الوطن

هنية: الحوار الفلسطيني تتويج لمسار فاعل

حماس: القضايا الخلافيّة ستحل في القاهرة على أساس حالة التوافق الوطنيّ

أصدر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، تصريحاً حول الحوار الوطنيّ الشامل المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة.

وقال هنية إن «حوار القاهرة هو تتويج لمسار فاعل بدأ منذ شهور، عملنا فيه مع الإخوة في حركة فتح وجميع الفصائل، وتخلله اجتماع الأمناء العامين وتفاهمات اسطنبول».

وأضاف: «غير أن المحطة الراهنة تكتسب أهمية استثنائية من حيث المكان والتوقيت وأجندات الحوار، بما فيها الاتفاق على إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج».

وتابع هنية: «نحن في حركة حماس منفتحون على حوار شامل يفضي إلى ترتيب بيتنا الداخلي، وينهي الانقسام، ويؤسس لنظام سياسي يقوم على أساس مبدأ الشراكة والتعددية السياسية واحترام إرادة شعبنا، ويفتح الباب أمام إعادة بناء المرجعية القيادية المتمثلة بمنظمة التحرير عبر انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، ويعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، والتوافق على برنامج سياسي أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية».

وأوضح هنية أن وفد الحركة برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، ويضمّ قيادات مركزية، «متسلّح بقرار وإرادة واضحة من أجل العمل على التوصل لاتفاق وطني وازن نتمكن من خلاله تدشين مرحلة جديدة، ونقلة نوعية في مسيرة شعبنا على طريق إنجاز مشروع التحرير والعودة».

وأردف هنية قائلاً: «ندرك أننا نجتاز مرحلة هي الأخطر على قضيتنا وثوابتنا، خاصة في القدس والأرض وحق العودة، ولذلك فعلينا مسؤولية مشتركة وواجبات لا مفرّ منها».

وأكمل هنية: «إنني إذ أحيّي جميع الإخوة قيادات الفصائل المشاركين في الحوار، فإنني أدعوهم إلى تحمل المسؤولية التاريخية، واتخاذ كل ما يلزم لنعبر معًا هذه المرحلة، ونتفرغ للقضايا الوطنية، وأن نصمّم مشهدًا حضاريًا عبر الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني تعكس عظمة شعبنا ومقاومته الباسلة، وتضحياته الجسام، وشهداءنا وجرحانا وأسرانا الأبطال».

وأكد استعداد حركة حماس في غزة لاتخاذ كل الإجراءات المطلوبة، وصون الحريات من أجل إنجاح الانتخابات المقبلة، مبيناً أن «هذا ما نتطلع إليه أيضًا في الضفة من قبل الإخوة في السلطة، وكذلك تأمين الانتخابات في القدس».

وختم رئيس حركة حماس تصريحه قائلاً: «حيث إننا نرى بأن الانتخابات وسيلة وممرّ لما بعدها، فإن الحركة لديها تصور لكيفية بناء مشهد ما بعد الانتخابات يرتكز على الشراكة والتوافق وعدم الإقصاء».

وفي السياق، أكد عبد اللطيف القانوع المتحدث باسم حركة «حماس»، أمس، أن القضايا الخلافية ستحل في حوارات القاهرة، موضحاً أنها ستستند على حالة من التوافق الوطني.

وقال القانوع في تصريح صحافي، إنه «ليس صعباً أن نحقق ذلك في ظل الروح الوطنيّة التي تتحلّى بها الحركة والتنازلات التي قدمتها».

وأضاف: «عقولنا منفتحة على الجميع  لتدشين مرحلة سياسية جديدة لشعبنا ورسم خريطة وطنية تمثل مرجعيات شعبنا المختلفة».

وكانت قد انطلقت ظهر الاثنين، جلسات الحوار الوطني الشامل في العاصمة المصرية القاهرة.

وتبحث الفصائل الفلسطينية، عددًا من القضايا على رأسها قضية الانتخابات العامة.

ومن الأهداف الرئيسية للحوار، ضمان انتخابات عامة (تشريعي ورئاسة ومجلس وطني) نزيهة، وتوفير المناخات اللازمة لنجاحها، وتحييد أي جهة قد تعطل مسار الانتخابات أو مصادرة خيارات شعبنا الديمقراطية. وفق حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس.

وضمّ وفد حماس، نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، ورئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، وأعضاء المكتب السياسي خليل الحية، وروحي مشتهى، وحسام بدران، وعزت الرشق.

أما وفد فتح، فيضم أمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب، وعضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، وأعضاء اللجنة المركزية روحي فتوح، وأحمد حلس، وسمير الرفاعي.

كما وصلت وفود من حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، والمبادرة الوطنية، وجبهة النضال، والجبهة العربية، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني «فدا»، وآخرين.

وكانت فصائل مقاومة في غزة ندّدت بعدم توجيه دعوة لها للمشاركة في الحوارات، وأبرز تلك الفصائل، حركة المقاومة الشعبية، ولجان المقاومة الشعبية، وحركة الأحرار.

ويستمر الحوار ثلاثة أيام يتم خلالها بحث التحضيرات للانتخابات وتوحيد المواقف بشأنها وإيجاد حل للمعيقات التي قد تواجهها العملية الانتخابية.

وتتجه الأنظار باهتمام إلى اجتماع القاهرة باعتباره الخطوة التالية بعد إصدار المراسيم الرئاسية، والذي سيحدد مسار الانتخابات.

وستجرى الانتخابات وفق المرسوم الرئاسي على ثلاث مراحل: التشريعية في 22 مايو/ أيار 2021، والرئاسية في 31 يوليو/ تموز، والمجلس الوطني في 31 أغسطس/آب.

وأُجريت آخر انتخابات فلسطينية للمجلس التشريعي مطلع 2006، وأسفرت عن فوز حركة حماس بالأغلبية، فيما سبقها بعام انتخابات للرئاسة وفاز فيها محمود عباس.

وستكون هذه الانتخابات حال إجرائها الثالثة في تاريخ السلطة الفلسطينية، وكانت عقدت انتخابات رئاسية عامي 1996، و2005، وانتخابات تشريعية أيضًا عامي 1996، و2006.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى