عربيات ودوليات

تشاووش أوغلو في جولة خليجيّة وأنباء عن تحرّكات سريّة

أعلنت الخارجية التركية، أمس، عن «قيام وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، اليوم، بجولة تشمل ثلاث دول خليجية».

ويبدأ وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، اليوم، جولة تشمل ثلاث دول خليجية هي قطر وعمان والكويت.

وأشار البيان الصادر عن الخارجيّة التركيّة إلى أن «جولة تشاووش أوغلو ستستمرّ حتى 11 شباط الحالي».

ونوّه البيان إلى أن «وزير الخارجية التركي سيلتقي خلال زيارته المقرّرة مع نظرائه ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى في البلدان الثلاث، بالإضافة إلى رجال أعمال أتراك وناشطين في تلك البلدان».

وسيبحث تشاووش أوغلو خلال زيارته العلاقات الثنائية والقضايا الإقليميّة والدوليّة ذات الاهتمام المشترك بين أنقرة ودول الخليج.

وتأتي زيارة تشاووش أوغلو، بعد تداول أنباء في وكالات أميركية، يوم الخميس الماضي، بأن «الإمارات والسعودية تدرسان حالياً إقامة علاقات أفضل مع تركيا يمكن أن تفيد التجارة والأمن في المنطقة التي تعج بالاضطرابات».

فيما ذكرت وكالة «بلومبرغ» أن «هذه التحرّكات تعتمد على موافقة تركيا على التخلّي عن دعم جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة كتنظيم إرهابي في عدد من الدول العربية بينها السعودية والإمارات، إضافة إلى مصر».

ومع ذلك اعتبرت الوكالة أن «هذه التحرّكات مؤقتة بالنظر إلى خلفية التوترات طويلة الأمد والصراع على النفوذ»، بين أنقرة وكل من الرياض وأبوظبي.

وتابعت الوكالة: «يتزامن هذا التواصلالذي يحدث علناً وسراًمع إعادة تنشيط السياسة الخارجية في كل من الخليج وواشنطن»، لافتة إلى أن «السعودية والإمارات قد طويتا مؤخراً خلافًاً مع قطر حليفة تركيا بشأن مواضيع تشبه نزاعهما مع أنقرة»، في إشارة للمصالحة الخليجية.

ونقلت الوكالة، عن مسؤول تركي، أن «تركيا والإمارات ناقشتا إزالة الحواجز أمام التجارة بينهما»، مضيفًاً أن «المبادرات شجّعت على اتخاذ قرار أخير باستئناف الرحلات بين البلدين، التي كانت جائحة كورونا قد أوقفتها».

ووصف شخص مطلع على الوضع الخليجي عملية التواصل بأنها في مراحلها الأولى.

وأضاف المصدر، الذي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، أن «قضية الإخوان محورية بالنسبة لمخاوف الخليج ولحليفهم المقرب مصر».

في المقابل ينفي مسؤولون أتراك أن «يكون هناك تواصل مباشر أو غير مباشر من أبوظبي والرياض تضمن مطالب بتغيير سياسة أنقرة تجاه الإخوان»، لكنهم يدركون أن ذلك يمثل أولوية لدول الخليج حتى لو كان هناك مجال ضئيل للدبلوماسية في هذا الشأن، حيث تنظر أبوظبي والرياض إلى الحركة على أنها مزعزعة للاستقرار بالمنطقة، وفق المصدر ذاته.

ورغم الخلافات بين الطرفين، في ما يتعلق بالحرب في ليبيا والأوضاع في سورية والعراق ومصر، وبحث تركيا عن مصادر الطاقة في البحر المتوسط، تشكل هذه البادرة جزءاً من نغمة أكثر واقعية وتصالحية في الخليج في الوقت الحالي. ووصفت الإمارات إنهاء الأزمات بأنه جزء من رؤيتها لعالم ما بعد كوفيد 19، وفق بلومبرغ.

وألقت الوكالة الضوء على سوق التصدير كورقة مساومة قوية، لافتة إلى أن «الإمارات هي ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا في الشرق الأوسط بعد العراق، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية نحو 8 مليارات دولار في عام 2019».

وتصدر تركيا مجموعة كبيرة من السلع إلى البلاد، تتنوع من الأحجار الكريمة إلى قطع غيار الطائرات.

كذلك فإن السعودية، التي تزود تركيا بالنفط والمواد الكيميائية، هي في الوقت نفسه إحدى أكبر أسواقها الإقليمية على الرغم من تراجع الصادرات.

والعام الماضي، اشتكى رجال أعمال أتراك من أن السلطات السعودية كثفت جهودها لمنع الواردات التركية، فيما تشير «بلومبرغ» إلى أن انفراجاً في علاقات تركيا مع الإمارات والسعودية قد تدفع بتعزيز كبير للتجارة والاقتصاد التركيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى