الوطن

«القومي» أحيا عيد المقاومة والتحرير دعماً لشعبنا في فلسطين باحتفال حاشد في كفركلا الحسنية: عهدُنا لزعيمنا سعاده ولكلّ أبناء أمتنا بأننا لن نستكينَ حتى تحيا سورية ويتحرّر كامل تراب فلسطين

اعتدال صادق

 في مشهد مذهل بديع النظام على شيم والتقاليد العريقة للسوريين القوميين الاجتماعيين، تسنّمت راياتهم العالية زوابع تهلّ نوراً وناراً، تملأ الدروب طوافاً على جبهة التحرير جنوباً، وهم على موعد لمقتضى النصر في ملتقى ما التقت فيه شمس وأرض، بحر وأنهار، وحدة هوية، ملامح سمر، وأسرار وأسارير، وشائج قربى، وشعاع صعد الى السماء في حكاية سرمدية، وذاك وجدي وسناء ومالك، ابتسام وخالد، محمد قناعة وعمار، علي ومريم وزهر ثم نورما، يوم أشعلوها حرباً منذ أعلنها سعاده العظيم «لا هوادة فيها» توقاً إليكم أنتم المقيمين في المقلب الآخر حيث الغضب ساطع، أهلنا المنزرعين في منازلهم كالشجر الذي لا يرحل، في لقاء العين بالعين والدم بالدم وختامها النصر حيث البيارة الخضراء المترامية عند ربى كفركلا / المطلة، على مرمى اليد والقلب رغم ثقل الاحتلال، لنحتفل معاً وبكم بمواسم الانتصارات، هناك صامدون مقاتلون حيث جذور الزمن والأرض والسماء، وكوفية وحجر، والعصر المقاوم الباقي ما بقي رضيع منا، في سبيل حق وحقيقة لن يغيبا بين كرّ وفرّ في منازلة يومية، حيث هدرت الأصوات والخطوات اليوم بوقفة واحدة زلزلت العدو وهزّت ضمير العالم وحفلت بكم كلّ الدنيا ووصل الصوت الصادح إلى أقصى بقاع الأرض في مشهد غير مسبوق، جعلتم من «إسرائيل» كياناً كسيحاً بدأ يدمن زمن الهزائم والنكبات منذ أن دشنت المقاومة عصر التحرير والحضور الخطر للمرابضين في الثغور على أهبة الجهوزية الكاملة وهم على يقين… أوّل الأفعال ذات انتصار غيّر مجرى التاريخ… واندحروا… وصار للأمة عيد، نحتفل اليوم به، نضيء شمعته الواحدة والعشرين متجلّلاً بالصبح عاد ينهمر منك يا دمشق، وفي الهبّة الفلسطينية العظمى في أزيز الصوت الملتهب، بأيقونة الغضب المستفيض من فلسطين – كلّ فلسطين – من أقصاها الى أقصاها انتصاراً لا مكان فيه لـ «نكبة» نرثيها ولا «نكسة» نبكيها ولا ارتكان الى «طريق المساواة الغرارة» بل ولّى زمن الهزائم، ولا حقيقة لقضية فلسطين إلا في حقيقة عقيدة أمة حية وإرادة قومية فاعلة تريد الانتصار، في زمن السقوط والانبطاح لبعض عرب.. وإنما المستقبل لمن حقق تغييراً لقواعد الاشتباك وتوازن الرعب… و»خلى عاليها واطيها»،

فما أروعكم تبتسمون شباناً وشابات.. وما أجملكن وأنتم تلوّحون بقضبات مهابة طائلة ارتجفت لها قبضة القاتل، وأذلّت غطرسته وتركته مصعوقاً على «إجر ونص»… اشعلتموها حرباً يا رؤى وجيل الفجر الصاعد، ما أبهاكم وأنتم تصدقون «الوعد» بالنصر، واننا على وعد بالنصر غدا يُتاح…

أحيا الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، مناسبة 25 أيار، عيد المقاومة والتحرير، وانتصاراً لشعبنا في فلسطين ومقاومته ضدّ الاحتلال الصهيونيّ، بوقفة رمزية في بلدة كفركلا عند بوابة فلسطين المحتلة من جهة لبنان، تحوّلت إلى احتفال حاشد شارك فيه آلاف القوميين والمواطنين الذي غلب عليهم عنصر الشباب والطلبة.

حضر الاحتفال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية وعدد من أعضاء قيادة الحزب، كما حضر أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية – أمين سر حركة فتح في لبنان اللواء فتحي أبو العردات، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في لبنان أبو كفاح غازي، رئيس دائرة حاصبيا مرجعيون في الحزب الديمقراطي اللبناني بسام كزيلا، ممثل وكالة داخلية حاصبيا مرجعيون في الحزب التقدمي الاشتراكي شكيب أبو العز، وعدد من المخاتير والفاعليات.

افتتح النشاط بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني تلاهما النشيد الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي.

مهدي

عرّف الخطباء عضو المجلس الأعلى سماح مهدي الذي قال:

«أيها المنتصرون لفلسطين وبها،

أيها المحتفلون بعيد المقاومة والتحرير لا بذكراه،

فما بين العيد والذكرى بون شاسع. العيد يحتفل به من كان شريكاً في إنجازه، والذكرى لا يتحدث عنها إلا من كان بعيداً لا تربطه بها صلة.

لا نذيع سراً إذا ما قلنا إنه وحتى نهاية القرن الماضي كان شهر أيار نذير شؤم على أمتنا.

ففي الخامس عشر منه كان ما اصطلح على تسميته نكبة فلسطين. وفي السابع عشر منه كان اتفاق الخيانة مع كيان الاحتلال.

لكن مع بداية هذا القرن، وبفضل جهاد كل المقاومين، تحول أيار إلى شهر الانتصارات، بدءاً من 25 أيار 2000، بانتصار لبنان، وصولاً إلى 21 أيار 2021 بانتصار فلسطين.

وتابع مهدي: خط الحدود الوهمي هذا عبره عام 1936 مع فرقة الزوبعة الحمراء أول شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي الرفيق حسين البنا الذي ردّ إلى الأمة وديعتها، فارتقى شهيداً من نابلس – جبل النار وهو يؤدي واجبه القومي في مواجهة قطعان المغتصبين.

وفي شهر تموز الفداء من العام 1986، أسقط الاستشهاديّ الرفيق محمد قناعة تلك الواو الكافرة بين الشام ولبنان، فأتى إلى هنا ليجتاز الحدود الوهميّة ذاتها بين لبنان وفلسطين ولكن بحراً هذه المرة، لينفذ مع رفقاء السلاح عملية نهاريا البطولية.

أضاف مهدي: بين الحزب السوري القومي الاجتماعي وفلسطين حقيقة انتماء وعشق ابتدأت مع تأسيس الحزب ولا تنتهي إلا بفناء الكون.

من هنا، ونحن على بعد ضربة مقلاع من فلسطيننا نصدح بالصوت السوري القومي الاجتماعي

لبيك تراب فلسطينا

من صدر الشام إلى سينا

السعدي

وألقى رئيس جمعية نور الخيرية الشيخ جهاد السعدي كلمة بدأها: أحييكم بالسلام عليكم والتحية السورية القومية: تحيا سورية. وقال: دعوا الشعوب تقول كلمتها وتقوم بواجبها تجاه قضيتهم الأمّ، وما حصل في الأمس على تخوم فلسطين الحبيبة، هو أصدق تعبير عن انفصال الأنظمة عن الشعوب، نعم، إنها الإرادة والنخوة التي جعلت العين تقاوم المخرز، وها هم شبابنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي، يستعدّون للموت على أسوار فلسطين الحبيبة، وقد ظهر ذلك من خلال الشهيد محمد طحان، الذي سطر أروع الملاحم ولقن العدو الصهيوني درساً بالشجاعة والشهامة اللبنانية، فضحّى بمستقبله وأحلامه وشبابه لترتفع راية فلسطين الحبيبة».

أضاف، «ليس من الصدفة أن تشتعل الجبهات تلبية لنداء القدس وفلسطين والمسجد الأقصى فيما قطعان الخنازير ينتهكون كل لحظة وساعة أرضنا، فكان الشباب وحدهم من أغاثوها وكانت أيديهم وحجارتهم وحناجرهم أقوى من طائرات العدو والعرب والمستعربين والمستعمرين والمتآمرين. دفاع الشباب عن القدس يختصر كلّ الأمة فهم يمثلون ضمير المسيحيين والمسلمين أجمعين، إنهم يقاتلون عن جميع المستضعفين ويحركون بوصلة الأهداف ويكتبون التاريخ بالدماء، وصواريخهم أرعبت العالم وأسكتت عنجهية الاحتلال الإسرائيلي وأنزلت خفافيشه وصغاره وجنوده وضباطه إلى الملاجئ حتى باتت كالجحيم».

وتابع، «إن الصواريخ التي أرعبت الصهاينة هي صناعة إيرانيّة شيعيّة وأطلقها فلسطينيون سنة، إنها وحدة حقيقية أرعبت كل المتآمرين».

وقال، «إنّ المقاومة اليوم، وفي مناسبة النصرين: أيار 2000 لبنان، وأيار 2021 فلسطين غزة العزة الهاشمية المحمدية المسيحية، وحدها المقاومة الآن قادرة على ردّ العدوان والتصدي له وإلحاق الهزيمة به ولن ينفع الاحتلال تحالفه مع قوى الشر الأجنبية ولا التطبّع ولا التطبيع مع الخونة العرب المستعربين مهما كانت قوة المال والسلاح ومهما بلغت درجة الانحياز الأعمى لهذا العدو الغاصب».

أضاف، «إن الشهيد قاسم سليماني قدم الكثير لفلسطين من دعم مادي ومعنوي وتدريبي وكرس حياته لفلسطين والقدس، فكل الشكر والتقدير للجمهورية الإسلامية الإيرانية على موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية والقدس والمجاهدين، ونحن ننتظر سماحة الأمين على الدماء لدخول فلسطين والصلاة معه في ساحات المقدس».

ليختم الشيخ السعدي كلمته مستشهداً بكلام الزعيم (أنطون سعاده: «إننا نحب الحياة لأننا نحب الحرية ونحب الموت متى كان الموت طريقاً للحياة»، «(إن فيكم قوة أيها السوريون القوميون) لو فعلت لغيرت وجه التاريخ»، (وأضاف، «إن أزكى) الشهادات هي شهادة الدم التي قدّمها قائد القوميين أنطون سعاده، وأن حقيقة القضية الفلسطينية هي في عقيدة أمة حية فاعلة. وأنتم يا جمهور الحزب السوري القومي الاجتماعي شريكون في النصر، وأول من أطلقتم النار على العدو الصهيوني وسقط لكم الشهداء وأولهم الشهيد حسين البنا عام 1936، وسنة 1985 كانت العملية البطولية التي نفذها الشهيد وجدي الصايغ وزلزل كيان الاحتلال الصهيوني في كفرحونة في جزين، وتلته الاستشهادية القومية البطلة سناء محيدلي في عملية استهدفت أكبر تجمع استخباراتي صهيوني وعملائه وكانت سبباً في اندحار العدو الصهيوني عن أرضنا، والحزب على استعداد لتقديم الشهداء على مذبح فلسطين».

وختم، لا نريد رئيساً لسوريا إلا واحد من ثلاثة: الأسد الأسد الأسد».

أبو كفاح غازي

ثم كلمة تحالف القوى الفلسطينية ألقاها مسؤول الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في لبنان أبو كفاح غازي، استهلّها بتحية الشهداء، شهداء المقاومة، شهداء التحرير، شهداء سيف القدس وقال:

من لبنان إلى فلسطين النصر واحد والهدف واحد هو تحرير الأرض وكنس الاحتلال الصهيونيّ.

ففي لبنان تحقق التحرير، تحقق النصر بفضل سواعد المقاومة وثباتها وإيمانها بأن هذا الكيان الصهيونيّ هو أوهن من بيت العنكبوت، كما وصفها سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله قائد المقاومة، بفضل الشهداء الذين زادوا عن الأرض والوطن، نعم التحرير هو عيد أعياد الأرض وهزم العدوان، وأذلّ جيشاً كان يُقال عنه إنه لا يُقهر…

وتابع قائلاً: بالإرادة والعزيمة والمقاومة تحقق النصر للبنان وجنوبه.. ما يعني أن النصر قادم إن شاء الله لفلسطين، لأنها معركة واحدة ومصير واحد.

وأضاف: من لبنان المقاوم إلى غزة هاشم إلى القدس، إلى اللد والرملة وحيفا ويافا وحي الشيخ جراح وكل مدن وقرى فلسطين… انتصب دم الشهادة والشهداء منارة للقابضين على السلاح في وجه العدوان الصهيونيّ والبوصلة والهدف تحرير فلسطين..

فمن رحم الأرض انطلق الزلزال وعبر الفضاء صوب كلّ مدن وقرى فلسطين لتدكّ المستعمرات والمستوطنات وثكنات الاحتلال الصهيونيّ، فكانت صواريخ المقاومة المباركة من كتائب القسام وسرايا القدس وأبو علي مصطفى وجهاد جبريل وكل الكتائب والسرايا، تنطلق من غزة العزة والشموخ تنتصر للقدس وحي الشيخ جراح، تنتصر لفلسطين الشعب والأرض، متلاحمة مع شعب الجبّارين الذي أعلن قراره وخرجت طلائعه من رحم الأرض لتحوّل القرار الى واقع.

وأردف: إن الانتفاضة المقدسية النابضة لشهقات الأقصى الجريح هي في وجه الاحتلال الصهيوني وفي وجه المتساوين معه أولئك الذين أداروا الظهر للقدس وفلسطين وقدموا صكوك غفران لدولة الاحتلال وسيدهم الأميركي، من خلال ما أسموه التطبيع.

وأشار إلى أن معركة سيف القدس التي انتصر فيها الحق على الباطل، ما هي إلا جولة من جولات وبداية لمرحلة التحرير القادم لفلسطين… هي معركة وحّدت الأمتين العربية والاسلامية وفي المقدمة منها شعبنا في فلسطين الذي كان كالجسد الواحد من غزة الى الضفة الى الاراضي المحتلة عام 1948 الى أهل الشتات والمنافي… فتوحّد شعبنا في الميدان…

وأكد قائلاً: نعم المقاومة وحّدت الشعب، وهذا يوجب على القيادات الفلسطينية توحيد الصف وفق برنامج وطني جامع ومقاوم للاحتلال، فوحدها المقاومة تهزم العدوان وتحرر الأوطان، فبالرصاصة والمدفع والصاروخ وإرادة الشعب يتحقق النصر… مدعمة بصمود محور مقاوم ساند ودعم ووقف الى جانب فلسطين ممثلاً بإيران الإسلام وسورية العروبة ولبنان المقاومة والعراق الثائر واليمن الصامد، فهم شركاء في نصر فلسطين وشعبها ومقاومتها… والنصر الكبير قادم إن شاء الله حيث يتم التحرير لفلسطين كل فلسطين.

وختم كلمته بالقول: تحية لمن نظم هذا المهرجان الكبير نصرة للمقاومة وفلسطين، للحزب السوري القومي الاجتماعي، تحية لسواعد المقاتلين المقاومين في لبنان وفلسطين والرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والفرج القريب للأسرى.

أبو العردات

وألقى أمين سرّ حركة فتح وأمين سر فصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات كلمة فصائل منظمة التحرير فقال:

بدعوةٍ كريمةٍ من الحزب السوري القومي الاجتماعي حزب فلسطين وحزب الأقصى وحزب كنيسة القيامة، نقف اليوم هنا على مشارف فلسطين الحبيبة وعلى مرأى ومسمع من جنود الاحتلال الصهاينة الذين لا يبعدون عنا سوى أمتار عديدة ونحن نتنشق هذا الهواء هواء فلسطين، هذا الهواء هو هواء المقاومة، هذا الهواء هواء فلسطين، هو هواء الثوار والأحرار والمناضلين والمجاهدين.

نعم أيّها الأخوة والأخوات منذ البداية قال الزعيم سعاده قال إنّ المعركة ليست معركة حدود إنما معركة وجود، وفعلاً اليوم هذه الحدود ستزال قريباً بفعل المقاومة وبفعل وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل وفي غزّة العزّة وفي الضفة الغربية وفي جبل النار وفي مناطق الاحتلال عام 1948 نعم عندما توحد النضال.

وفي أدبياتنا نحن في حركة فتح كنا نقول دائماً الأرض للسواعد التي تحرّرها واللقاء الحقيقي هو الذي يكون فوق أرض المعركة. نعم الوحدة اليوم صلبة وراسخة لأنها قائمة على أساس المقاومة والنضال والجهاد ضد هذا الاحتلال المدعوم من الإدارة الأميركيّة.

نعم أيها الأخوة اليوم هناك انتصار بفعل دماء الشهداء هناك انتصار وإنجاز في فلسطين يجب أن نحافظ عليه، لذلك أريد من هنا من الحدود وبوجود كل هؤلاء الاخوة وهذه الرايات التي سنرفعها بإذن الله في القدس الشريف عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة والقدس أقرب، أناشد أخواننا في فلسطين أن يبقوا على هذه الوحدة فالمعركة لم تنته، نحن ربحنا جولة في حرب كبيرة مستمرة منذ عام 1948 لكن هذه المعركة لا زالت مستمرة. وقف إطلاق النار في غزة، لكن هجمات المستوطنين ما زالت قائمة. اليوم قطعان المستوطنين لا زالت تصرّ على أن تدنس المسجد الأقصى وكذلك كنيسة القيامة، لذلك الصراع قائم مع الاحتلال طالما هو موجود والحياة وقفة عز فقط. هذه الرايات سيرفعها شبل من فلسطين ومن الحزب القوميّ ومن أبطال المقاومة الوطنية والإسلامية سيرفعونها فوق أسوار القدس، كما قال الشهيد أبو عمار وفوق كنائس القدس وفوق مساجد القدس. هذا وعد الله، وهذه حتمية تايخية أريد أن أعاهدكم وأعاهد الشهداء باسم كل المناضلين باسم كل الشهداء باسم الشهيد محمد طحان الذي ارتقى قبل أيام هنا على الشريط الحدوديّ وتعازينا لهذه العائلة ووالده الذي قال لي بأن لديه ثلاثة أبناء وسيقدّمهم لأجل فلسطين. التحية تحية له ولوالده ولهذه العائلة المناضلة. تحية لكم أيها الأوفياء لفلسطين في الحزب السوري القومي الاجتماعي كنتم مع فلسطين ولا زلتم مع فلسطين ولم تبدّلوا تبديلاً. التحية لكل الشهداء، التحية للوحدة الوطنية. التحية لصمود أهلنا في فلسطين، والتحية لصمود أهلنا في الجولان العربي السوري، التحية لأهلنا على الحدود اللبنانية الفلسطينية التحية للأسرى والمعتقلين وإننا لعائدون.

الحسنية

وألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية كلمة جاء فيها: «القوةُ هي القولُ الفصلُ في إثباتِ الحقِّ القوميِّ أو إنكارِه». نستحضرُ هذا القولَ ونحن نحتفلُ في عيد المقاومة والتحرير وانتصار المقاومة في فلسطين على العدوّ الصهيوني الذي شنّ عدواناً واسعاً فقتل أطفالنا ونساءَنا وشيوخَنا ودمّر المباني والأبراج والبنى التحتيّة، لكنه لم يستطع النيلَ من إرادة الصمود والمقاومة.

القوةُ هي اللغة الوحيدة التي يفهمُها عدوّنا، وفعلُ القوة كان على بُعد أمتار من هنا، حين أنهت المقاومة عصر «الميركافا». وهنا عند بوابة فاطمة تقهقرَ الاحتلالُ واندحرَ منكسراً ومهزوماً.

هنا على أرضِ جنوبِ لبنان انتهتْ أسطورةُ الجيش الذي لا يُقهَر، فخرجَ جنودُ الاحتلال من هذه الأرض الى المصحّات العقلية، أما المقاومون الأبطالُ فرسموا صورة العز لأمّة ظنّ أعداؤها أنها اندثرت.

في هذا اليوم، نستذكرُ المقاومين والشهداء الذين بذلوا الدماء وقدّموا التضحيات بمواجهة الخطر اليهودي، خطرٌ حذّر منه مؤسسُ حزبنا أنطون سعاده، معلناً أنه لن يكونَ محصوراً في فلسطين بل سوف يهدّد لبنان كما الشام والأردن والعراق وكل كيانات الأمة، ومؤكداً أن إنقاذ فلسطين هو شأنٌ قوميٌّ يعني جميعَ الكيانات السورية المحيطة بفلسطين.

نعم، إن احتلالَ فلسطين شكّل خطراً على لبنان. فالعدو الذي اغتصبَ فلسطين، اتخذ منها منصّة عدوانٍ على لبنان، فنفذ اجتياحاً واسعاً وصلَ إلى العاصمة بيروت، وشنّ حروباً عدوانيّة متواصلة، نتجَ عنها تدميرُ البنى التحتية والمؤسسات وآلاف الشهداء والجرحى والمفقودين. وهذا العدوّ لا يزال يحتلّ أجزاءً من أرض لبنان. وهذه الأرض يجبُ أن تتحرّر وهي لن تتحرر. إلا بالمقاومة.

ولبعض مَن في الداخل الذين يراهنون على القرارات الدوليّة لاستعادة الأرض، فنقول: هذه رهانات لا جدوى منها. إن رهاننا الوحيدَ هو على المقاومة، ولا سبيلَ للتحرير الكامل والناجز إلا بالمقاومة.

ونقولُ أكثر من ذلك، إنّ معركةَ الدفاعِ عن لبنان، هي ذاتُها معركةُ تحرير فلسطين كل فلسطين.

إنّ ما أُنجزَ من تحرير حتى الآن كان ثمرة نضال وجهاد، ومقاومة، وسواعد أبطال واستشهاديين بذلوا دماءهم الزكيّة لطرد الاحتلال، فتحيّة إلى سناء محيدلي ووجدي الصايغ وأحمد قصير وبلال فحص وكل الشهداء والاستشهاديين الذين رسموا الخيطَ البيانيَّ لإنجاز التحرير وتحقيق الانتصار.

التحريرُ صنعه رجالُ ونساءُ أبناء هذه القرى الذين صمدوا وصبروا وجاهدوا وانتصروا.

وصون إنجاز التحرير بالحفاظ على ثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة تاجاً مرصّعاً على جبين لبنان. فلترسَّخ هذه الثلاثية ونحصنها بوجه كل المحاولات التي تستهدفها.

وصون إنجاز التحرير بالحفاظ على المقاومة وسلاحها، قوة رادعة تحمي لبنان من الخطر الصهيوني. لذلك نوجّه رسالتنا من أرض الجنوبِ الى مَن يراهن على نزع سلاح المقاومة، ونقول: هذا سلاح التحرير، سلاح العزة والكرامة سنحميه برموشِ العيون وسنقطعُ اليدَ التي تمتدّ اليه.

وأضاف رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي: الحرب على لبنان لم تنته بعد، ومخطط تهويد القدس وكل فلسطين لم يتوقف بعد، واستهداف الشام ما زال قائماً، فها هو المحور المعادي يشنّ علينا حرباً من نوع آخر عبر الحصار الاقتصاديّ والماليّ وضرب البنى الاجتماعيّة وهي حربٌ أشدّ فتكاً من الحرب العسكريّة لتداخل عواملها الداخليّة والإقليميّة والدوليّة.

هي حربٌ تهدفُ الى وضعنا أمام خيارين، إما الجوع واما الاستسلام، إما رغيفِ الخبز وإما الكرامة. ولذلك، فإن خيارنا وقرارنا، بأننا لن نجوع ولن نستسلم، ونعرف كيف نؤمن رغيف الخبز ونصون الكرامة.

نحن أهلُ وقفات عزّ لم نتخلَّ عن حقنا وكرامتنا لننقذَ جسداً بالياً، وكما انتصرنا في حربنا العسكريّة سننتصرُ مجدداً في مواجهة كل الحروب الاقتصادية. وإننا في هذا الصدد، نؤكد على وجوب تبني مبادرة حزبنا لقيام مجلس تعاون مشرقيّ، للتآزر والتعاون والتساند الاقتصادي بما يعزّز دورة الحياة الاقتصادية بين كيانات الأمة ويكسرُ الحصارَ المستهدِفَ كياناتنا.

وعلى المسؤولين في لبنان الإسراعُ بتشكيل حكومة لبنانية جامعة تواجه التحديات الاقتصادية وقادرة على اتخاذ قرارات إنقاذيّة مصيرية لإخراج لبنان من أزماته، حكومة تحمي منجزات المقاومة وثروات لبنان النفطيّة (ذهب لبنان الأسود).

وتابع الحسنية: أما الحرب الارهابية الكونية على سورية، فلأن سورية هي حاضنة المقاومة، ولذلك استهدفت بمخطط التفتيت والتقسيم لإضعافها وتحويلها الى كياناتٍ مذهبية تحكمها قبائل التخلّف والجهل بإشرافٍ أميركيّ يسرقُ ثروات البلد ويفرضُ عليها قوانينَ أحادية الجانب لتجويعِ أهلها وانهيار مؤسساتها.

ولكن رغم كل ما تعرّضت له الشام، إلا أنّها خرجت منتصرةً بقوة جيشها وصمود شعبها ودعم حلفائها، وهي ستنتصرُ في مواجهة الحرب الاقتصاديّة كما انتصرت على الإرهاب ورعاته في ميادين القتال.

ها هي الشام تنظّمُ هذا الأسبوعَ انتخابات رئاسيّة جديدة أظهر الإقبالُ عليها من الخارجِ، دعماً واضحاً لنهج الرئيس الدكتور بشار الأسد، المقاوم للاحتلال والإرهاب والمثابر على بناء ما هدمتْه الحربُ الكونيّةُ بشراً وحجراً ومؤسسات ومحو آثار كل الهجمة التي استهدفتها.

اللافت أن بعض العملاء الصغار في لبنان قطعوا الطرقات على الناخبين السوريين ومارسوا ضدهم اعتداءات عنصرية، واستعادوا لغة الكانتونات المغلقة التي كلّفت لبنانَ الكثير، لذا، على الدولة اللبنانية اعتقالُ قطاعِ الطرق وزجّهم في السجون، ومنعهم من تسميمِ العلاقات مع دولة يجمعها بلبنان علاقة أخوة وتعاون وتنسيق.

  وقال: منذ دخلَ الاحتلالُ الى فلسطين في عشرينياتِ القرن الماضي اشتعلتْ نار الثورة، ومنذ ذاك الوقت لم تهدأ ولن تهدأ قبل تحريرِ آخر حبّة ترابٍ من فلسطين، كل فلسطين.

 ومارس اليهودُ كلَّ أنواع التعسّفِ والقتلِ والاعتقالِ والهدمِ والتنكيلِ والاغتصابِ، ونارُ الثورة ما انطفأت. وبعد كل جولة كان العدوّ يُجرّ أذيال الخيبة والانكسار، حتى بدّلنا المعادلة من عدو يريد أن يقتلع الفلسطينيَّ من أرضِه الى معادلةٍ سنقتلعُ اليهود من أرضنا ونعيدُهم الى ديار شتاتِهم التي جاءوا منها.

وبانتفاضة شعبنا التي انطلقت من حيّ الشيخ جراح وباب العامود وعمّت كل فلسطين وبالصمود والمقاومة تحوّل الاحتلال من عدو منتشٍ بغطرسته وعدوانه، إلى عدوّ يستجدي وقفَ النار.

ومن عدوٍّ كان يحقّق المكاسبَ الى عدوّ لم يستطع أن يُنجزَ أي مكسب.

إن صواريخَ غزة جعلت الصهاينة ينامون في الأقبية تحت الأرض وأقفلت مطارات العدو ومؤسساته وأرعبت جنودَه ليتبين فعلاً أن هذا العدو أوهنُ من بيت العنكبوت.

يا رفقاءَ العز

في عيد المقاومة والتحرير نعاهد الشهداء أننا سنبقى أوفياء لدمائهم ببذل المزيد من التضحيات وأن الحزب كما كان سابقاً صانعاً للمقاومة من الرفيق الشهيد حسين البنا الى بطل رصيف الويمبي الشهيد خالد علوان سيبقى ولادًاً للأبطال والمقاومين.

عهدنا لكم.. لكل أبناء أمتنا، لزعيمنا سعاده، بأننا لن نستكينَ حتى تحيا سورية ويتحرّر كامل تراب فلسطين.

بعد الكلمات أطلق أشبال الحزب بالونات بألوان علم فلسطين حملت رسائل إلى أهلنا المرابطين داخل فلسطين المحتلة

تغطية وتصوير: أحمد موسى ومخايل شريقي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى