أولى

المواقف حول سلفة الكهرباء

كان مشهد الخطاب النيابيّ المعترض على سلفة الكهرباء نوعاً من الكوميديا السوداء، فعدم التصويت لصالح منح السلفة أو التصويت ضد منحها، يعني عملياً أحد ثلاثة خيارات، إما العتمة الكاملة وخراب اجتماعي وصحي واقتصادي لما تبقى، وإما تمويل يعادل ضعفها عبر دعم متواصل لاستيراد المازوت، لتتولى المولدات الخاصة التي تبيع الكهرباء للبنانيين تغطية العجز، وبكلفة مضاعفة ثلاث مرات على المستهلك، أو أن يرفع الدعم عن استيراد المازوت، لذات نظرية حماية ما تبقى من أموال المودعين، فتصير الكلفة مضاعفة ثماني مرات على اللبنانيين.

ما لم يأخذه النواب الذين استخدموا منصة التصويت لتأمين السلفة لكهرباء لبنان، لفتح ملفات لم يفتحوها يوم كان فتحها مفيداً ويمكن أن يؤدي إلى انتظام ملف الكهرباء، مثلهم مثل الذين استخدموا منصة السلفة لفتح الملف الحكومي، هو أن النائب عندما يصوّت في الشؤون المالية، معني بأن يضع الأولوية لمصلحة الناس، وليس لحساباته السياسية، لأن السؤال البسيط الذي يطرحه النائب، أو يفترض أن يطرحه هو ماذا لو نجح تصويته بالتحوّل الى أكثرية، فهل هذا ما يريده للبنانيين؟

تجزئة السلفة كان خياراً مناسباً، لكن الذي بقي ناقصاً هو ربط السلفة بالرقابة على شروط الاستيراد وأسعاره، بطلب قطع حساب لكل جزء من السلفة يتم إقراره كشرط لإقرار الجزء التالي، فالكل يعلم حكاية الفيول المغشوش، وسمسرات مشتريات الفيول من شركة سوناطراك الوهميّة، وما يقال اليوم عن الشراء بأسعار أعلى، وعن تعمّد إهمال العقد العراقيّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى