أولى

الانسحاب من أفغانستان

– أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن قبل نهاية المئة يوم الأولى من ولايته، الخطوة اللاحقة في رسم سياسته الخارجيّة، عبر الإعلان عن العزم على بدء الانسحاب من أفغانستان في أول أيار المقبل، بعدما تمثلت الخطوة الأولى بالإعلان عن أولوية العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

– الانسحاب من أفغانستان يأتي بعد فشل محاولات صياغة تسوية تضمن شرعنة البقاء الجزئيّ للقوات الأميركية، من جهة، والتحقق من صعوبة ربط مستقبل الوجود الأميركي في أفغانستان بمستقبل المواجهة مع الصين وروسيا، بعدما بدا أن التحرك على خط الاستفراد بأطراف المثلث الروسي الصيني الإيراني يصطدم بتفاهمات عميقة بين هذه الأطراف.

– قرار الانسحاب من دون الحصول على ثمن سياسيّ أو عسكريّ يعني بدء مسار سيفرض نفسه على ساحات أخرى، فمن يقرّر الانسحاب من أفغانستان يعلم ان الثلاثي الروسي الصيني الإيراني هو من سيملأ هذا الفراغ.

– مَن يقرّر الانسحاب من افغانستان وفقا لمنهج خياراته الجديدة، سيفكر بالمنهج ذاته في النظر لمستقبل تمركزه في العراق وسورية، على قاعدة مقارنة الكلفة بالعائدات، وسيكتشف أن عائداته ضئيلة ان لم تكن معدومة مقابل كلفة عالية لهذا البقاء. فالأميركي باق فقط لأنه يعتقد أن الانسحاب سيتيح لخصومه ملء الفراغ، وبينما هو يفعل ذلك في افغانستان حيث يتمركز وحيداً، سيجد أسباباً أقوى ليفعل ذلك في العراق وسورية حيث لا يتمركز وحيداً.

– تصاعد أعمال المقاومة في وجه الاحتلال الأميركي في العراق وسورية سيجبره على التفكير بالإنسحاب على روزنامة غير روزنامته، وقريباً.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى