المساعي الخيّرة لإعادة الوصل بين المعنيين بتشكيل الحكومة
} عمر عبد القادر غندور*
الانهيار، الفوضى، الفلتان، الاستعصاء، الاهتراء، انعدام المسؤولية، اليأس، النزف، المرض، الخداع، الكذب، كلها مفردات تجد في الواقع اللبناني التربة الصالحة للعيش والتناسل والتوالد تتغذى من تنوّعات «القبائل اللبنانية» التي وُصفت في زمن التكاذب بـ «الفسيفساء الفريدة»!
ما علينا…
لبنان يعيش اليوم أقسى ظروف العيش على المستوى الصحي والاقتصادي والاجتماعي من غير حكومة منذ ستة أشهر، مع احترامنا لحكومة تصريف الأعمال، ولا يضير أهل الحلّ والعقد هذا الشواذ، وكأنّ البلاد تنعم بالخير والبحبوحة والعافية!
لا نريد ان ندخل في تفاصيل المعوقات التي تحول دون تشكيل حكومة لم يكن لبنان بحاجة إليها كما حاجته إليها اليوم.
يُحكى انّ الثنائي الشيعي ينشط لنزع الألغام المزروعة على طريق بعبدا وبيت الوسط، ويقوم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بما يقدر عليه للملمة الأوراق والكاسيتات المبعثرة، والسفارة الفرنسية في بيروت على خط المعالجات، وبالأمس أطلق غبطة البطريرك الماروني دعوة صريحة لذات رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لطيّ سوء التفاهم بينهما، لا بل طالب رئيس الجمهورية باعتباره «أب الكلّ» أن يدعو الرئيس المكلف الى اجتماع يُمهّد لإعادة التواصل والتفاهم لأنّ الوقت لا يرحم والبلاد والشعب في وضع مأساوي لا يبرّر أيّ تأخير في تشكيل الحكومة.
وإذا انشغل البعض في تعداد نقاط القوة والضعف لدى كلّ فريق من المعنيين، فإنه يستهلك الوقت دون فائدة. وإذا ظنّ البعض الآخر أنّ الترياق سيأتي من الخارج فهو واهم وملتبس.
أما من ينتظر جلاء التحوّلات الكبيرة في العالم والجوار لترتيب أوراقه فهو الآخر غير سوي…
لبناننا قد يعني اللبنانيين كثيراً، ولكنه لا يعني شيئاً للآخرين ولا يكاد يبيّن على خارطة العالم، فلننزل عن الشجرة ولننظر الى واقعنا بعين الواقع وليس بالعين التي تنظر ولا ترى إلا غروراً، ولم يعد لدينا الكثير من الوقت لنصرفه على المكائد والمضار…
كلّ المساعي الخيّرة التي تنطلق اليوم لإصلاح ذات البين بين الأطراف المتخاصمة، يجب مواكبتها بالتشجيع والمؤازرة والتوفيق.
وكلّ نقاط الخلاف بين المعنيّين بتشكيل الحكومة لا تساوي دمعة أمّ لبنانية تخشى على أولادها من الجوع والمرض والعوز…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي