الوطن

حصار أحياء القامشلي والحسكة يدخل يومه السابع عشر بتعليمات أميركيّة

شهيد وجرحى بمظاهرات ضد «قسد».. وإصابة مسؤول كبير في ميليشيا «قوات سورية الديمقراطيّة» ومقتل مرافقيه بنيران صديقة

تواصل ما يُسمّى بـ»قوات سورية الديمقراطيّة» (قسد)، حصارها للأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي، مع إغلاق كافة مداخل ومخارج المدينة، ومنع دخول المواد الغذائيّة والتموينيّة والطحين والمحروقات، ما خلق أزمة إنسانية صعبة.

ودخل حصار «قسد» يومه السابع عشر على التوالي، مع اشتداد معاناة السكان، في ظل توقّف عمل المخابز العامة والخاصة في وسط مدينة الحسكة منذ أربعة أيام، ومنع دخول صهاريج المياه والمحروقات، ما أدى لتوقف عمل محركات الديزل، ما تسبّب بانقطاع الكهرباء لأكثر من 22 ساعة يومياً.

وأكّد محافظ الحسكة اللواء غسان حليم خليل، أن أهالي أحياء وسط مدينة الحسكة وحيي حلكو وطي يعانون من حصار جائر ما أدّى لفقدان مقومات كثيرة من مقومات الحياة الأساسية من مياه وكهرباء وخبز ومحروقات.

واعتبر المحافظ أن «ما يحصل بحق الأهالي يرقى لمستوى جريمة بحق الإنسانية ترتكبها ميليشيا قسد التابعة للاحتلال الأميركي».

بدوره، أكّد عضو المكتب التنفيذي لمحافظة الحسكة، مسؤول قطاع الاقتصاد والتجارة، سطم الهويدي، أن «قسد تواصل حصارها الجائر واللاإنساني وتمنع دخول الطحين إلى المناطق المحاصرة، ما أدّى لتوقف عمل المخابز لليوم الرابع على التوالي».

كما أكّد أن «الحصار أدّى لشحّ في المواد التموينية والغذائية والمحروقات ما يهدّد بكارثة إنسانية»، فيما أكّد مصدر مطلع، أن «المفاوضات بين الجيش السوري وقسد متوقفة، بسبب اعتبار الجيش مطالب قسد أنها غير واقعية وحقيقية بل وتعجيزية».

 وبيّن المصدر أن «كل المؤشرات تقول إن الحصار تم بتعليمات من المحتل الأميركي، من دون وجود أي معلومات عن الدوافع لذلك».

ونقلت مواقع «كردية»، عن مستشار «الإدارة الذاتية» الكردية، بدران جيا كرد، أن «الحصار على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة لن يتم رفعه، إلا بعد رفع الجيش السوري حصاره عن أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، ومنطقة تل رفعت في محافظة حلب، مع الإفراج عن عدد من المعتقلين تم اعتقالهم مؤخراً».

وكانت مصادر سورية نفت وجود أي حصار بحق أي حي أو منطقة في حلب وريفها، والتي تشهد توافراً للمواد الغذائيّة.

واستشهدت المصادر بـ»إقامة رئيس الهيئة التنفيذية لما يسمى مجلس سورية الديمقراطية الهام احمد في حي الشيخ مقصود بعد عبور حواجز للجيش السوري ومشاركته في تظاهرة ضد الاحتلال التركي لعفرين».

ومنذ أيام علمت مصادر موثوقة، أن اجتماعاً ضم ممثلين عن الجيش السوري وقسد والأسايش عقد في مدينة القامشلي برعاية روسية، لبحث أسباب التوتر وإنهائه.

وأطلق عناصر «قسد» الرصاص الحي على عدد من أهالي الحسكة طالبوا بكسر الحصار المفروض عليهم، في الأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش السوري في المدينة.

وفرّق مسلّحو «قسد» الأهالي بالقوة بعد أن أطلقوا الرصاص بشكل مباشر على مظاهرة للأهالي حاولت كسر الحصار المفروض منذ نحو 3 أسابيع.

وفي السياق، وتنديداً بجرائم ميليشيا «قسد» وحصارها الجائر الذي تفرضه على مدينة الحسكة وحيي طي وحلكو في مدينة القامشلي نظّم أهالي مدينة الحسكة وقفة احتجاجيّة مطالبين بفك الحصار والسماح بدخول المواد الغذائيّة والطحين والوقود والأدوية إلى المواطنين وطرد المحتل الأميركيّ والتركيّ من البلاد، ما أدّى لاستشهد مواطن سوري وجرح 4 آخرين بإطلاق نار خلال الاحتجاجات.

وأفادت وكالة «سانا» أمس، بأن الأهالي نفّذوا وقفة احتجاجيّة رافضين الحصار الذي تفرضه «قسد» على مركز المدينة.

وقالت الوكالة: «إن مسلحي الميليشيا أطلقوا النار على الأهالي المحتجين ما أدّى إلى استشهاد مدني وإصابة أربعة آخرين».

وأضافت أن «قسد» أقامت حواجز إضافيّة ونشرت المزيد من مسلّحيها في أحياء المدينة واختطفت عدداً من المدنيين.

وتواصل «قسد» الموالية للاحتلال الأميركي فرض حصار خانق على مركز مدينة الحسكة وتمنع دخول الآليات ووسائل النقل والمواد التموينية والغذائية وصهاريج المياه وغيرها من الاحتياجات الأساسية اليومية لأهالي المدينة.

وكانت أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» «قسد»، عن إصابة رئيس «مجلس دير الزور المدني» ومقتل اثنين من مرافقيه بإطلاق نار على موكبه من عناصر أحد حواجز «قسد».

وأفادت مصادر محلية بأن «إصابة رئيس مجلس دير الزور بالغة، وأن الحادث وقع أثناء مرور سيارته بالقرب من أحد الحواجز التابعة للقوات في ناحية الكرامة في ريف الرقة الشرقي».

وذكر بيان صدر عن القيادة العامة لـ»قسد»، أنه «أثناء قيام الترافيك العسكري بدورياته المعتادة في ريف الرقة الشرقي، قام موكب مؤلف من ثلاث سيارات بالمرور عبر الحاجر العسكري من دون التمهل، مما دفع عناصر الحاجز إلى إطلاق النار للاشتباه بهم، حسب الإفادات الأولية لعناصر الحاجز».

وأضاف: «تبين لاحقاً أن السيارات تتبع للرئاسة المشتركة لمجلس دير الزور المدني».

وذكرت مصادر محلية، أن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة لـ»قسد» أثناء سيرها على طريق الخرافي الذي يصل ريف الحسكة الجنوبي بمحافظة دير الزور ما تسبّب بمقتل وإصابة من فيها.

وتصاعدت الهجمات على مواقع وتجمّعات «قسد» التي تدعمها الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية، حيث قتل عدد من عناصرها وأصيب آخرون في هجمات بالأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة طالت تحرّكاتهم في محيط مدينة الشدادي في الحسكة وبلدة حمرة بلاسم شرق مدينة الرقة.

وكان قد استشهد 5 مدنيين بينهم 3 أطفال وأصيب أكثر من 25 شخصاً نتيجة انفجار سيارة مفخّخة في مدينة عفرين التي تحتلها قوات الاحتلال التركي ومجموعات إرهابية مرتبطة بها.

وذكرت مصادر أهلية لـ سانا أن سيارة مفخخة انفجرت عصر أول أمس في حي الصناعة ضمن مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي ما أدى إلى استشهاد 5 مدنيين بينهم 3 أطفال وإصابة أكثر من 25 آخرين بجروح بعضهم في حالة خطيرة ما يرجح زيادة عدد الشهداء.

ولفتت المصادر إلى أن قوة الانفجار أحدثت أضراراً كبيرة في الحي الذي يتميّز بكثرة المحال التجارية والكثافة السكانية ولم يتم التأكد فيما إذا أدى الانفجار إلى سقوط قتلى ومصابين في صفوف مرتزقة النظام التركي.

ومنذ احتلالها في آذار من العام 2018 من قبل قوات النظام التركيّ بالتعاون مع مجموعات إرهابية تم تدريبها وتسليحها في تركيا تشهد مدينة عفرين والمناطق التي تنتشر فيها مجموعات إرهابية تابعة لما يُسمّى غرفة عمليات «غصن الزيتون» وغيرها حالات فوضى وانفلات أمني وصراعات دامية بين هذه المجموعات لاقتسام النفوذ والسيطرة على المناطق والتحكم بمصير المدنيين فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى