أولى

صابرين دياب

– خلال عشر سنوات الحرب على سورية كانت صابرين دياب تمثل ضمير فلسطين الحي والحاضر منذ اليوم الأول للحرب، فأدركت منذ البداية أن ما عُرف بالربيع العربي هو محاولة لصناعة قضية بديلة لفلسطين تحت شعار الحرية والديمقراطية، حيث تكون النتيجة أخذ البلاد العربيّة نحو الفوضى والفتن الأهلية، وتنبّهت مبكراً الى ان انتقال كرة النار الى سورية تستهدف فلسطين بكسر الظهر العربيّ الوحيد المساند بصدق للقضية الفلسطينية.

– بادرت صابرين لتشكيل اللجنة الشعبية للدفاع عن سورية بالتعاون مع نخبة من الناشطين الفلسطينيين، وأحيوا معاً فعاليات على مساحة فلسطين، فاعتصموا أمام السفارات والقنصليات الأميركية والفرنسية والتركية تحت شعار ارفعوا أيديكم عن سورية، ونظموا العرائض والمحاضرات والملتقيات الجماهيرية يشرحون من خلالها حقيقة ما تتعرّض له سورية، واستضافوا نخباً عربية تساهم في الشرح والإقناع لبلورة رأي عام فلسطيني يقول للسوريين شعباً وقيادة وجيشاً أن فلسطين وفية للأوفياء وتقف مع من وقف معها لإدراكهم أن كلمة فلسطين تعني للسوريين كثيراً.

– كانت صابرين دياب تتصدّر المناسبات التي تنظمها اللجنة حاملة علم سورية وتلوّح بها في ساحات الأقصى، وتحمل صور الرئيس بشار الأسد، وتتعرّض للتوقيف والتحقيق والحجز والتنمر والتنكيل، لكنها صمدت وحافظت على معنويّات عالية لا تهتز، ونجحت اللجنة بالتحوّل الى العنوان الذي يلتحق به الآخرون ممن تورطوا بمواقف عدائيّة من سورية، وصار خطاب اللجنة هو الخطاب السياسيّ الفلسطيني.

– أول أمس كانت صابرين تستعدّ لإحياء تكريم فلسطيني لظاهرة المثقف المقاتل من خلال تنظيم لقاء جماهيري في إحدى قاعات جامعات القدس في ذكرى أربعين المفكرين الراحلين اللواء بهجت سليمان والأستاذ أنيس النقاش اللذين جسّدا مقولة المثقف المقاتل، حين داهم الاحتلال منزلها وتم اقتيادها الى التحقيق ثم ألزمت بالحجز المنزلي بعدما صودر هاتفها وحاسوبها الشخصي وحدّدت لها جلسات تحقيق لاحقة.

-نموذج صابرين دياب التي كانت صديقة لصحيفة البناء وزميلة تكتب على صفحاتها وتزوّدها بالأخبار، هو نموذج لهذا المثقف العضويّ الذي يجسّد بالنضال الميدانيّ الشعبيّ أفكاره ومواقفه ويتحمل تبعاتها، ناذراً نفسه لقضيته الوطنية والقومية، ولعله التزامن الجميل أن يتم توقيف صابرين في يوم استشهاد سناء محيدلي التي قدمت مثالاً وقدوة لشباب وصبايا شعبنا وأمتنا.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى