الوطن

الانتخابات الرئاسية في سورية تأكيد حريّة واستقلاليّة القرار السوري و«البناء» تستطلع آراء الوفود المواكبة للعمليّة الانتخابيّة الأسد من دوما: ما جرى في سورية ليس حرباً أهليّة والحراك الشعبيّ كافٍ للردّ على الدول الغربية

} سماهر الخطيب

أظهر الشعب السوري أمس، قوة إيمانه وارتباطه بدولته ومؤسساتها والتي بدأت منذ الصباح الباكر بفتح صناديق الاقتراع معلنة بدء العمليّة الانتخابية. ومن دون أن يعير هذا الشعب المقاوم والصابر والمنتصر أية أهمية لما يدور خلفه من خزعبلات نادت بها بعض الدول بل تركها تذهب هباءً منثوراً بعد أن كشف زيف قائلها وسقط القناع عن مروّجها، لينثر الشعب السوري عوضاً عنها الفرح وأهازيج النصر.

ومع تحليق طائر العقاب السوري عالياً اليوم حاملاً العلم السوري بألوانه الدالة على وحدة تاريخ هذه الأرض وبتأكيد على استمرارية وحدتها عزف الشعب السوري بإرادة حرة على قيثارة الحياة، مفرغاً تلك الإرادة في صناديق الاقتراع، عاكساً صورة تجلت للقاصي والداني بأن السوريين اليوم يقولون كلمتهم ويمارسون حقهم الدستوري وواجبهم الوطني بإرادة حيّة وغاية أدركتها الوسيلة السورية بمصلحة تعلو كل المصالح الفرديّة وكلمة فصل تفصل كل المفردات الفئوية وترميها في بحور الأوهام الغربيّة الساعية منذ سنوات لبسط سيطرتها على سورية.

إنما إرادة الشعب اليوم قالت كلمتها وانتفضت لسيادتها وانتصرت لحريتها ولخصت حرب عشر سنوات بنصر تعلو فيه مصلحة سورية فوق كل المصالح وتنتهي عند سورية كل غاية.. وكان نصرها بسيادتها واستقلالها وحريتها وإعلاء كلمتها على العالم أجمع، ليخضرّ ربيعها وتبرعم أيامها وتجني ثمار ما زرعت من تجلّد وصبر بفرج النصر والحق المبين، فالحياة وقفة عزٍّ فقط وأبناؤها أثبتوا أنّ لهم في العزّ وقفات وأنهم للحياة أبناء.. نعم، إنها سورية عروس التاريخ وأيقونة الجغرافيا وهي محميّة بقدرة إلهية تجسّدت بثالوث الشعب والجيش والقيادة.

الأسد وعقيلته يقترعان في دوما

وقد أدلى الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء وكما يُسميها أبناء سورية بـ»سيدة الياسمين» بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية في مدينة دوما في الغوطة الشرقيّة ليختلط الياسمين بنقائه مع عذوبة الغوطة وخصوبتها التي أثمرت أبناء لم تساوم على الأرض ولم ترضخ للاحتلال التكفيريّ الإرهابيّ بل كانت مع جيشها وقائدها ودولتها صفاً واحداً كالبنيان المرصوص وهي اليوم تترجم هذه الإرادة إلى نصر كان عليها مكتوباً وفي اختيار الرئيس الأسد لاقتراعه في صناديق دوما رسالة أكدت وحدة سورية بشعبها وجيشها ومؤسساتها. وهنأ الأسد عقب الإدلاء بصوته أهالي دوما على التحرّر من الإرهاب، والعودة إلى حضن الوطن.

وقال الرئيس السوري إنّ «الإرهابيين حاولوا من خلال احتلال دوما تشويه صورتها، لكن معظم أهلها كانوا يتواصلون مع الدولة»، مضيفاً «هناك من أهالي دوما والغوطة من قاتل مع الجيش السوري، وقدّم شهداء في الجيش والقوات الرديفة».

وأكّد الرئيس الأسد أن «زيارة دوما والانتخاب فيها تأكيدٌ على أن سورية ليست منطقة ضد منطقة، أو طائفة ضد طائفة»، وتابع موضحاً أن «الاستحقاق ورد الفعل الشعبي تأكيدٌ على أن قرار المواطن السوري حرٌ ومستقل».

وفي ما يتعلّق بالتعليقات الغربية على الانتخابات الرئاسية السورية، ردّ الأسد بالقول إن «الحراك الشعبي خلال الانتخابات كان كافياً للرد على تصريحات الدول الغربية بشأنها»، مشدّداً على أن «ما جرى في سورية ليس حرباً أهلية كما ادّعى الغرب».

 سيد أحمد: سورية كانت تدافع عن شرف وكرامة الأمة والشعب السوري أبهر العالم أجمع

وأجرت جريدة «البناء» بعض اللقاءات مع الوفود المواكبة للعملية الانتخابية لاستطلاع آرائهم حول سير هذه العملية ومن بين هذه اللقاءات كانت مع الوفود المصرية والعراقية.

وفي هذا السياق اعتبر الوفد المصريّ أنّ «الانتخابات العربية السورية وهذا الاستحقاق الدستوري يأتي الآن في مرحلة مفصلية من عمر الحرب الكونية على سورية»، وأوضح الدكتور محمد سيد أحمد قائلاً: «طبعاً كانت كل قوى العدوان تعوّل تعويلاً كبيراً على ألا تتم هذه الانتخابات قاموا بالتشكيك بالانتخابات قبل أن تتم لكن بالفعل الجمهورية العربية السورية كانت على موعد مع هذا الاستحقاق، كانت على موعد مع أن يتم هذا الاستحقاق في تاريخه المحدّد وفقاً للدستور وبالتالي صدمت كل قوى العدوان حين أعلنت سورية عن موعد الانتخابات»، متابعاً بالقول: «في أعقاب هذا كانت كل المحاولات لمنع الجماهير العربية السورية من الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الخارج ومَن سمح لهم بالذهاب لصناديق الاقتراع قدموا نموذجاً كيف يمكن أن يبهر شعب العالم أجمع فتوافدوا بالآلاف إلى سفارة بلادهم وبالفعل من التصويت والأداء كانت الصورة مبهرة».

 وأضاف سيد أحمد: «أعتقد أنهم أكدوا فيها أن سورية ليست وطناً يعيشون فيه هي وطن يعيش فيهم وبالتالي قدموا نموذجاً رائعاً واليوم وبعد ما يقرب ستة أيام للجولة الأولى من الاستحقاق الانتخابي الذي عقدت الخميس الماضي اليوم يبهر أيضاً سوريو الداخل كل العالم عبر التوافد إلى صناديق الاقتراع في وقت مبكر منذ الخامسة صباحاً بدأت الوفود قبل أن يبدأ الاستحقاق بساعتين تابعنا عبر المرور على الكثير من اللجان الانتخابية وكذلك عبر شاشات القنوات الفضائيّة أعتقد الصورة أصدق إنباء من الكتب. يعني بالفعل الصورة كانت واضحة أجواء احتفالية وليست أجواء انتخابية، وكل السوريين كانوا يحتفلون بالنصر».

ونوّه إلى أنها كانت «صفعة على وجه كل قوى العدوان وتؤكد مشروعية الدولة السورية ومشروعية السلطة السياسية في سورية. والشعب العربي السوري، وفقاً لكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية أدّى دوره الدستوري على أكمل وجه بالفعل. الشعب العربي السوري هو صاحب الكلمة العليا وهو الذي يقول ويقرر المشروعية من عدم المشروعية، وبالتالي هو الذي أعطى هذه المشروعية ومن حقه فقط أن يقرّر من يحكمه»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن لأحد أن يفتح فمه في ما يتعلق بالإجراءات لإنها إجراءات ديمقراطية شفافة».

وأكد سيد أحمد أنّ «هذه هي ديمقراطية الجمهورية العربية السورية في مواجهة ديكتاتورية وبلطجة كثير من المجتمعات الغربية وقوى العدوان على سورية وبلطجة أيضاً من المجتمع الدولي الذي يكيل بأكثر من مكيال والذي لم يكن ليعترف بهذه الانتخابات»، موضحاً أنّ «الآن المشروعية مشروعية الشعب العربي السوري الذي منحها ويمنحها لقائده الجديد في المرحلة المقبلة».

وأضاف: «نعلم جيداً أن الشعب العربي السوري في استحقاق عام 2014 بعد إجراء الاستحقاق الدستوري بدأت سورية مرحلة جديدة وهي مرحلة تجفيف منابع الإرهاب على الأرض العربية السورية، حيث انطلقت مرحلة تحرير التراب العربي السوري المدنّس من الجماعات التكفيرية الإرهابية»، منوهاً إلى عنوان المرحلة الجديدة بالقول: «بعد انتخابات 2021 أعتقد أنها ستبدأ مرحلة جديدة أيضاً هذه المرحلة لتجفيف ما تبقى من الجماعات التكفيرية الإرهابية والقوات الأميركية والتركية التي تقبع على مساحة صغيرة من الأرض العربية السورية الآن وأيضاً ستبدأ عملية إعادة الإعمار وإعادة بناء سورية الجديدة»، مشيراً إلى أنها «هذه هي الرسالة الحقيقية التي تعطيها لنا صورة هذا الاستحقاق الدستوري الهام جداً في عمر سورية. فسورية عبر العشر سنوات الماضية لم تكن تدافع عن شرف وكرامة سورية فقط ولا عن ترابها الوطني فقط ولا عن استقلالها الوطني فقط، ولكن كانت تدافع عن شرف وكرامة الأمة العربية وتدفع عن شرف الأمة العربية كل الشرور من قبل قوى العدوان التي تكالبت على الأمة العربية».

العبودي: هناك إرادة عند الشعب السوريّ لانتخاب الدولة والنظام
بدل الفوضى

بدوره، قال رئيس لجنة الاتصالات والإعلام في مجلس النواب العراقي الدكتور نعيم العبودي «زرنا كوفد عراقي الجمهورية العربية السورية بدعوة كريمة من الجانب السوري لمراقبة الانتخابات التي تجري واطلعنا على بعض مراكز الاقتراع»، مشيراً إلى أن «الوفد قبل أن يزور مراكز الاقتراع بعد بعيداً عن البروتوكول وتجول في شوارع دمشق»، قائلاً: «شاهدنا الناس وكان الانطباع واضحاً جداً. كانت هناك إرادة عند الشعب السوري للانتخابات وهذا مؤشر إيجابي». ونوّه العبودي إلى أنّ «اللافت للنظر بأن الشعب السوري كان واضحاً جداً وكان هناك مشتركاً بين أغلب العينات التي التقينا بها من الناس والجماهير بأنهم يريدون انتخاب الدولة يريدون انتخاب النظام بدل الفوضى».

وتابع النائب العراقي بالقول: «أعتقد هذه الخطوة هي خطوة إيجابيّة وتنم عن وعي ووعي تاريخي ووعي حضاري ووعي سياسي لما تجري فيه الأمور، لأن الاختلافات وحتى من يريد التغيير فإنه يفترض أن يكون وفق السياقات القانونية والدستورية وعن طريق صناديق الاقتراع».

وأكد العبودي لـ»البناء»، أن «هناك إرادة حقيقية لدى الناخب السوري في الانتخاب. وهذا مؤشر إيجابي بغض النظر عن مَن ينتخب هذا المؤشر مؤشر إيجابي يدلّ ويعكس الشخصية السورية الحاضرة في قضاياها. والشعب العراقي كان ومازال شعباً وحكومة وبرلماناً مؤازراً ومسانداً لخيارات الشعب السوري نتمنى له كل الموفقية».

عبد الأمير العبودي: الانتخابات السوريّة هي الشريط الذي يختم كلّ المجريات العنفيّة

فيما أشار مدير قناة «آي نيوز» العراقية عبد الأمير العبودي وهو عضو ضمن الوفد الإعلامي العراقي المواكب للعملية الانتخابية السورية بأنه «لا يخفى أن الانتخابات السورية شكلت انعطافة كبيرة. نحن باعتقادنا هي ممكن أن تكون الشريط الذي يختم على كل المجريات العنفية التي بدأت طلائعها منذ بداية 2011».

وأكد أن «الانتخابات رغم كل ما يثار عليها وعنها من قبل الأوروبيين والغربيين وحتى المناوئين والعرب المطبّعين وغيرهم إلا أنها أثبتت بما لا يضع مكاناً للشك، وأنا هنا حاضر بين الناس، أن هذا الاستنفار الشعبي الكبير دليل قاطع على أن الناس تنقسم إلى نصفين لا أتردد في قول ذلك ممن يصوت لصالح ربما الرئيس بشار الأسد وينقسم على قسمين»، موضحاً أن «القسم الأول من يؤمن بحبه الحقيقي وإيمانه المطلق بقدرة الرئيس الأسد على إدارة البلاد وهو يرى أن السبع سنوات المقبلة يستحق أن يكون رئيساً وفق ما تقدّم حتى أن القسم الثاني من الناس الذين سيصوتون ربما دون حب كبير للرئيس الأسد لكن لقناعتهم بأنه ضرورة تاريخية وضرورة لاستكمال مشروع التخلص من كل حالات الوجع التي مرت خلال السنوات الماضية».

وأشار عبد الأمير إلى أن «الوفد لاحظ أشياء كثيرة أن الناس حقيقة ملهوفة إلى التصويت تتدافع بمناكيبها أن تصل إلى الصناديق، وتزعل الناس إذا ما قُدمت أو أُخّرت، يعني قُدّم غيرها وأُخِرت، وتثور الناس إذا قيل لهم انتظروا بعد فترة»، منوّهاً إلى أنّ «درجة الحرارة عالية جداً في الشام وهم يشتكون من درجة الحرارة بشكل سابق على اعتبار أننا في الشهر الخامس من السنة يمكن أن يكون الجو فيه لا يرقى إلى هذا المستوى من الحرارة، لكن الناس حقيقة تقف طوابير تحت الشمس لتصوّت».

وأوضح مدير قناة «آي نيوز» العراقية أنّ «الوضعية تحتاج إلى دراسة أكبر لأننا نؤمن أن المعركة معركة محاور والناس مؤمنة بذلك وتعتقد أن الأسد هو الشخصية والدولة المتممة من جهة الشخصية على أن القيادات هنا مهمة تبدأ من الشرق وصولاً إلى بغداد وصولاً إلى الشام مروراً ببيروت وعلى مستوى الدولة على مستوى سورية والعراق ولبنان والجمهورية الإسلامية في إيران»، لافتاً إلى أنه «شاهد الكثير من الذين يراقبون من دول العالم حتى من تلك الدول التي قيل عنها بأنها ترى أن هذه الدول التي جاءت لتراقب هي دول مارقة»، قائلاً: «شاهدت مراقبين من إسبانيا ومراقبين من إيطاليا ومراقبين من فرنسا ومراقبين من دول كثيرة تحدّثوا بسوء عن نيّات قادتهم، وقالوا بأن المؤامرة لديهم تتجذّر كل فترة لإيقاع الشرق الأوسط ببحر من الدم. القنطرة والجسر الحقيقي للوصول إلى المرفأ الآمن يبدو في انتخاب رئاسة حقيقية وصادقة وأمينة كما يراها الشعب السوري».

محمد الحمد: السوريون جدّدوا التمسك بثوابتهم ومبادئهم وأكدوا أنهم سيبقون مقاومين
ضدّ العدو الصهيوني

من جهته قال محمد الحمد مدير قناة آفاق العراقيّة ونائب رئيس اتحاد الإذاعات العراقية كعضو في الوفد العراقي، «من خلال تجوالنا في العاصمة السورية دمشق قبل يوم الانتخابات وكذلك اليوم رأيت شعباً متحدياً حقيقة، شعباً حارب وقاوم الإرهاب الذي دعمته الدول العظمى في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وكذلك أدواتها في المنطقة»، مضيفاً «رأيت شعباً تعرّض إلى أفعال إرهابية كبيرة حتى من أشقائه وجيرانه وقف هذا الشعب متحدياً آلة الإرهاب وآلة القتل والدمار متمسكاً بثوابته بمحور المقاومة بمعزل عن خياراته بشأن حكومته أو نظامه»، موضحاً بأن «الصوت المقابل والآخر كان في مقدّمته صوت الإرهاب صوت جبهة النصرة وداعش حتى وإن كان يحمل بين طياته أصوات سورية حرّة لكنها للأسف انطمست وسط هذا الإرهاب ربما في حالة مقاربة لما يحصل حتى في بلدي».

وأوضح الحمد أنه «حتى وإن كانت هناك أصوات حرة مظلومة تطالب بالحرية أو تطالب بتحسين الوضع للأفضل، لكن تأبى الدول العظمى أو حتى الدول المرتبطة بها أن تأخذ هذا المسار الديمقراطي أو هذا المسار المطلبي طريقه إلى بر الأمان وإنما يحاولون الدخول على هذا الطريق لحرفه عن مساره ليكون أداة مستقبليّة ويكون قريباً من الكيان الصهيوني وتوجهاته ويطبع معه»، منوّهاً إلى ما «صرّح به إيهود أولمرت قبل مدة قصيرة عندما طرح أنه كان مطروحاً أمام النظام السوري أن يطبّع مع الكيان وربما تكون حينها المنطقة السورية مستقرة».

وأكد مدير قناة آفاق العراقية، «رأيت الشعب السوري بأعداد كبيرة وغفيرة اليوم وهو يقبل على صناديق الاقتراع بين محب لاستمرار الحكومة الحالية والنظام الحالي بقيادته الحالية وبين حقيقة من ذاق الأمرّين وكان في محل اختيار في الوقت ذاته، عندما رأى الإرهاب وعاش معاناة الإرهاب وبين قيادته الأساسية التي يقول طبعاً الكثير من السوريين أنها وقفت معنا في مواجهة الإرهاب ولم ترحل رغم سقوط العديد من المدن السورية سواء بيد الجيش المدعوم تركياً وحتى بيد الفصائل المسلحة الإرهابية كداعش وجبهة النصرة».

وأوضح بأن المشهد عبّر عن «ثبات حقيقة، وهناك من قدّم الثوابت والمبادئ باعتبار أنه فضل أن يبقى تحت هذا الضغط الكبير لكن أن لا يفرط السوريون بثوابتهم ومبادئهم بخصوص التمسك بمحور المقاومة وأن يبقى الكيان الصهيونيّ هو العدو الأساس والأول».

ونوّه إلى أنه «رغم كل المآسي التي عانى منها الشعب السوري جراء الحرب الكونية التي كانت عليه وحتى الآن من الأمور الاقتصادية الضاغطة إلا أن السوريين يفضلون التمسك بثوابتهم ومبادئهم ويحافظون على هذا المحور الذين قالوا حتى وإن لم يقف معنا أحد، لكننا سنبقى مقاومين وعدونا الأكبر هو الكيان الصهيوني، فكيف ومحور المقاومة هو المحور الوحيد الذي وقف وقدّم الدماء في سبيل أن يبقى السوري في بلده ويحيي حضارته ومتمسكاً بقيمه ومبادئه أمام الأميركي ومشاريعه الصهيونية وعبر أدواته وللأسف البعض منها خليجية وتركية أيضاً في منطقتنا وفي سورية تحديداً».

وأضاف الحمد بأن «هذا باختصار عن الحالة السورية التي رأيتها قبل يوم من بدأ الانتخاب واليوم الأعداد الغفيرة التي حضرت إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرةة ومشاهدات التلفزة وكذلك تجوالنا في العاصمة دمشق والحضور الكبير للشعب السوري يؤكد أن هذا الشعب يأمل بمستقبل ينسجم مع هذا التحدّي وينسجم مع ما قدمه الشعب السوري من دماء ومن صبر»، مشيراً إلى أنه بالتأكيد رأى أن «المستقبل سيكون بلا تفريط للثوابت رغم أن مستقبل المنطقة يشوبه الحذر نعم سوف نشهد هدوءاً معيناً، لكنه حر جداً باعتبار أن العدو لديه مخططاته ومشاريعه وبما يخصّ سورية هناك مَن حرّك أدواته ليستميل سورية للابتعاد ربما شيئاً فشيئاً عن محور المقاومة وعن مبادئ المقاومة، لكن الشعب السوري بوقفته اليوم قطع جميع الطرق أمام أميركا وأدواتها لذلك هي شرعت إلى منع السوريين من الإدلاء بأصواتهم في أميركا. وهذا ما حصل في بعض البلدان كألمانيا وتركيا لكن رأينا أيضاً أن السوريين حضروا بأعداد غفيرة إلى مراكز الانتخابات، كما هو الحال في بلدان معينة كلبنان مثلاً جاؤوا بأعداد كبيرة جداً رغم المحاولات لعرقلة الذهاب إلى صناديق الاقتراع على الرغم من أن هناك أكثر من مرشح موجود في هذه الانتخابات».

وانطلقت أمس، الانتخابات الرئاسية في داخل سورية، حيث بدأ الناخبون بالتوافد إلى مراكز الاقتراع منذ الصباح، لاختيار رئيسٍ للبلاد من بين ثلاثة مرشحين هم إضافة للرئيس الأسد، محمود مرعي، وعبد الله سلوم عبد الله.

وفي العشرين من الشهر الحالي، بدأت المرحلة الأولى من الانتخابات باقتراع السوريين المقيمين في الخارج.

وأدلى المرشح الرئاسي عبدالله سلوم عبدالله بصوته في الانتخابات الرئاسية في مركز مجلس الشعب، فيما أدلى المرشح الرئاسي محمود مرعي بصوته في مركز مدرسة جودت الهاشمي في دمشق.

يُذكر أنّ عدد المواطنين السوريين، الذين يحق لهم الانتخاب هو أكثر من 18 مليون نسمة، حيث أشار وزير الداخليّة السوري اللواء محمد الرحمون، إلى أن «عدد المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب، داخل سورية وخارجها، يبلغ 18 مليوناً و107 آلاف و109، بعد حسم المحرومين من حق الانتخاب، وفقاً لقانون الانتخابات العامة»، مبيّناً أن «هذا العدد يشمل جميع المواطنين السوريين، على قاعدة البيانات في الشؤون المدنيّة، ممن يحق لهم ممارسة حقهم الانتخابيّ».

ولفت الرحمون إلى أن «عدد المراكز الانتخابيّة المجهّزة لاستقبال الناخبين، بلغ 12102 مركز انتخابي في جميع المحافظات السورية، لتسهيل عملية التصويت على المواطنين، عبر توفير عدد كبير من مراكز الانتخاب ومحطّاته».

وتعدُّ سورية دائرة انتخابية واحدة، وبالتالي يحق لأي مواطن أن ينتخب في أي مركز انتخابي، داخل محافظته، أو في المحافظة التي يقيم فيها.

بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس في تصريح للصحافيين عقب إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية إن «الشعب السوري يعبّر عن مواقفه الوطنية الثابتة ويؤكد من جديد أن سورية قرارها حر ومستقل ونابع من ثوابتها الوطنية فلا توجد قوة في الأرض تستطيع أن تغير إرادته ووفاءه لجيشه وبلده”، مشيراً إلى أن «إقبال المواطنين على المراكز في مختلف المحافظات غلب التوقعات لناحية الكثافة”.

وأضاف المهندس عرنوس أن «هذه المشاركة بالانتخابات موقف جريء وصريح وواضح من كل شرائح الشعب فضلاً عن كونه واجباً وحقاً»، مؤكداً أن «مستقبل سورية يقرّره السوريون بأنفسهم ولا يمكن لأية قوة في الأرض أن تفرض إرادتها على الشعب السوري الأبي وما نشاهده اليوم من إقبال على مراكز الاقتراع دليل واضح على عزيمة الشعب السوري وإصراره على بناء دولته القوية بملء إرادته وحريته الكاملة». وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن «هذه الانتخابات بالتأكيد مفصلية وستؤسس لمرحلة مقبلة تحمل كل الخير والأمل والبناء لسورية صاحبة الدور الحضاري والقيادي والبنّاء عبر التاريخ وستكون ثمارها للوطن وكل شرائح المجتمع».

ومن المتوقع أن تصدر النتائج خلال 48 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع.

واتّخذ الأسد (55 عاماً) عبارة «الأمل بالعمل»شعاراً لحملته الانتخابية، وفي مشهد لم يكن له مثيل عمّت التظاهرات المؤيدة لحملة الرئيس الحالي والمرشح في الانتخابات الحالية الدكتور بشار الأسد المدن والمناطق السورية في صورة تعكس إرادة وخيار الشعب السوري بصوت يقول مَن صبر معنا عشر سنوات سنكمل معه عمراً وسنعمّر البلد يداً بيد فالأمل بالعمل. وبدت الانتخابات عرساً وطنياً وتأكيداً شعبياً على خياره بلا مساومة ولا مهادنة وبعيداً عن الإملاءات الخارجية بات الشعب السوري هو صاحب الأمر وهو مَن يملي بحروف النصر على مَن ساهم في دمار بلاده إرادته بنصره المحتوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى