أولى

دخول الجيش السودانيّ الحدود الإثيوبيّة.. وإثيوبيا تجدّد الدعوة للحوار.. والسودان يضع شروطاً صارمة للعودة إلى المفاوضات

أعلنت أديس أبابا، أمس، عن «رصد تحركات للجيش السوداني داخل الحدود الإثيوبية»، مجدّدة الدعوة للحوار.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، خلال مؤتمر صحافي: «نرصد تحركات من الجيش السوداني داخل العمق الإثيوبي»، موضحاً أن «السودان استغل فراغاً أمنياً على الحدود بسبب الحرب التي خاضها الجيش الإثيوبي في إقليم تيغراي وتجاوز حدود البلاد»، وذلك حسب هيئة البث الإثيوبية.

وجدد مفتي تأكيد بلاده على «أهمية الحوار والتفاوض لحل القضايا الحدودية مع السودان»، مؤكداً أن «إثيوبيا ترى أن ما يفيد البلدين هو الجلوس لمناقشة قضايا الحدود».

وتابع: «إثيوبيا سعت لعدم تضخيم موضوع الحدود مع السودان وجعله قضية إقليمية باعتباره يمكن حله مع البلدين عبر الحوار، لكن هذا الأمر له حدود، كنا نعلم تماماً أن خلف هذه الأحداث طرف ثالث (لم يسمّه) ولا يجب أن يعتبر صمتنا هو خوف من جانب إثيوبيا».

وأكد السفير دينا مفتي أن «إثيوبيا تبذل جهوداً متواصلة لحل القضية سلمياً، وقال إن «إثيوبيا كانت دائماً في حالة حرب مع قوى أجنبية، لكنها تدرك أن الحرب ليست مربحة»، مضيفة أن «الأطراف الثالثة التي تعمل لتحقيق مكاسب سياسية من خلال إشراك إثيوبيا والسودان في الصراع معنية».

وقال السفير  الإثيوبي إن «أديس أبابا لن تستخدم خيار الحرب، وإن شعبي إثيوبيا والسودان تربطهما علاقة تاريخية طويلة ولا يريدان الحرب بل التنمية».

وقالت وسائل إعلام سوادنية، أول أمس، إن «قوات إثيوبية مسلحة شنت هجوماً على منطقة (اللية) في محلية القرّيشة داخل الحدود السودانية بعمق خمسة كيلومترات في أراضي الفشقة ما أدّى لمقتل خمس نساء وطفل وفقدان امرأتين».

ونقل موقع «سودان تريبيون»، عن مصادر مطلعة، أن «الهجوم وقع أثناء عمليات حصاد الذرة في الشريط الحدودي، ما أدى إلى تدخل الجيش السوداني وتمشيط المنطقة وملاحقة القوات الإثيوبية»، مؤكداً أن «قوات إثيوبية نصبت كميناً كان يستهدف الجيش السوداني بتمركز قناصة ببنادق آلية أعلى أشجار كثيفة لكن الكمين راح ضحيته مدنيون».

ودفعت التوترات الأمنية على الحدود إلى تفعيل عمل اللجنة المشتركة للحدود، ليعود بذلك ملف النزاع الحدودي المتجدد بين السودان وإثيوبيا إلى الواجهة مرة أخرى، بعد إعلان الجيش السوداني أن قواته تصدّت لاعتداء «من ميليشيات إثيوبية» في منطقة الفشقة.

من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية السوداني، عمر قمر الدين إسماعيل، أن «الاشتراطات الجديدة للعودة إلى مفاوضات سدّ النهضة قدّمت لدولة جنوب أفريقيا لإجراء مفاوضات ذات جدوى حول القضية».

وأعرب عمر قمر الدين إسماعيل، عقب  لقاء جمعه مع رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ووزير الري، ياسر عباس، عن أمله بأن «تكون الدورة الجديدة للاتحاد الأفريقي في شباط المقبل جولة أخرى لتحقيق ما يصبو إليه السودان، وإلا ستكون له خيارات في ما يلي هذا الملف».

من جانبه، شدد وزير الري، ياسر عباس، على أن «موقف السودان يقوم على ضرورة إعطاء الاتحاد الأفريقي دور المسهل، عبر الخبراء الذين تم اختيارهم بواسطة الاتحاد».

وأشار إلى أن «المفاوضات خلال الفترة الماضية لم تكن ذات جدوى، لأنها كانت تتم بين الدول الثلاث مباشرة، التي تباعدت مواقفها منذ البداية».

كما عبر وزير الري عن «ترحيب السودان بمسودّة الاتفاق الأوليّة التي أعدّها الخبراء»، مطالباً بأن «تكون هناك مرجعية واضحة حول الخطوة التالية»، حيث اقترح أن «تبدي الدول ملاحظاتها على المسودة في اجتماعات ثنائية مع الخبراء، ليتمكّنوا من إعداد الصورة الثانية للمسودة».

وكان قد أعلن وزير العلاقات والتعاون الدولي في جنوب أفريقيا، جي بندور، عن «رفع ملف مفاوضات سد النهضة إلى رئيس جنوب أفريقيا الذي يترأس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي».

ويأتي ذلك بعد فشل الجولة السداسية لوزراء الري والخارجية في مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل لصيغة مقبولة لمواصلة التفاوض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى