أولى

معادلة السيّد وكلام السنوار

– كما في كل محطة تاريخيّة في الصراع مع كيان الاحتلال تشخص الأبصار نحو قيادة المقاومة التي لا يزال يبدع السيد حسن نصرالله في التعبير عن أهليّتها القيادية لهذا الاشتباك التاريخيّ بين شعوب المنطقة وكيان الاحتلال، خرج السيد نصرالله هذه المرّة بعد جولة حرب كاملة خاضتها المقاومة في فلسطين ومعها انتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 48، كسرت خلالها آخر بقايا هيبة الكيان وأهليّته لخوض حرب، ورسم السيد معادلة جديدة للصراع.

– دائماً كان هناك سؤال يتّصل برسم الحدود بين الوطنيّ في مسؤوليات حركات المقاومة تجاه بلدها، والقوميّ المشترك بينها مجتمِعة، وبقي السؤال من دون جواب. فالمواجهة مع الكيان أكبر من حجم قدرات وإمكانات الشعب الفلسطيني ومقاومته. وبالمقابل فإن قوى وحكومات المقاومة لا تستطيع أن تحمّل شعوبها أعباء حرب فلسطين كلها، وكما أن نظرية الاكتفاء بالدعم المعنوي للمقاومة في فلسطين تنصّل من المسؤولية، فإن نظرية الحرب الشاملة حمل ثقيل، وقد جاء السيد ليرسم المعادلة، ومضمونها أن القدس تقع في مكانة وجودية للكيان تشكل هزيمته فيها تهديداً وجودياً لبقائه، بمثل ما تمثل قضية وجودية وعقائدية لشعوب المنطقة، ما يتيح أن تكون معادلة القدس مسؤوليّة إقليميّة، كافياً لتحديد المسؤوليّات، بجعل المواجهة من أجل القدس خير ما يمكن أن تقدّمه حركات وحكومات المقاومة للمعركة من أجل فلسطين، والتزام بمسؤوليّة لا يستطيع المجادلة بشرعيتها أحد في دول المنطقة، واعتبار تحمّل مسؤوليتها حملاً يفوق قدرة هذه الدول وشعوبها وحركات المقاومة فيها.

– بعد كلام السيد نصرالله جاء كلام قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، وما تضمّنه من تأكيد على مستوى التكامل بين المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان ومحور المقاومة ليقول إن المنطقة دخلت مرحلة جديدة، وإن كيان الاحتلال بدأ في مرحلة الأفول، وإن نهوض محور المقاومة وجهوزيّته لم يعد مجرد عامل ردع، بل بدأ بالتحوّل الى عنصر مبادرة وخطط فعل تضع خيار التحرير على الطاولة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى