مانشيت

الاتفاق الصينيّ الإيرانيّ يقلق الأميركيّين والأوروبيّين… وأزمة السويس تفتح الباب لخط حيفا دبي / حراك دبلوماسيّ قلق من الانهيار… وبكركي لا تغطّي الحريري… وحكومة الـ 24 على نار هادئة / الحسنيّة وحردان: الحزب سيتخطّى الأزمات ويتصدّى للتحديات… والمؤتمر لتحصين الوحدة /

كتب المحرّر السياسيّ

شخصت أنظار العالم نحو بكين وطهران مع الإعلان عن الاتفاق الاقتصادي الاستراتيجي بين العاصمتين، البالغة قيمته 450 مليار دولار، والذي يعتمد إيران قاعدة مركزيّة في الخطة الصينية للتجارة العالمية، نحو الخليج وأفريقيا وأوروبا، ويتضمن منشآت دفاعية وصناعات استراتيجية كصناعة الطائرات ومصافي النفط، وسكك الحديد والمستشفيات والجامعات والمجمعات السكنية، ومصانع الصلب والحديد والصناعات الاستخراجية للمعادن والمواد الخام. وكانت واشنطن قد أبدت خشيتها من الاتفاق عند إعلان العزم على توقيعه قبل أسابيع ووصفه الخبراء الأميركيون بنهاية زمن العقوبات الأميركية لما يوفره من سوق للنفط والغاز الإيرانيين من خارج نظام العقوبات، بينما عبر خبراء أوروبيون عن خيبتهم من تلكؤ الحكومات الأوروبية في السير بالتفاهمات التي انتقلت الى عهدة الصين بعدما كان أغلبها محجوزاً لشركات أوروبية.

في المشهد الإقليمي بدأت تكثر التساؤلات عن أزمة إغلاق قناة السويس بفعل حادث ناتج، كما تقول هيئة القناة، عن تصرّف القبطان الذي قادها بطريقة انتهت الى إغلاق القناة، وتم التداول بتحليلات ترى الحادث عملاً مدبراً لضرب سمعة القناة وفتح الباب لبدائل سريعة تعوّض إغلاقها الذي يبدو أنه سيستمر لأيام مقبلة، مع تراكم السفن المنتظرة للعبور، وتريث التجار بشحن المزيد من البضائع، خصوصاً تلك المتوجهة نحو الخليج وجبل علي في دبي بصورة خاصة، الذي قال خبراء أوروبيون إن الحديث عن توجه السفن والتجار نحو تفريغ الحمولات في مرفأ حيفا ونقلها براً الى دبي صار في التداول، بعد التطبيع الإماراتي «الإسرائيلي»، الذي كان يحتاج مثل هذا الحادث لتسليط الضوء على خيار حيفا دبي براً.

في الشأن الداخليّ لفت الأنظار كلام البطريرك بشارة الراعي عن آلية تشكيل الحكومة بقوله، «نرجو أن يدرك رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة المكلّف أنّهما، انطلاقًا من الثقة المتبادلة والمسؤوليّة المشتركة، محكومان بالتشاور وبالاتفاق وفقًا للقاعدة التي جرت منذ التعديلات الدستوريّة عام 1990 ما بعد الطائف، إذ كانا يحدّدان معًا المعايير ويختار كلٌّ منهما وزراء، ثمّ يتّفقان على التشكيلة برمّتها»، متبنياً تفسيراً لآلية تشكيل الحكومة أقرب لتصور رئيس الجمهورية، لجهة تتابع خطوات، التفاهم على المعايير بين الرئيسين، ثم اختيار كل منهما أسماء وزراء، ثم اتفاقهما، بينما كان الاعتقاد بأن يوفر البطريرك التغطية لتصور الرئيس المكلف سعد الحريري بعد زيارته الأخيرة الى بكركي، وفقاً لمعادلة أن رئيس الحكومة يؤلف منفرداً ورئيس الجمهورية يضع الملاحظات ويناقش ليؤخذ ببعض ملاحظاته ثم يوقع، بينما كانت جولات السفراء تحمل معها قلقاً من قرب الانهيار ويتحدثون عن الخشية من الفوضى، بينما تحدثت السفيرة الأميركية عن القلق من أن يصبح الخيار السوري والإيراني بديلاً واقعياً في ظل فقدان السلع الحيوية، خصوصاً المحروقات كما حدث في ملف الأوكسجين.

البحث بمبادرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال تداولاً في الأفكار تتقدمه صيغة حكومة الـ 24 وزيراً، التي تشكل الصيغة الأقرب للتوازنات الطائفية التي تم تثبيتها في اتفاق الطائف، والتي تتكون من خمسة وزراء سنة وخمسة شيعة ووزيرين درزيين، وخمسة موارنة وثلاثة أرثوذكس واثنين كاثوليك وأرمني وأقليات، والتي تقوم على قاعدة ثلاث ثمانات، ثمانية وزراء لرئيس الجمهورية والطاشناق والحزب الديمقراطي، وثمانية لرئيس الحكومة وحلفائه هم خمسة لتحالف المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين ووزيرين للمردة ووزير للقاء الديمقراطي، وثمانية في الوسط هم خمسة للثنائي ووزير للقومي ووزيري الداخلية والعدل المفترض أن يختارهما رئيسا الجمهورية والحكومة على قاعدة التوافق وعدم الانحياز لأي منهما.

الحزب السوري القومي الاجتماعي بدأ استعداداته لعقد المؤتمر القوميّ في شهر أيار، وأعلن بلسان رئيسه وائل الحسنية ورئيس مجلسه الأعلى النائب أسعد حردان، أن الحزب في قلب الصراع في المنطقة، وحاضر في المشهد السياسي اللبناني سيتخطى الأزمات ويتصدى للتحديات، وفقاً لمعادلة دائمة تقوم على النهوض بالمؤسسات، وهذه هي المهمة التي يتطلع اليها القوميون من خلال المؤتمر القومي لتحصين وحدتهم وتفعيل أدائهم واستنهاض صفوفهم.

عقد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية، بحضور رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان وعدد من المسؤولين المركزيين، اجتماعاً للمنفذين العامّين في لبنان، تمّ خلاله وضعهم في آخر المستجدات على الساحة القومية والطلب إليهم العمل بزخم كبير تحضيراً لانعقاد المؤتمر العام والمجلس القومي في أيار المقبل.

وعرض الحسنية أمام المجتمعين الوضع الحزبي الداخلي، وما آلت إليه مبادرات قيادة الحزب التي ارتكزت على ثابت صون وحدة الحزب والقوميين، من خلال عقد المؤتمر العام في أيار المقبل ترسيخاً لخيارات الحزب وثوابته وبوصلته الصراعية، يليه مباشرة التئام المجلس القومي لانبثاق سلطة حزبية وفقاً للدستور وعلى قواعد الشفافية والنزاهة التي لطالما تميّز بها حزبنا. وأطلع رئيس الحزب المجتمعين على مضمون المبادرات التي عرضتها قيادة الحزب، والجهود التي بذلتها لإنجاحها، لافتاً إلى أنّ معيارها الأساس هو صون وحدة الحزب، خصوصاً في ظرف بالغ الدقة حيث الأخطار تتربّص بحزبنا وبأمتنا السورية من كلّ حدب وصوب. وأكد الحسنية أنّ قيادة الحزب عازمة ومصمّمة على سلوك طريق تحصين الحزب بوحدته ومن أجل تعزيز عناصر قوّته، وهذا موقف ثابت، نلتزم به ونعمل لتحقيقه بكلّ السبل المتاحة.

وكانت مداخلة لرئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان أكد فيها أنّ المجلس بما يمثله من سلطة تشريعيّة هو واحدة من مؤسّسات الحزب التي تتحمّل المسؤولية مثلها مثل السلطة التنفيذية في سبيل ترسيخ وحدة الحزب والقوميين الاجتماعيين على قاعدة وحدة المؤسسات التي تشكل نطاق ضمان لترجمة الفكر والعقيدة وتثبيت النهج الصراعي. فالحزب يتنكّب مسؤولياته القومية باستقرار مؤسّساته الدستورية الضامن الوحيد لاستمراره حركة صراعية نهضوية تقود الأمة والمجتمع. وأكد حردان على أنّ موقف الحزب ثابت لا يتزحزح لجهة قيامه بواجبه القومي في قتال العدو الصهيونيّ وكلّ قوى الاحتلال والإرهاب التي عاثت في بلادنا فساداً وقتلاً وتدميراً. ولفت حردان إلى أنّ الحزب القومي مرّ في العديد من المحطات الصعبة، وفي كلّ محطة أثبت القوميون إيمانهم الراسخ بقضية حزبهم وأمتهم، من خلال صمودهم وصبرهم وتضحياتهم وفعلهم، والتي شكلت عامل قوة للحزب الذي استمرّ ناهضاً بطولة وعزاً وانتصارات.

وأكد أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي بفعله ومواقفه حاضر في الحياة السياسيّة، كما في كلّ مواقع الدفاع عن أمتنا، وهذا الحضور سنحميه ونعزّزه، لأننا معنيّون بتحمّل مسؤولياتنا تجاه شعبنا وأمتنا.

حكومياً، لا يبدو في الأفق أي حل للأزمة الحكومية رغم كل الحراك الدبلوماسي الذي شهدته الساحة اللبنانية في الأيام الماضية على المستوى العربي والغربي، علماً أن جولات السفراء العرب على وجه التحديد على المسؤولين السياسيين لم تحمل، بحسب مصادر دبلوماسيّة لـ«البناء»، أية مبادرة لحل الازمة الحكومية إنما اقتصرت على دعوة المسؤولين اللبنانيين الى المسارعة في إنقاذ الوضع وضرورة التفاهم على تأليف حكومة قبل فوات الأوان. أما على الخط الأميركي فإن الأمور تكاد تصب في خانة دعم تطبيق المبادرة الفرنسية.

ولفتت مصادر عين التينة لـ«البناء» إلى أن مبادرة بري بتأليف حكومة من 24 وزيراً تبقى الخيار الأفضل لتجنيب لبنان المأزق. فالرئيس بري يعمل لمصلحة لبنان ولذلك يلجأ في مساعيه الى تدوير الزوايا من أجل تأليف حكومة في أسرع وقت لأن البلد لم يعد يحتمل السجالات والنكايات السياسيّة التي باتت تتخطى المعقول.

الى ذلك قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الشعانين: على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن يدركا انطلاقاً من الثقة المتبادلة والمسؤولية المشتركة، أنهما محكومان بالتشاور وبالاتفاق وفقاً للقاعدة التي جرت منذ التعديلات الدستورية عام 1990 ما بعد الطائف، إذ كانا يحدّدان معاً المعايير ويختار كل منهما وزراء، ثم يتفقان على التشكيلة برمّتها.

وغرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر: «العالم في انتظار عدة أخبار. الملاحة البحرية والتجارة العالمية تتنظر إنقاذ قناة السويس وفتحها مجدداً ومن جهة ثانية محور إقليمي ينتظر رفع العقوبات دون قيد أو شرط لتثبيت هيمنته والسؤال المطروح أي نوع من الألغام او العقوبات فردية ام جماعية التي تحول دون تشكيل الوزارة في لبنان».

ويعقد مجلس النواب جلسة عامة اليوم بدعوة من الرئيس نبيه بري، في قصر الأونيسكو لدراسة اقتراحَي قانونين: الأول يرمي إلى إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة للعام 2021، والثاني إلى استرداد الأموال المنهوبة.

وكان أمس توقف معمل الزهراني الكهربائي بالكامل بسبب نفاد المازوت في حين أن معمل كهرباء دير عمار سوف يُطفأ أيضاً يوم غد الثلاثاء بسبب نفاد الفيول. وكانت شركة كهرباء لبنان طلبت من منشآت الزهراني تزويدها بـ 3 آلاف طن من المازوت لتجنب توقف معمل الزهراني عن إنتاج الكهرباء بعد التأخر في تفريغ حمولة إحدى البواخر في البحر نتيجة وجود خلاف حول المواصفات.

ولاحقاً أعلنت شركة كهرباء لبنان أنه بالرغم من المراسلات القائمة منذ أكثر من عشرة أيام ما بين كل من جانب وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، مؤسسة كهرباء لبنان، الشركة الصانعة «Siemens» وشركة «Bureau Veritas» التي تمّ الطلب بموجبها من الشركة الصانعة «Siemens» أن يتم تزويد شركة «Bureau Veritas» بتوصياتها وبالآلية المعتمدة لديها لتطبيق طريقة الاختبار المذكورة على مادة الغاز أويل، فإن مؤسسة كهرباء لبنان لا تزال بانتظار الرد النهائي من الشركة الصانعة «Siemens» لدارسته وليبنى على الشيء مقتضاه مع جانب وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط.

وعلى خط ملف النازحين، ينعقد في الثلاثين من آذار انطلاقاً من العاصمة البلجيكيّة مؤتمر وزاريّ دوليّ لدعم سورية عبر تقنية الفيديو كول يسعى لجمع مبلغ قدره 10 مليارات دولار لملف النازحين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى