هذه المنطقة الصحراوية مما أدّى إلى عجز تامّ للتنظيم الإرهابي للاستيلاء على الحقول النفطية.

حيث أنّ هذه الحقول تؤمّن آلافاً من براميل النفط وآلاف الأمتار المكعّبة من الغاز للحكومة السورية، وهي بأمسّ الحاجة إليها في ظلّ تناقص موارد الطاقة وما سبّبه هذا التناقص من أزمات في قطاعات الوقود والغاز المنزلي والكهرباء.

لذلك فإنّ الإعلان عن عودة نشاط داعش الإرهابي حالياً، ما هو إلا نشاط الجيش الأميركي على مواقع ونقاط الجيش السوري والحلفاء، أيّ كلّ ما يمكن أن يرمز إلى استقرار للدولة السورية في تلك المنطقة وبالتالي إعاقة حصولها على الموارد النفطية والاقتصادية، وهنا الدور أميركي واضح عبر الاستثمار بهذه التسميات الإرهابية من داعش والتنظيمات المشابهة إيديولوجيا.

الولايات المتحدة الأميركية تستغلّ انشغال العالم بوباء كورونا، وانشغال كلّ الأخبار ووسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم بالحديث عن تطورات الفيروس كوفيد 19 وتحوله إلى جائحة عالمية، وتقوم بكلّ ما يمكنها من نشاطات في المنطقة الشرقية من البادية السورية في هذه الأثناء من خلال تحريك مجموعات داعش الإرهابية النائمة في جيوب البوادي السورية، من أجل تحقيق مصالح واشنطن والتي باتت معروفة في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى