الوطن

البابا فرنسيس زار أربيل والموصل: السلام أقوى من الحرب

المرجع السيد السيستاني ببيان: تناول الحديث التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانيّة في هذا العصر

 

مثّلت زيارة الحبر الأعظم البابا فرنسيس للعراق، وزيارته أحد أبرز المرجعيات الدينية للمسلمين الشيعة السيد علي السيستاني، سابقة استدعت الكثير من المتابعة، خاصةً أنها تتزامن مع تفاقم المعاناة الإنسانيّة والاضطهاد السياسيّ في العالم.

ووفقاً للبيان الصادر عن مكتب السيد السيستاني، فإن حديثاً جرى تبادله بين القطبين حول معاناة الإنسانية من القهر والاضطهاد وغياب العدالة وكبت الحريات، مضافاً إلى ما تواجهه شعوب المنطقة من صراعات وحروب تمخّضت عن أعمال تهجير وخراب.

ويبدو أن المرجعية الدينية في النجف لفتت إلى مصاديق جامعة لكل أشكال المعاناة لتدفع بالأولويات فيها، فتقدّمت مظلمة الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، بوعي تام لمركزية القضية، وانعدام اللّبس في حجم الظلم الذي يعاني منه الفلسطينيون.

ولم يخلُ الحديث بين القامتين من دعوة صريحة إلى الزعامات الدينية الكبيرة للنهوض بمسؤولياتها في الحد من هذه المآسي، ومنها حث أطراف الصراعات ومن بينهم القوى العظمى على تغليب لغة العقل والحكمة في مقاربة النزاعات.

وكان قد أفاد بيان لمكتب المرجع السيد علي السيستاني بعد اللقاء الذي جرى مع البابا فرنسيس الأول، أن «الحديث دار خلال اللقاء مع بابا الفاتيكان حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر.

وتحدّث البيان عما «يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الأساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وحروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة».

وأشار إلى «الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة ـ ولا سيما في القوى العظمى ـ على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسّع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب».

كما أكّد المرجع الديني العراقي «أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي والتضامن الإنساني في كل المجتمعات، مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الأديان والاتجاهات الفكرية».

يأتي ذلك بعدما اجتمع البابا فرنسيس صباح السبت بالمرجع الديني السيد علي السيستاني في مدينة النجف الأشرف جنوب العراق. ولفت مراسل الميادين إلى أن اللقاء الذي كان مغلقاً استمر لساعة واحدة وبعيداً عن الإعلام.

وبدأ البابا فرنسيس أمس، زيارته إلى أربيل، ثم انتقل منها إلى مدينة الموصل شمال العراق.

وقال البابا فرنسيس في كلمة له خلال مراسم استقباله في ساحة كنيسة حوش البيعة في الموصل، حيث ترأس قداساً إن «التناقص في أعداد المسيحيين هنا وفي الشرق الأوسط يحدث ضرراً كبيراً في النسيج المجتمعيّ». وأضاف أن «الأمل في المصالحة ما زال ممكناً»، مرحباً «بدعوة المسيحيين للعودة إلى الموصل».

وتابع: «نرفع صلاتنا من أجل جميع ضحايا الحرب، ونؤكد قناعتنا أن الأخوة أقوى من القتل وأن السلام أقوى من الحرب، ولنصلّ معاً من أجل جميع ضحايا الحرب وحتى نعيش في وئام وسلام متجاوزين الانتماءات الدينية».

ووصل بابا الفاتيكان صباح أمس الأحد إلى أربيل شمال العراق، حيث جرى حفل استقبال له بحضور رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان البرزاني ومسؤولين سياسيين ومرجعيات دينية.

وكان رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني»،مسعود البرزاني رحّب، بزيارة البابا فرنسيس الأول إلى العراق وإقليم كردستان، والتي تستغرق أربعة أيام متتالية.

وكتب البرزاني، على صفحته الشخصية على «تويتر»: «أرحب بحرارةبالبابا فرنسيسفي كردستان»، معتبراً أن زيارة قداسته إلىالعراقوإقليم كردستان، هي بالفعل «زيارة تاريخية، وتحمل الرسالة النبيلة للتعايش السلمي».

وفي إطار جدول زيارته، سيغادر البابا فرنسيس من الموصل إلى قرقوش في محافظة نينوى، حيث سيزور رعيتها في كنيسة «الحبل بلا دنس».

وتحمل هذه المحطة من الزيارة أهمية كبرى، لا سيما أن محافظة نينوى، وعاصمتها الموصل، التي تشكّل مركز الطائفة المسيحية في العراق، وتعرّضت كنائسها وأديرتها لدمار كبير على يد تنظيم «داعش».

ثم يعود بابا الفاتيكان إلى أربيل ليقيم قداساً في ملعب «فرانسو الحريري»، ليغادر ليلاً إلى مطار بغداد الدولي. وسيُقام اليوم الإثنين حفل وداع لبابا الفاتيكان مغادراً إلى روما.

وكان البابا فرنسيس زار أول أمس محافظة النجف والتقى المرجع الديني السيد علي السيستاني، ثم غادر إلى مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار.

وأفاد بيان لمكتب المرجع السيد علي السيستاني أن «الحديث دار خلال اللقاء مع بابا الفاتيكان حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر».

ووصل البابا فرنسيس صباح الجمعة إلى بغداد ليبدأ زيارته التاريخية للعراق التي تستمر أربعة أيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى