الوطن

دياب: الفساد في لبنان أقوى من الدولة

} علي أحمد*

هو موقف استثنائي أطلقه رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسّان دياب خلال زيارته الاستثنائية في وقت استثنائي لدولة قطر الشقيقة.

زيارةٌ هي الأولى من نوعها أتت في وقتٍ عصيب يمرّ فيه لبنان حيث أصبح قابَ قوسين أو أدنى من لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة الفساد الذي استشرى كالنّار في الهشيم من رأس الدولة إلى أخمص قدميها.

ليس عبثاً أن اختار الرئيس دياب دولة قطر لينقلَ إلى قادتها ما يمرّ به بلدنا من أزماتٍ أودت به إلى شفير الهاوية، مُقترِحاً على أمير قطر ورئيس وزرائها ووزرائها مدّ يد العون والمساعدة لإنقاذ بلده الحبيب من براثن الوحوش التي نهشت لحمه وفتكت بجسده.

كعادتها أبدت دولة قطر أمام ضيفها المُستاءِ جدّاً لما يجري لشعب لبنان استعدادها للمساعدة، وهي التي ساعدته لمرّاتٍ عديدة ووقفت إلى جانبه.

في سياقٍ متّصلٍ بالزيارة شدّد دياب أنّ على المصرف المركزي دعمَ قطاع المحروقات والأدوية والمواد الغذائيّة التي أثقلت بغلائها الفاحشِ كاهل الشعب اللبناني، متمنّياً إصدار البطاقة التمويلية للأسرِ الأشدّ فقراً.

مقابل ما لقيَه دياب من حفاوة وترحيب من قِبَل القطريين، أثنى رئيس حكومة تصريف الأعمال على حسنِ الضيافة والاستقبال، شاكراً وقوفهم إلى جانب بلدنا الذي يرفض رفضاً مطلقاً أن يكون كبشَ محرقةٍ لأحد، متمنّياً على الدول العربية أن تحذُوَ حَذوَ البلد الشقيق قطر.

هذه الزيارة ذات الطابع السياسي أرادها الرئيس دياب أن لا تسجّل في سجّل الإنجازات، بل أن تُترجم إلى مساعدات تجيّر لصالح الشعب اللبناني مباشرة، وهو ما أكد عليه في إطلالته الإعلامية من الأرض القطرية… «المواطن عندي أولاً وأخيراً»، وهو الطابع الذي وسمت به سياسته منذ اليوم الأول، وها هو يختم به تاركاً لمن سيخلفه إرثاً من العمل الوطني البعيد عن المصالح الفئوية التي كانت سبباً في عرقلة مسيرة هذه الحكومة في أكثر من محطة مفصلية.

ورغم كلّ التحديات والضغوطات والمناكفات والمؤامرات التي عصفت بحكومته، لم يألُ الرئيس دياب جهداً في إنجاز الملفات العالقة على طاولة مجلس الوزراء، فكان صدى صوته بالحق يصدح دائماً في أروقة المجلس وكلّ همّه إنقاذ لبنان بمؤسّساته وشعبه من الموت السّريري، إلاّ أنّ بعض المأجورين وضعوا العصيّ في دواليب مسيرته لمنعه من تحقيق أهدافه التي تصبّ في مصلحة لبنان.

قلّما نجدُ رئيس حكومةٍ يملك جرأة وشجاعة ورباطة جأش الرئيس دياب في حمل جعبة هموم لبنان وشعبه إلى دولةٍ قطر من أجل نقله إلى برٍ الأمان.

واختتم دياب زيارته متوجهاً بالشكر لدولة قطر لوقوفها المستمر إلى جانبنا، تاركاً مآسي لبنان في أيدي أمينة علّها تُخلّص لبنان من بين فَكّي الكمّاشة التي حبست أنفاسه.

وفي ختام زيارته، أكد الرّئيس دياب ضرورة تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، داعياً الأفرقاء السياسيين في لبنان إلى نبذ الخلافات والابتعاد عن المناكفات كي تبصرَ الحكومة الإنقاذية النور في القريب العاجل، وتنطلق المعالجات المطلوبة للأزمات المتراكمة والمعقدة…

*مدير موقع صدى فور برس الإخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى