الوطن

البابا فرنسيس يطالب المجتمع الدولي بدور حاسم في تعزيز السلام في العراق.. الرئيس صالح يرى أنه لا بد من مكافحة التطرف والانتصار لفكر التعايش

وصل إلى بغداد في أول زيارة باباويّة ورعويّة للعراق.. واستقبال حافل له في المطار من قبل رئيس الحكومة والمسؤولين

 

عبّر الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، عن شكره للبابا فرنسيس الذي استجاب لزيارة العراق، فيما أكد أن العراقيين يرحبون بهذه الزيارة.

واستذكر صالح أمام بابا الفاتيكان موقف جنود عراقيين أعادوا صليب إحدى كنائس الموصل إلى مكانه وتأدية التحية له، بعد تحريرها من قبضة تنظيم «داعش» عام 2017.

وقال خلال كلمة له بحضور البابا ومسؤولين عراقيين ودبلوماسيين أجانب: «نرحب بقداسة البابا ومن عظيم سعادتنا أن تكون في العراق، مرحبا بكم في أور مدينة النبي إبراهيم». وأضاف: «شكراً جزيلاً لاستجابتكم بهذه الزيارة للعراق».

وتابع الرئيس العراقي: «دور البابا في الدعوة للسلام والتأكيد على الحوار موضع اعتزاز، العراقيون يفخرون بأنهم عاشوا في مدن متنوّعة الانتماء».

من جهته، أكد بابا الفاتيكان «فرنسيس»، أن العراق عانى كثيراً من كوارث الحروب وآفة الإرهاب، ومن صراعات جلبت الموت والدمار، فيما طالب المجتمع الدولي أن يقوم بدور حاسم في تعزيز السلام في العراق وكل الشرق الأوسط.

وقال قداسة البابا في كلمته من قصر بغداد، «أوجه الشكر لرئيس الجمهورية برهم صالح على دعوته لي لزيارة العراق، وإني ممتنٌ لإتاحة الفرصة لي لأن أقوم بهذه الزيارة، التي طال انتظارها الى هذه الأرض، مهد الحضارة، والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً، من خلال النبي إبراهيم والعديد من الأنبياء».

وأضاف «على مدى العقود الماضية، عانى العراق من كوارث الحروب وآفة الإرهاب، ومن صراعات جلبت الموت والدمار، ولا يسعني إلا أن أذكر الايزيديين، الضحايا الأبرياء للهجمة عديمة الإنسانية، فقد تعرّضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرّضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر».

وتابع «على المجتمع الدولي ان يقوم بدور حاسم في تعزيز السلام في العراق وكل الشرق الأوسط، ان التحديات المتزايدة تدعو الأسرة البشرية بأكملها في التعاون على نطاق عالمي لمواجهة عدم المساواة في مجال الاقتصاد، والتوترات الإقليميّة التي تهدد استقرار هذه البلدان. علينا ان نتطلع الى ما يوحّدنا».

وبدأ بابا الفاتيكان فرنسيس أمس زيارة تاريخية للعراق تستمر ثلاثة أيام، حاملاً رسالة تضامن إلى المؤمنين المسيحيين هناك، وساعياً إلى تعزيز تواصله مع العراقيين جميعًا.

وفور هبوط طائرة البابا فرنسيس في مطار بغداد، استقبله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. ثم  توجه البابا إلى قصر بغداد وكان في استقباله الرئيس العراقي برهم صالح.

وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمية حيث عزف النشيد الوطني العراقي ونشيد الفاتيكان بحضور رسمي وديني

وقد استكملت الاستعدادات الشعبية والسياسية والأمنية، وسط إجماع عراقيّ على الترحيب بالزائر الكبير، وقد رحب سكان مدينة كربلاء بأول زيارةٍ بابويةٍ إلى البلاد، باعتبارها «رسالة تعايش» بين جميع الأديان المختلفة الموجودة في بلادهم.

قيادة العمليات المشتركة كانت أعلنت تشكيل لجنة عليا تتولى تأمين وإنجاح زيارة البابا إلى العراق.

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري، قوله إن اللجنة تتكوّن من مكتب رئيس الوزراء وقيادة العمليات المشتركة، بالإضافة الى وزارة الخارجية، موضحاً أن هذه اللجنة ستتولى الإشراف وتأمين الأماكن كافة التي سيذهب البابا لزيارتها في العراق.

وأشار الشمري إلى أن الزيارة تعتبر حدثاً مهماً بالنسبة للعراق مما يحتم على الجميع المشاركة في الخطة الأمنية لإنجاحها.

هذا ومن المقرّر أن يلتقي الحبر الأعظم خلال زيارته المرجع الديني السيد علي السيستاني إضافةً إلى القادة العراقيين وممثلين عن المجتمع المدني، في شمال البلاد وجنوبها.

وسيكتفي جزء كبير من العراقيين بمشاهدة البابا من خلال شاشاتهم التلفزيونية، وذلك جراء انتشار فيروس كورونا في البلاد.

وينوي البابا فرنسيس البالغ 84 عاماً في أول زيارة له إلى الخارج منذ انتشار الجائحة، توجيه رسالة تضامن لجميع سكان العراق.

البابا فرنسيس كان قال الخميس في رسالة مصوّرة موجّهة إلى الشعب العراقي بثت عشية توجهه إلى العراق، «أوافيكم حاجاً تائباً لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سني الحرب والإرهاب، أوافيكم حاجا يسوقني السلام، من أجل المغفرة والمصالحة بعد سني الحرب والإرهاب».

الأسقف المساعد لأبرشية بغداد الكلدانيّة، والمنسق العام لزيارة البابا المطران باسيليوس يلدو، شدّد بدوره على الأهمية الكبيرة لزيارة البابا فرنسيس إلى العراق، إضافة إلى الدعم الكبير الذي تمثله الزيارة للبلاد.

وتأتي زيارة البابا إلى العراق في وقت «معقد» بحسب أحد المسؤولين المكلفين من رئاسة الجمهورية العراقية تنظيم مراسم زيارة البابا، الذي عبر لوكالة «فرانس برس» عن «سعادة العراقيين بقدوم البابا».

ورحبت سرايا «أولياء الدم» في العراق بزيارة البابا فرنسيس، معلنةً «وقف عملياتها خلال الزيارة».

كما قال تحالف «الفتح» العراقي قال إن «زيارة البابا فرنسيس التاريخية ستكون فرصة وطنية سانحة لتأصيل وحدة النوع الإنساني الذي اجتهد الأنبياء والمفكرون والمصلحون والفدائيون في الديانات الإسلامية والمسيحية من أجل بنائه وترشيده وهديه». وأضاف: «إننا نستقبل بابا الفاتيكان بقلوب مفعمة بالمحبة والمودة وتجسيد قيم المشتركات الفكرية والعقائدية والروحية مع العالم المسيحي».

وتعد رحلة البابا فرنسيس الأولى خارج الفاتيكان منذ تفشي وباء كورونا، وهي الزيارة الأولى في التاريخ لحبر أعظم إلى العراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى