الوطن

50 فلسطينيًا اعتقلوا خلال مواجهات في أحياء المدينة المقدّسة

هنيّة يوجّه رسالة للمقدسيين: لن نترك القدس وحيدة

أصدر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أمس، تعقيباً مهماً على ما بجري من اعتداء من قبل الاحتلال الصهيوني على المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة.

وقال هنية في تصريح صحافي «نتابع باهتمام بالغ ما يجري في مدينة القدس المحتلة من مواجهات عنيفة بين أحرار شعبنا وقوات الاحتلال التي تقوم حاليًا بالاعتداء على المسجد الأقصى المبارك والمعتكفين فيه».

وأضاف هنية: «إن ما يجري في المدينة المقدسة الآن هو تأكيد على عروبة وإسلامية وفلسطينية هذه المدينة، وإنها لا يمكن أن تخضع للاحتلال أو تقبل به وبسياساته الفاشية. فمعركة القدس هي معركة حضارية ومعركة هوية ووجود في هذه المدينة المباركة، وهي معركة إرادة بين شعب تحت الاحتلال وقوة احتلال غاشمة».

وأصيب أكثر من 100 فلسطيني خلال التصدّي لقوات الاحتلال بالقدس المحتلة، بعد إصدار جماعات من المستوطنين الإرهابيين تهديدات باقتحامها هذه الليلة.

وتابع: «إن القدس اليوم وفي الماضي والمستقبل تعبر عن ضمير شعبنا ووجدانه، وبوصلة لأحراره وأحرار أمتنا والعالم، وهي صورة نقية لطبيعة الصراع، وشعبنا سوف ينتصر في هذه الجولة كما انتصر في كل الجولات السابقة، وما حدث في معركة البوابات وغيرها كان صورة واضحة جلية، القدس جزء لا يتجزأ من أرضنا المحتلة، وشعبها ثائر صامد صابر مرابط لديه من القوة ما يحقق إرادته ويمنع الاحتلال من فرض معادلاته».

وقال  «نحن في قلب هذه المواجهة داخل المدينة وخارجها، كما أبناء شعبنا المرابطين، مشاركون وداعمون ومساندون في مختلف المستويات والاتجاهات، ونؤكد أن شعبنا في القدس ليس وحيدًا في معركة الهوية والإرادة، وسنبقى ندافع عن أرضها ومقدساتها وأهلها وتجسيد هويتها العربية والإسلامية التي يحاول الاحتلال طمسها وإنهاءها، ومستعدون لبذل الغالي والنفيس من أجل حريتها وعزة أهلها المرابطين في جنباتها، كما ندعو جماهير شعبنا في كل مكان إلى الوقوف وإسناد أهلنا في القدس في دفاعهم البطولي عن المدينة والمقدسات».

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر عسكرية صهيونية أنه تم اعتقال قرابة 50 شاباً فلسطينياً من مختلف أحياء القدس الشرقية المحتلة بعد أن تصدوا مساء أول أمس وبعد منتصف الليلة الماضية، لعصابات المستوطنين الذين اعتدوا على المقدسيين.

وقالت شرطة الاحتلال في بيان، إن أغلب المعتقلين هم من القدس المحتلة واعتقلوا خلال المواجهات المندلعة في محيط البلدة القديمة، في حين أصيب 20 شرطياً احتلالياً جراء إلقاء الحجارة ونقل عددٌ منهم لتلقي العلاج.

واستمرت المواجهات منذ انتهاء صلاة التراويح حتى ساعات الصباح الأولى في مختلف أحياء المدينة المقدسة، خصوصاً تلك المتاخمة للقدس الغربية كالشيخ جراح والمصرارة والتلة الفرنسية ووادي الجوز.

في حين أفاد الهلال الأحمر أن عدد المصابين الفلسطينيين خلال تلك المواجهات تجاوز 105 مواطنين وصفت جراحهم بالمتوسطة والطفيفة، بينهم نساء وأطفال.

وقالت مصادر محلية إن عشرات المستوطنين ينتشرون خلال الساعة على الشارع رقم 1 وهي الطريق التي تفصل القدس الغربية عن القدس الشرقية ويقومون بإيقاف السيارات المارة من أجل الاعتداء على العرب بعد التأكد من هويتهم في حين لا تقوم شرطة الاحتلال بمنعهم من ذلك.

«لجان المقاومة»:

تعليقاً على ذلك، قال المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين، إن «ثورة أهلنا في القدس الملتهبة تؤكد من جديد ان مرابطينا هم أيقونة الصمود والمقاومة والمدافعون الحقيقيون عن شرف الأمة».

ولفتت لجان المقاومة، إلى أن «نصرة المرابطين في القدس وأمام بوابات الأقصى المبارك من أوجب الواجبات اليوم»، داعيةً الأهالي في الضفة الثائرة واراضينا المحتلة عام الـ48 إلى شد الرحال، أمس، إلى المسجد الأقصى لحمايته من قطعان المستوطنين اليهود وإلى تصعيد العمل المقاوم نصرة لثورة الشعب المرابط في القدس.

واعتبرت اللجان أن هذه الثورة والانتفاضة المباركة تثبت أن «شعبنا الأبي في القدس بات لا يؤمن إلا بالمقاومة والجهاد حلاً وطريقاً واحداً للتمسك بالحق الفلسطيني في القدس»، مشيرةً إلى أن عمليات الاقتحام الصهيونية اليومية في المسجد الأقصى والاعتداءات الارهابية التي تستهدف اهلنا في القدس هي محاولة صهيونية خبيثة لترسيخ واقع التهويد والسيطرة على الأقصى والقدس».

«المجاهدين الفلسطينية»:

من جهتها، قالت حركة المجاهدين الفلسطينية في بيان، «بوركت السواعد المنتفضة في المدينة المقدسة وعلى أعتاب المسجد الأقصى»، داعيةً «لتصاعد هذا الحراك ليصبح طوفاناً هادراً يزلزل أركان هذا الكيان المزعوم».

وأكدت الحركة أن «مخططات الاحتلال ضد المسجد الأقصى والقدس سيكون مصيرها الفشل، والطريق لتثبيت هوية القدس هو عبر المواجهة والمقاومة».

كما دعت، «لأكبر حملة وطنية وعربية وإسلامية تضامناً مع المرابطين في القدس والذين ينوبون عن الأمة بأسرها في التصدي للعدوان الصهيوني بحق مسرى النبي صلى الله عليه وسلم».

كذلك، قالت حركة الأحرار، إن «تصدّي أبناء شعبنا المقدسيين لعربدة الاحتلال وقطعان مستوطنيه عند باب العامود في القدس يؤكد أن إرادة شعبنا أقوى من بطشه وإرهابه وأن خيار المقاومة والمواجهة باقٍ ومتجذر في نفوسهم رغم القمع والاعتقالات التعسفية والإجراءات العنصريّة والإجرامية ضِدهم».

ودعت، «ليشكل غداً (أمس) الجمعة يوم غضب واشتباك موسّع في كافة أحياء وساحات القدس، لنؤكد أن شعبنا لن يستكين ولن يُسلم لمخططات الاحتلال وعدوانه على القدس وأهلها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى