الوطن

السفارة الإيرانية أحيت ذكرى سليماني والمهندس ورفاقهما وكلمات أكدت صلابة محور المقاومة وردع أيّ عدوان

أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت الذكرى السنوية الأولى للقائد السابق لفيلق القدس الشهيد قاسم سليماني ونائب رئيس «الحشد الشعبي» العراقي الشهيد أبو مهدي المهندس ورفاقهما الشهداء، باحتفال تكريمي في قاعة «رسالات» في الغبيري، حضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوزير السابق بيار رفول، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه برّي النائب علي حسن خليل، وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن، ممثل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ربيع طراف، ممثل رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الوزير السابق يوسف فنيانوس، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الأب إيلي كيوان، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نائب الرئيس القاضي الشيخ علي الخطيب، ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن الشيخ فاضل سليم، ممثل كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كشيشيان المونسنيور بارين فارطانيان. ونواب ووزراء حاليون وسابقون وسفراء وديبلوماسيون من روسيا وسورية وكوبا وفنزويلا وفلسطين والعراق والجزائر وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وشخصيات سياسية وديبلوماسية وروحية واجتماعية.

بدايةً، تقديم من علي قصير، فالنشيدان الوطني والإيراني، ثم قال المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية في لبنان عباس خامه يار «إن الشهيد سليماني هو رجل تاريخي استثنائي، ترك بصمة لا يمكن أن يمحوها الزمن من تاريخ هذه المنطقة، لذا فهو يستحق منا جميعاً ومن كل أحرار هذا العالم وشرفائه التكريم والعرفان بالجميل».

بدوره، قال السفير الإيراني محمد جواد فيروزنيا «لقد مرّت سنة على إحدى أفظع الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها الإدارة الأميركية، من خلال اغتيال القائد المقدام الذي يعتز به العالم الإسلامي ومحور المقاومة، الشهيد السعيد الفريق قاسم سليماني وتوأم روحه الشهيد السعيد الحاج ابو مهدي المهندس وثلة مباركة نورانية من المجاهدين الأبرار. هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بأمر مباشر وشخصي من ترامب نفسه، تمثل قمة اللاأخلاقية والنزعة الإجرامية الإرهابية التي مارستها إدارته بحق الشعوب الأبية في هذه المنطقة، دفاعاً وتماهياً مع الكيان الصهيوني».

وأشار إلى أن «طرد القوات الأميركية من العراق والمنطقة هو هدف مؤكد ومنطقي، فهو يصبّ في مصلحة دول المنطقة وشعوبها، وحتى في مصلحة الأميركيين أنفسهم، الذين ينبغي أن يغادروا المنطقة في أسرع وقت ممكن».

وتابع «لقد أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ اللحظة الأولى أنها ستردّ حتماً على هذه الجريمة الأميركية الموصوفة، وهي ما زالت ثابتة على موقفها المحق في حتمية الانتقام لدماء هؤلاء الشهداء البررة. ومن جهة أخرى، فقد وضعنا نصب أعيننا المتابعة الحقوقية لهذه العملية الإرهابية من خلال كل الإمكانات القانونية المتاحة في هذا المجال، إذ إن الأميركيين لا بد أن يتحملوا تبعات جريمة العصر الكبرى التي ارتكبتها أياديهم الآثمة في حق الإنسانية».

وأكد «الموقف الثابت والراسخ للجمهورية الإسلامية الإيرانية في تقديم الدعم الكامل والشامل للشعب الفلسطيني المجاهد ومقاومته البطلة في مواجهة الكيان الصهيوني، ولقوى المقاومة الباسلة على مستوى المنطقة. وأي مناسبة أفضل من ذكرى استشهاد الفريق سليماني من أجل تجديد العهد والوعد مع محور المقاومة والممانعة في المنطقة، من لبنان إلى فلسطين إلى سورية إلى العراق إلى اليمن».

من جهته، قال ممثل رئيس مجلس النواب «إن اختيار سليماني كهدف للاغتيال لم يكن ردة فعل ولا يرتبط فقط بالأعمال البطولية الكبرى التي أدارها فحسب، بل يعبّر عن خوف مما كان الشهيد قادراً على فعله، ودليل على قدرته في تحويل الوقائع والأحداث والآمال إلى حقائق فعلية ملموسة وركائز بناء تراكمية ضمن مشروع مقاومة شعوب المنطقة للمشاريع الخارجية الناظرة إلينا بعين الاستهداف المتجدد، متعدد الأوجه ومتنوع الأساليب، ومختلف اللهجات».

وتابع «كان استهدافه إشارة انطلاق إلى مشروعات تفخيخ المنطقة بالاتفاقيات التي تمدد السم الإسرائيلي في جسمنا. ولهذا، فإن اغتياله لم يكن يقتصر على إقصائه كفرد، بل ارتبط بمعنى المشروع الذي يحمله. لقد أرادوا باغتياله كسر المشروع المقاوم الذي مثله الشهيد في بعده الميداني، فالهدف الأبعد كان القضاء على مشروع المقاومة ومحاولة إعدام الأمل المتبقي للشعب الفلسطيني بتحرير أرضه واستعادة حريته».

وأشار إلى أن «مشاهد الاحتضان لتجربته بعد استشهاده تؤكد تقدير شعب فلسطين وسورية التي شكل مع قيادتها ثنائية أسقطت قوى الإرهاب التي عملت من أجل رهن أوطاننا لمشاريع الأعداء، كل هذا الاحتضان يؤكد انتصار فضائله وبطولاته وهزيمة العدو في مماته كما في حياته. وإيران التي نزلت بناسها لتؤكد عرفانها للشهيد، ما زالت رغم كل الحصار والتهديدات تثبت حضورها وقوتها وقدرتها على التحدي، واستعدادها للدفاع عن سيادتها وحرية شعبها ودورها الحاضن لمشروع المقاومة. وفي الوقت نفسه، تبقى في كل لحظة الداعية الصادقة إلى عودة جيرانها ومحيطها إلى صيغة التفاهم والاتفاق على حماية مصالح دولها، بعيداً عن المراهنات للخارج الذي يريد السيطرة على شعوبها وثرواتها».

من جهته، قال رئيس «اتحاد علماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود «إن الله يريد لهذه الأمة أن تحدّد خياراتها، وأن تكون أولويتها اليوم فلسطين». ودعا إلى «التخلي عن العصبيات والمذهبيات والحزبيات وجعل المقياس فلسطين».

وألقى الدكتور خليل حمدان كلمة قال فيها «لقد كان الشهيد سليماني أخاً وشريكاً للمقاومة الفلسطينية وقامة تعرفه ساحات المقاومة، لم نعرفه عن بعد ولا في صالونات السياسة والمجاملة، بل في ساحة المقاومة والجهاد. في الساحة التي فرّ الكثيرون منها وفضلوا أن يكونوا مستلقين في ظلال التطبيع مع الكيان الصهيوني».

وأكَّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أنَّ شخصية الشهيد سليماني تمثّل البعد العالمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في نصرة المستضعفين في كل العالم.

وشدّد على أنَّ «الولايات المتّحدة الأميركية عدو أكثر عداوةً لأبناء منطقتنا من العدو الصهيوني»، لافتاً إلى «أنَّ قوّة محور المقاومة ليست قوّة خصوصية بمن يعتقد بهذا المحور، بل هي قوّة من أجل بلداننا»، مؤكداً أن الحديث حول أهمية وجود المقاومة لحماية لبنان هو نقاش عقيم.

وأشار إلى أن الشهيد المهندس كان يحمل أيضاً الصّفات الحسنة مثل سليماني، معاهداً سليماني والمهندس وكلّ الشّهداء «أن نبقى على طريق المقاومة، طريق الحق والخلاص لشعوب المنطقة».

مواقف

وتواصلت فعاليات التكريم لسليماني والمهندس والمواقف المستذكرة لإنجازاتهما في محور المقاومة.

وفي هذا السياق، افتتح اتحاد بلديات جبل عامل «معلم قاسم سليماني السياحي الجهادي» في بلدة حولا الجنوبية، برعاية عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الشيخ حسن عز الدين الذي أشار في كلمة له، إلى أنه كان «للشهيد سليماني دور وفعل، وكان يملك عقلاً راجحاً وسياسياً مهماً، ويملك الحكمة والشجاعة، وشكل العمود الفقري لمحور المقاومة، تأسيساً وبناء وتنسيقاً وتحدياً ومواجهة التهديدات وإزالة العقبات، ولذلك استحق بجدارة أن يطلق على الشهيد قاسم سليماني، شهيد محور المقاومة، لأنه شريك في الانتصارات أينما حصلت في المنطقة».

بدوره، اعتبر الشيخ عفيف النابلسي، في بيان أن «الأمة التي فيها شهداء لا تسقط ولا تهزم. نحن نخاف عندما تفقد أمتنا روح الجهاد وعندما لا يكون بين أبنائنا شهداء».

أضاف «وعلى هذا الأساس شهادة القائدين العظمين هي مسار نحو الانتصارات الكبرى ومرحلة جديدة ستفتح العالم والمنطقة على واقع لن يكون فيه للاستكبار سطوة على إرادة الأمة وثرواتها».

ورأى «تجمّع العلماء المسلمين»، في بيان أن شهادة  سليماني والمهندس «أصبحت مفصلاً تاريخياً سيكون ما بعدها مختلفا كثيراً عما قبلها، ودخل محور المقاومة في مواجهة تاريخية استثنائية مع محور الشر الصهيوأميركي، وما حصل في إحياء الذكرى السنوية الأولى في بلدان محور المقاومة يشكل تأكيداً على أن دماء الشهيدين قد تحولت إلى حافز للوحدة على مستوى العالم الإسلامي».

وأعلن أن دم سليماني والمهندس «لن يذهب هدراً، وأننا سنبقى أوفياء لهذه الدماء الطاهرة وسنحقق حلمهم بزوال الكيان الصهيوني».

من جهته، اعتبر «تيار الفجر»، في بيان، أن اغتيال  سليماني والمهندس كان تمهيداً لتنفيذ خطوات العدوان التي قامت بها الإدارة الأميركية خلال العام المنصرم، وفي مقدمها تشديد الخناق على الدول العربية من أجل إرغامها على إقامة علاقات تطبيعية مع الكيان الصهيوني الغاصب، بالاضافة الى مساندة كل خطوات التطرف الصهيوني اليميني الحاكم في فلسطين المحتلة، إلى جانب عمليات النهب الاميركي المتصاعد لثروات أمتنا».

وأكد رئيس جمعية «قولنا والعمل» أحمد القطان «وجوب حفظ وصايا هذين القائدين العظيمين في الثبات على منهج المقاومة وأن نكون مع المجاهدين في كل بقاع الأرض، ولا سيما في فلسطين التي كانت في وجدان القائدين».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى