عربيات ودوليات

مراسم تنصيب الرئيس الأميركيّ تاريخيّاً..

منذ أوّل حفل تنصيب لرئيس أميركي في العام 1789 مع الرئيس الأوّل جورج واشنطن، لغاية تولي ترامب مهامه في كانون الثاني 2017، يبقى حفل التنصيب محطة بارزة في تقاليد السياسة الأميركيّة، شابتها الكثير من الأمور اللافتة.

ما هي أبرز محطات ودلالات حفلات التنصيب الأميركية؟

وأقيم أول حفل تنصيب في تاريخ الولايات المتحدة في 30 نيسان عام 1789 لأسباب خارجة عن الإرادة، فقد استحال التنقل بين مناطق البلاد نظراً للجليد الذي شلّ الحركة لأسابيع عدة. وبالتالي تمّ تنصيب جورج واشنطن في الربيع.

وتمّ تحديد حفل التنصيب خلال الولايات الرئاسيّة التالية في الرابع من آذار. لكن في عام 1933 بعد انتخاب فرانكلين ديلانو روزفلت رئيساً، ونظراً لتدني شعبيّة الرئيس المنتهية ولايته هيربرت هوفر صادق البرلمان الأميركي على التعديل رقم 20 في الدستور، محدداً موعد حفل تنصيب الرئيس ونائب الرئيس في 20 كانون الثاني.

منذ ذلك الحين، تمّ تنصيب كل الرؤساء الأميركيين في 20 كانون الثاني، سوى 3 منهم، وهم دوايت إيزنهاور (1957) ورونالد ريغان (في ولايته الثانية عام 1985) وباراك أوباما (لدى إعادة انتخابه في 2013)، تولوا مهامهم رسمياً في 21 كانون الثاني بدلاً من 20، الذي صادف في تلك الأعوام يوم الأحد، وهو يوم عطلة في البلاد.

وتقام مراسم تنصيب رئيس الولايات المتحدة أمام مبنى «الكابيتول» في واشنطن، وهو مقر الكونغرس بغرفتيه (النواب والشيوخ)، وذلك منذ عام 1801 عندما أدّى الرئيس الثالث توماس جيفرسون اليمين الدستوريّة. لكن جورج واشنطن أدى القَسَم في المبنى الفيدرالي الكبير في نيويورك، وبالتحديد في حي «وول ستريت».

وبسبب سوء الأحوال الجويّة، اضطر الرئيسان وليام هوارد تافت عام 1909 ورونالد ريغان عام 1985، لأداء اليمين داخل مبنى «الكابيتول».

رغم أن تقاليد السلطة تفرض على الرئيس المنتهية ولايته وزوجته (السيدة الأولى)، استقبال خلفيهما في البيت الأبيض يوم التنصيب صباحاً، ليتوجّهوا معاً إلى مقر «الكابيتول»، إلا أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب رفض ذلك، وقرّر مغادرة مقر السلطة في أولى ساعات أول أمس الأربعاء، ليتجه إلى مقر إقامته في منتجع «مارالاغو» بولاية فلوريدا مع زوجته ميلانيا.

وكان جون أدامز، ثاني رؤساء أميركا، غاب عن حفل تنصيب خلفه توماس جيفرسون في عام 1801 والذي كان نائبه قبل الانتخابات. وفي 1824، فاز نجل أدامز، جون كوينسي أدامز، في انتخابات الرئاسة في ظروف غامضة أمام منافسه أندرو جاكسون الذي ندد يومها بـ»التزوير». لكن جاكسون ثأر من خصمه في انتخابات 1828 وفاز عليه إثر حملة مشحونة. ولم يلتقِ الرئيس الجديد بسلفه، إذ إن الأخير غادر البيت الأبيض عشية حفل التنصيب، كما ترامب.

أمّا في عام 1841، فلم يحضر الرئيس الديموقراطي مارتن فان بورين، حفل تنصيب خلفه وليام هاريس، لأسباب مجهولة. ورفض أندور جونسون، مغادرة البيت الأبيض خلال حفل تنصيب يوليس غرانت، لأن الأخير لم يقبل أن يكون سلفه في العربة التي كانت تقلّه لمبنى الكابيتول.

وفي عام 1974، غاب ريتشارد نيكسون عن حفل تنصيب الرئيس الجديد جيرالد فورد، لسبب بسيط هو أنه استقال من منصبه قبل نهاية ولايته الثانية، بسبب فضيحة التنصت والتجسس على الحزب الديموقراطي المعروفة بـ»قضيّة ووترغيت».

وللتذكير، فإن باراك أوباما وزوجته ميشال حضرا حفل تنصيب ترامب قبل 4 سنوات. وحضر بيل كلينتون حفل تنصيب خلفه جورج بوش الابن، والذي حضر بدوره حفل تنصيب أوباما.

وينص الدستور الأميركي على أن يؤدي الرئيس المنتخب، اليمين أمام رئيس المحكمة العليا، على أن يؤدي نائبه اليمين بـ 15 دقيقة قبله.

وفي حال وفاة الرئيس الجديد قبل أداء اليمين، يخلفه نائب الرئيس خلال الحفل المقرّر في 20 كانون الثاني.

ويقرّ الرئيس أمام رئيس المحكمة العليا بـ»تنفيذ متطلبات منصبه بكل أمانة، وبالسعي للحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه».

لكن لا يمكن للرئيس أن يُخطئ في قراءة اليمين! ففي عام 2009، أخطأ باراك أوباما في الكلمات بسبب مغالطة رئيس المحكمة العليا الذي أخطأ في قراءة نص القسم حسب ترتيب الفقرات، وبالتالي اضطر أوباما لأداء اليمين مجدداً غداة تنصيبه.

يؤدي الرئيس اليمين الدستوريّة في تمام منتصف النهار بتوقيت واشنطن. يضع يده اليسرى على الإنجيل، إذ اختار نسخة عائليّة يعود تاريخ صدورها لعام 1893، وقد استعملها سابقاً لدى توليه منصبي عضو مجلس الشيوخ، ونائب الرئيس خلال عهد أوباما.

بعض الرؤساء الأميركيين سابقاً، أدوا اليمين على نسخ من الإنجيل استعملتها شخصيّات تاريخيّة أو أعضاء من عائلتهم. وارن هاردينغ (1921)، دوايت إيزنهاور (1953)، جيمي كارتر (1977) وجورج بوش الأب (1989)، أقسموا كلهم على النسخة نفسها التي استعملها جورج واشنطن.

من جهته، أقسم أوباما اليمين واضعاً يده اليسرى على نسختين، واحدة تعود لأبراهام لينكولن (1861-1865)، وأخرى لمارتن لوثر كينغ زعيم الحركة المدافعة عن حقوق ذوي البشرة السوداء في الولايات المتحدة، والذي اغتيل في 4 نيسان عام 1968. أما دونالد ترامب فقد أدى اليمين على نسخة لينكولن وأخرى أهدته إياها والدته.

وعقب أدائه اليمين الدستوريّة، يقوم الرئيس الجديد وزوجته والموكب المرافق لهما عادةً بجولة على طول جادة بنسيلفانيا، والتي تفصل البيت الأبيض عن «الكابيتول». لكن تفشي فيروس كورونا، فرض إلغاء هذه الجولة هذا العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى