الوطن

موسكو ترى موقف الاتحاد الأوروبيّ من الانتخابات تدخل في شؤون سورية.. وبيدرسون لا يراها جزءاً من العمليّة السياسيّة

شعبان: عدة دول عربيّة قد تعيد النظر في العلاقات مع دمشق بعد الانتخابات

قالت مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، لوكالة «سبوتنيك»، أمس، إن عدة دول عربية قد تعيد النظر في موقفها تجاه العلاقات مع سورية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية.

وقالت شعبان إن: «بعض الدول العربية ستعيد النظر في سياساتها مدركة أن إضعاف سورية يعني إضعاف العالم العربي كله».

وحول انعكاس العملية الانتخابية على العلاقات في المنطقة، قالت المستشارة شعبان: «نأمل أن تراجع بعض الدول العربية قراراتها تجاه سورية، ونرجو من الله أنهم قد اكتشفوا أن إضعاف سورية هو إضعاف للموقف العربي أجمع، وأن قوة سورية هي قوة للعرب جميعا، وأن سورية بتاريخها لم تتعامل بكبر، حتى مع الأطراف التي وجهت لها ضربة هنا وضربة هناك».

وأضافت: «الشعب السوري اليوم قال كلمته دعما لوحدة سورية وانتصارها ودعما لقيادة سورية، وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد».

وعن تصويت الأسد في الانتخابات بمدينة دوما علقت شعبان: «شعر الجميع أن ذهاب الرئيس الأسد وعقيلته للاقتراع في دوما يوجه رسالة للعالم برمته أننا حررنا معظم أجزاء بلدنا من الإرهاب الذي أرسلتموه وسلحتموه ومولتموه، وأننا سنحرر الأجزاء الباقية من الاحتلال التركي والأميركي والإسرائيلي».

وتابعت: «اللافت في هذا الزحف الجماهيري على صناديق الاقتراع في كل مكان في سورية هو أن الشعب السوري قد تجاوز بوعيه حملات التشويش والتضليل التي تشنها الدول الغربية ضدنا منذ بداية الحرب على سورية، والتي هدفت إلى محاولة تشويه البوصلة لدى الشعب السوري والحديث عن حرب أهلية أو عن طوائف وأعراق ومذاهب في سورية».

وكانت الانتخابات الرئاسية قد بدأت عند الساعة السابعة تماما من صباح الأربعاء، في جميع المراكز الانتخابية المنتشرة في المدن والمناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية لاختيار رئيس للبلاد.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية الرئيس الحالي بشار الأسد والمعارض محمود مرعي والوزير السابق عبد الله عبد الله.

ووصل عدد المراكز الانتخابية، بحسب وزير الداخلية اللواء محمد الرحمون،إلى 12102 مركزا انتخابيا، فيما بلغ عدد المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب داخل القطر وخارجه «18 مليونا و107 آلاف و109 مواطنين بعد حسم المحرومين من حق الانتخاب».

إلى ذلك، أعلن نائب رئيس مجلس الفيدرالية الروسي، قسطنطين كوساتشيوف، اليوم الخميس، أن موقف الاتحاد الأوروبي من الانتخابات الرئاسية في سورية يوجه ضربة لعملية التسوية السلمية السورية ويعد تدخلا في شؤون البلاد.

وقال كوساتشيوف: «أي تقييمات تأتي الآن من الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات في سورية هي عديمة الأهمية، لأن الاتحاد الأوروبي قام بتقييم الانتخابات حتى قبل تنظيمها وإجرائها».

ونوه كوساتشيوف إلى التصريحات التي خرجت في بداية الأسبوع عن أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بهذه الانتخابات تحت أي ظرف من الظروف.

وأضاف كوساتشيوف: «مثل هذا الموقف الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي، يعد تدخلا غير مقبول في الشؤون الداخلية لسورية، وفي مرحلة حساسة للغاية من التحضير للانتخابات الرئاسية وإجرائها هناك».

وأشار نائب رئيس مجلس الفيدرالية الروسي إلى أن هذا الموقف يعد ضربة لعملية التسوية الداخلية السورية الهشة.

ووفقا له، فإن هذا الموقف في الواقع «ضربة لكامل عملية التسوية الداخلية السورية الهشة». وشدد كوساتشيوف على أن إنكار شرعية القوة السياسية التي يرأسها الرئيس الحالي بشار الأسد، وهو شريك في اللجنة الدستورية الثلاثية، يعني «ضربة مباشرة لجدوى اللجنة الدستورية وبالتالي لآفاق تسوية سورية داخلية سلمية».

وفي وقت سابق، أعلن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الانتخابات السورية لم تستوف المعايير الديمقراطية ولا تساعد في التوصل إلى حل وتسوية لإنهاء الأزمة في سوريا، مؤكدا عدم عزم بروكسل تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية.

وستصدر النتائج حول الانتخابات الرئاسية في سورية، خلال 48 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع.

واتخذ الرئيس بشار الأسد عبارة «الأمل بالعمل» شعارا لحملته الانتخابية، بعد نحو عقدين أمضاهما في سدة الرئاسة.

وفي سياق متصل، قال المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون إن الانتخابات الجارية في سورية ليست جزءا من العملية السياسية التي دعا إليها قرار مجلس الأمن 2254.

وفي إحاطته الافتراضية أمام جلسة مفتوحة لمجلس الأمن صباح أمس بتوقيت نيويورك، أضاف بيدرسون أن «الأمم المتحدة تواصل التأكيد على أهمية التوصل إلى حل سياسي تفاوضي في سورية لتنفيذ القرار 2254» وهو ما وصفه بأنه «السبيل الوحيد المستدام لإنهاء الصراع ومعاناة الشعب السوري».

ونقل موقع الأمم المتحدة عن بيدرسون أنه «أحيط علما بالانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم في سورية تحت مظلة الدستور الحالي» وأشار إلى أن الأمم المتحدة لا تشارك في تلك الانتخابات ولا تفويض لديها بذلك.

وأعرب بيدرسون عن خشيته من أن «تصبح سورية صراعا مطولا آخر يستمر لسنوات»، إذ استمر اللاعبون الرئيسيون باستثمارهم «في إدارة الصراع بدلا من حل الصراع» وأوضح أن «أصحاب المصلحة الرئيسيين يفهمون الخطوط العريضة للحل السياسي للصراع، ومع ذلك لا أحد منهم على استعداد لاتخاذ الخطوة الأولى».

ودعا بيدرسون في كلمته إلى اغتنام فرصة «الهدوء النسبي» الذي يعم البلاد الآن. وقال: «على الرغم من الكوارث العديدة التي يواجهها السوريون، يسود هدوء نسبي على الأرض أكثر مما كان عليه الحال في السنوات السابقة».

وفي كلمة له في الجلسة قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ إن مراكز الاقتراع في المحافظات السورية كافة شهدت إقبالا جماهيريا من ملايين السوريين للمشاركة في الانتخابات، ورأى أن «تلبية ذلك الاستحقاق الدستوري تعني الحفاظ على سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي».

وينص قرار مجلس الأمن رقم 2254 الصادر عام 2015 على أن تشمل العملية السياسية لحل الأزمة انتخابات حرة ونزيهة، وفقا لدستور جديد، وأن تُدار بإشراف الأمم المتحدة «وفقا لأعلى المعايير الدولية للشفافية والمساءلة، وأن يكون جميع السوريين، بمن فيهم المقيمون في الخارج، مؤهلين للمشاركة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى