أولى

فيروزنيا وخامه يار وفاعليات نعوا الزين: حمل شعلة المقاومة وحمى ساحتها

 

توفي أمس رئيس مجلس أمناء «تجمّع العلماء المسلمين» القاضي الشيخ أحمد الزين إثر نوبة قلبية ألمّت به.

ونعى سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد جلال فيروزنيا الراحل، في بيان قال فيه «بمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيله، ولا شك في أن هذا المصاب الجلل يشكل خسارة فادحة على أكثر من مستوى، فمن المنابر والمساجد التي عرفته خطيباً مفوها ينطق بالحق والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، لينير الدرب أمام الناس لبلوغ مكارم الأخلاق، إلى المقاومة التي كان رائداً من روادها، حمل شعلتها ورفع رايتها وحمى ساحتها، فزلزل الأرض تحت المحتل ورسم مع إخوته العلماء المجاهدين معالم فجر جديد عابق بمعاني الانتصار والعزة و الكرامة، إلى الوحدة الإسلامية التي نذر عمره الشريف لها، فعمل مع إخوته البررة بتوجيه من مفجر الثورة الإسلامية المباركة في إيران سماحة الإمام روح الله الموسوي الخميني على تأسيس تجمّع العلماء المسلمين، الذي لعب دوراً طليعياً وحيوياً في ترسيخ أجواء الأخوة والتقارب والتلاقي على الصعيدين الإسلامي والوطني، فقطع الطريق على المتربصين بهذه الأمّة وعزّز مناعتها تجاه الموجات الظلامية التكفيرية التي كانت تتلاطم من كل حدب و صوب، إلى توليه سدة القضاء الشرعي ليكون مدرسة في الكفاءة والنزاهة والسهر على متابعة شؤون الناس وشجونهم. كل هذه الساحات ستفتقده وستشتاق إلى حضوره الآسر العصي على النسيان».

وبعث المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان عباس خامه يار برسالة تعزية إلى عائلة الراحل قال فيها: «إنّ غياب الراحل العزيز سماحة العلامة الشيخ أحمد الزين سيترك فراغاً كبيراً في المسيرة العلمائية الإسلامية، وسيمضي وقت طويل حتى يعوّض الله علينا بأمثال شيخنا المجاهد الذي طاف العالم مبلغاً رسالة الوحدة الإسلامية ومدافعاً عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف.

الشيخ الراحل كان المدافع عن الثورة الإسلامية وانتصر لها في كلّ المحافل، ويكفيه فخراً أنه كان من الأوائل الذين التقوا الإمام الخميني الراحل وبايعوا ثورته وأكملوا النهج الثوري بمبايعة الإمام الخامنئي في أكثر من محطة جهادية.

ونقول في هذه اللحظات الحزينة بعد أن انطفأ وهج هذا العالِم الرباني برحيله المؤلم، بلغنا خبر وفاتك المفجع أيها العالم المجاهد الجليل المقاوم المقرّب. سيفتقدك تجمع العلماء المسلمين ونفتقدك نحن. سيفقتدك العالم الذي تركت برحيلك فيه ثلمةً لا يسدّها شيء.

أنت الذي عبّرت مراراً منذ شبابك عن تعلقك وعلاقتك بالإمام الخميني الراحل والسيد القائد وخط الثورة الإسلامية فكنت ثابتاً لا تزعزعك عواصف الأزمات والتحديات في المنطقة.

لقد كنت طوال سنوات حياتك رائداً وجندياً خدمت التقريب بين الأديان والمذاهب والأفكار بكلّ ما لديك.

كنت العزيز القريب مني شخصياً حتى في أيام تعبك الجسدي ومشاكلك الصحية، حيث لبّيت دعوتي وتشرّفت في المرة الأخيرة بحضورك في مراسم الذكرى الـ ٤١ لانتصار الثورة الإسلامية، فكنت من الشخصيات التي التقت الإمام وقد أتحفت الحضور بخواطرك الجميلة مع سماحته، حيث شرفنا تكريمك في الحفل.

ونحن اليوم إذ نعدك باستكمال المسيرة والعهد، فإننا نتقدم الى كلّ محبيك، الى كلّ المقربين من سماحتك، الى أسرتك فرداً فرداً، وأبنائك ورفاق دربك، بخالص العزاء والتسليم. فإلى جنان الخلد الى جوار الرسول وأهل بيته الطاهرين وصحبه من الأنبياء والأولياء والصالحين، أيها المجاهد في سبيل الله والإسلام، أيها العالم والقاضي العادل والفقيه الوحدويّ.

«ومن المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا».

كما نعى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان، الزين، منوّها «بما قام به في مجال القضاء الشرعي وبمسيرته الحافلة بأعماله التي كانت تنم عن شخصية بارزة في مجال القضاء الشرعي، متحليةً بالخلق الرفيع والقيم السامية التي يدعو إليها الإسلام».

وأشار «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان، إلى أن الراحل «رمز من رموز الوحدة الإسلامية وعلم من أعلام الفقه المستنير ورائد من رواد الوسطية والاعتدال وداعم ومساند قوي للمقاومة الإسلامية، ومناصر وعامل في سبيل تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر وداعم لكل فصائل المقاومة الفلسطينية».

ولفت المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، إلى أن الزين «احتضن قضايا الوطن والأمة، فكان مثال العالم العامل لترسيخ الوحدة الوطنية والإسلامية ورائداً من روادها، أسهم في تعزيز التعاون والتواصل بين المسلمين واللبنانيين، داعياً إلى صون العيش المشترك وحماية السلم الاهلي، منفتحاً على الجميع داعياً إلى حل الأزمات والمشاكل من خلال الحوار والتشاور والتزام نهج الاعتدال».

وأشار إلى أن «القضية الفلسطينية خسرت برحيله أحد القادة المقاومين الذين قدموا التضحيات نصرةً لشعبها ودعماً لمقدساتها، مدافعاً عن الحقوق العربية في فلسطين مجنداً نفسه لتحريرها من رجس الاحتلال، كما خسر لبنان أحد أبرز المدافعين عن حقوقه ومقاومته ونصرة جنوبه فكان عضواً في هيئة نصرة الجنوب التي أسسها الإمام السيد موسى الصدر، فكان شريكاً في تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي ودحر الإرهاب التكفيري عن شعبه وأرضه».

كما نعت الراحل حركة أمل والعديد من الجمعيات والقوى الإسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى