الوطن

جنبلاط من بعبدا: التسوية ضرورية والأرقام لم تعد مهمّة البلاد لا تتحمّل التباعد وعلينا تجاوز الحساسيات

استباقاً للاجتماع الثامن عشر المقرّر اليوم في قصر بعبدا، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  والرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري لمتابعة تذليل عقد التاليف، لبّى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط دعوة عون للاجتماع به في قصر بعبدا أول من أمس «لأنه، اليوم على كل فرد منّا أن يتجاوز كل الماضي والحساسيات، كون البلاد لا تتحمّل المزيد من التباعد»، على ما أوضح جنبلاط، مؤكداً أهمية العودة إلى منطق التسوية على المستوى الداخلي اللبناني، مشيراً على الصعيد الحكومي، إلى «أن الأرقام لم تعد مهمّة، لأن مشاكل البلاد فوق بعض الأرقام، التي يتمسك البعض بها من هنا أو هناك».

وجرى خلال اللقاء الذي استمر قرابة الساعة، عرض آخر المستجدات على الساحة المحلية، ولا سيما الاتصالات الجارية من أجل تشكيل الحكومة العتيدة، إضافةً إلى تمتين العلاقات بين أبناء الجبل.

وبعد اللقاء، قال جنبلاط «لقد طلب مني الرئيس عون أن أقابله، فلبيّت الدعوة لأنه اليوم على كل فرد منّا أن يتجاوز كل الماضي والحساسيات، كون البلاد لا تتحمل المزيد من التباعد. وفي السياسة اللبنانية، وحتى في السياسة الدولية، فإن أهم نقطة هي التسوية. ما من أحد يلغي الآخر أياً كانت الظروف. أما وقد وصلنا إلى هذه الحالة من الجمود المطلق وسط انهيار اقتصادي، والجوع يدقّ أبواب كل الناس، ووباء كورونا يستفحل في كل مكان، فإنني أعتقد أن التسوية ضرورية. وهذا الكلام ليس موجهاً إلى أحد. هذا رأيي ولست مكلفاً من أحد، لكي أكون دقيقاً، فدعوة الرئيس عون كانت فرصة لي لأوجه هذا النداء اليوم».

أضاف «كيف تكون التسوية؟ الأرقام لم تعد برأيي مهمّة، لأن مشاكل البلاد باتت فوق بعض الأرقام التي يتمسك بها البعض من هنا أو هناك. وقد رأيتموني أقابل السفراء، فما من أحد منهم مهتم بلبنان. هم مهتمون طبعا بلبنان، ولكن ما من أحد ينتظر أي شيء من أي دولة. فقط نحن ننتظر ما تبقّى من مبادرة فرنسية، ونعلق على ما تبقى من مبادرة فرنسية. أمّا الآخرون فلا نستطيع أن نطلب منهم المزيد من الاهتمام، إذا كنا نحن في هذه الحال. وإننا نرى اليوم التوترات الدولية على أوجها. شيء مخيف، لذلك، مبدئي هو التسوية. قد تزعج هذه الكلمة البعض. أنا بلّغت».

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت التسوية، برفع عدد أعضاء الحكومة، قال جنبلاط «أنا قلت التسوية. فإمّا على 18 أو التسوية على غير 18».

سئل ما إذا كانت العودة إلى طرح 18 إضافة إلى 6 أقطاب، أجاب «لم أسمع بهذا. ثم هل هناك بعد من أقطاب في البلد؟ القطب الأساسي الآن هو كورونا الذي يستفحل في كل مكان».

وأكد رداً على سؤال آخر «أن همّنا كان دائماً وسيبقى العلاقات بين التيار الوطني الحرّ والحزب الاشتراكي وبعض شريحة من المواطنين المتأرجحة نتيجة تصريحات من هنا وهناك، كلنا نتحمّل مسؤولياتها. ولا بدّ من وضع آلية للخروج من التشنج لأن مشاكل البلد أكبر».

وعمّا إذا كان ينصح بلقاء بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحرّ النائب النائب جبران باسيل، أوضح أن  «هذه كانت نصيحة الموفد الفرنسي باتريك دوريل عندما رأيناه آخر مرة منذ أشهر».

وإذ أكد أن ليس لديه أي مطلب درزي، دعا إلى  «ترك الأمور الكبرى الآن ولنعد إلى الوضع الداخلي، من كورونا إلى الوضع الاقتصادي وضبط الحدود، وضبط الدولار الذي، بأعجوبة، يبلغ 15000 ثم يعود ليبلغ 10000. هناك شيء ما غريب».

وعن نصيحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لجهة قيام حكومة تكنوسياسية، أجاب «دعوني بطرحي لكي نلتقي. وعندما تسير التسوية ساعتها نرى كيف».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى