الوطن

«إسرائيل» تريد الضفة من حصتها في أيّ حلّ للدولتين!

} د. وفيق إبراهيم

يهرول الأميركيون نحو حلّ في الشرق الأوسط لدولتين اثنتين واحدة إسرائيلية كبيرة تغطي مساحات ضخمة من فلسطين التاريخيّة يجري منحها لليهود وأخرى فلسطينية تقتصر على غزة وقسم من المدن التي تسيطر عليها مصر.

وهذا يعني إمساك «إسرائيل» اليهود بفلسطين الكبرى والضفة الغربية والشمال، على طول امتداد البحر الأبيض المتوسط، فتشكل «إسرائيل» محوراً واسعاً له حدود مع لبنان والأردن وسورية وجزءاً من مصر ولا تتخلى إلا عن أنحاء فلسطينية لا تجسد اهميات استراتيجية في بلاد الشام، أما البعد الأساسي لهذا المكوّن الإسرائيلي فهو قدرتها على منع الدور الإيراني من أداء أدوار تحالفية مع سورية وحزب الله بإمكانها الربط بين إيران وأجزاء من العراق – المتحالف مع حزب الله وسورية ولبنان المتحالف مع حزب الله وحلفائه في الوجهة الوطنية.

بذلك تحقق «إسرائيل» حتى المتخلية عن غزة دولة قوية تؤدي دوراً أميركياً بارزاً في إبعاد الروس وإيران عن المحور الشرق الأوسطي الذي تسعى اليه، أي الوظائف نفسها الذي كانت تلعبها قبل عدة سنوات.

هذا ما يريده الأميركيون وتتمسك به «إسرائيل» في الحلول المقبلة، فبذلك يلعب الكيان العبريّ باستراتيجيا بلاد الشام وإيران ويسيطر على الغاز والنفط في البحر المتوسط متحالفاً مع اليونان وقبرص واوروبا ومسجلاً إزعاجاً كبيراً لسيطرة روسيا على بيع طاقتها من الغاز في المحور الأوروبي وتركيا.

لـ«إسرائيل» إذاً أدوار عسكرية واخرى ببيع الطاقة يغطيها الجيش الإسرائيلي والإمبريالية الأميركية من جهة ثانية، وتوافق عليها أوروبا من جهة ثالثة، هذا باستثناء المانيا التي تطمح دائماً لعلاقات بشراء الطاقة والتبادل الاقتصادي مع الروسي المجاورين لها.

فهل تخفي هذه الأدوار الإسرائيلية مناحي غامضة يريد الإسرائيليون أيضاً مكافحة توسعية حزب الله وأدواره الأساسية في التحالف مع إيران في وجه الطمع الإسرائيلي مع دعم السياسة السورية في وجه «إسرائيل» ايضاً والأميركيين على السواء.

هناك نقاط مخفية تحتجب خلف السياسات السعودية المصرية لأن هذين البلدين يسعيان لتركيب سياسة أميركية خالصة تقوم على استعداء إيران وعزل سورية ومحاولة القضاء على حزب الله.

أما اللعبة الأساسية لهما فهي في مسعاهما للقضاء على القضية الفلسطينية عبر استحداث سياسات تدعي أنها تمثل السنّة العرب في وجه الشيعة الإيرانيين الصامدين، وهذا خطأ كبير لأن إيران وسورية لا تعملان على تركيب سياسات مذهبية بقدر ما يهمّهما بناء أدوار على مستوى الشرق الاوسط بوسعها مجابهة الأميركيين والعمل على دعم القضية الفلسطينية في وجه التآمر السعودي المصري الأميركي الإسرائيلي الذي يمارس كامل طاقاته للقضاء على أي دور فلسطيني شرق أوسطي يستطيع دعم سورية وإيران في وجه الإصرار الأميركي على تركيب سياسات جديدة تضرب المحور الإيراني السوري الروسي.

غزة، اذاً هي أمام المحاور التي بوسعها الإمساك بالضفة وكامل التشتت الفلسطيني مع قدرتها على عقد تحالفات مع سورية وإيران.

وهذا ما هي فاعلته مع أسبوع تقريباً بإصرارها على نجاح الدور الإيراني في دعم الصمود الأخير لغزة والقطاع وانتزاعها من المحور السوري الإيراني – حزب الله الذي يجابه محاولات أميركية سعودية مصرية إسرائيلية بتأييد من مجموعات أحزاب المستقبل والقوات اللبنانية. إن الساحة اللبنانية تفتح أبوابها تدريجياً لحركة صراعات قوية جداً بين هذين الفريقين اللبنانيين.

ولعل هذا القتال هو الذي يعطل إمكانية بروز صيغة اتفاق داخلي لبناني لا يزال بوسعها حتى الآن السماح بتأسيس حكومة جديدة تنقذ بلاد الأرز من الانهيار الكبير الذي يسرع اليه.

لكن الضغط الأميركي الإسرائيلي على لبنان يحول حتى الآن دون تشكيل هذه الحكومة في حركة لخنق حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يصرّ على حكومة وطنية تقصي على الأقل جماعات جعجع والحريري عن أدوار حكومية بارزة في الداخل قد لا تفعل إلا دعم المحور الأميركي الإسرائيلي السعودي. فهل تنجح السعودية في لبنان؟ لعبتها ذات أساس طائفي ولا قدرة لها على التسلل بأي طريقة ويبدو ان الحل في المنطقة هو حل إقليمي كامل يترقب هوية المنتصر، هل هو حلف سورية وإيران أم السعودية و»إسرائيل»؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى