الوطن

مسؤول استخبارات بريطانيّ يلتقي الإرهابي محمد الجولاني… واستشهاد مواطن برصاص ميليشيا (قسد) في منبج والأهالي يحرقون مقراً لها

دمشق: زيارة مسؤولين أميركيين إلى «الجزيرة» لصوصيّة وتصريحاتهم «منفصلة عن الواقع»

وصفت دمشق دخول مسؤولين أميركيين إلى مناطق شمال شرق سورية بأنها «لصوصية» وقالت إن تصريحاتهم من هناك «منفصلة عن الواقع».

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إن «تصريحات المسؤولين الأميركيين بعيد دخولهم غير الشرعي مؤخراً إلى مناطق في شمال شرق سورية، منفصلة عن الواقع وإن طريقة دخول هؤلاء المسؤولين هي شكل من أشكال اللصوصية التي تهدف إلى تقويض سيادة سورية وتقديم الدعم للميليشيات الانفصالية المسلحة».

ونقلت وكالة سانا عن البيان أن «المسؤولين الأميركيين يؤكدون حصولهم على أعلى درجات الجهل إزاء ما يحصل في سورية وقد تجسّد هذا الأمر مؤخراً بالتصريحات التي أطلقها بعض المسؤولين الأميركيين بعيد دخولهم غير الشرعي إلى مناطق في شمال شرق سورية».

وأضافت الوزارة: إن التصريحات المنفصلة عن الواقع التي أدلى بها هؤلاء المسؤولون تجاهلت حقيقة أن مشاركة الشعب السوري على امتداد مساحة الوطن وخارجه في سفارات الجمهورية العربية السورية بكامل الحرية والوعي والانتماء للوطن في التصويت في الانتخابات الرئاسية ما هي إلا شكل من أشكال رفع الصوت عالياً في وجه المسؤولين الغربيين الذين لم ترق لهم هذه المشاركة».

ووصفت الوزارة نتائج الانتخابات الرئاسية بأنها «تجسيد لالتفاف الشعب حول قيادته التي صمدت بوجه الإرهاب المدعوم غربيًا لأكثر من عشر سنوات وتشكل إنجازاً هائلاً يدحض كل الروايات التضليلية التي تستهدف الشعب السوري وقيادته».

وأضافت أن تلك الروايات «تعبير واضح عن فشل الحكومات الغربية ووسائل إعلامها والمرتزقة الخاضعين لها في التأثير على هذا التلاحم منقطع النظير بين الشعب السوري وقيادته».

ولم تحدد الوزارة بالضبط من هم المسؤولون الأميركيّون المقصودون، ولا التصريحات التي أطلقوها. إلا أن منطقة شمال شرق سورية شهدت في الفترة من 16 وحتى 23 من الشهر الحالي زيارات لعدد من كبار المسؤولين الأميركيين، مدنيين وعسكريين.

وذكرت الخارجية الأميركية أن مساعد وزير الخارجية بالإنابة جوي هود، ترافقه نائبة مساعد الوزير والممثلة الخاصة بسورية بالإنابة آيمي كوترونا ومديرة مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض للعراق وسورية زهرة بيل، زاروا شمال شرق سورية.

وتعليقا على الزيارة، نقل عدد من وسائل الإعلام قبل أيام عن «مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية» أن المسؤولين الأميركيين التقوا كبار المسؤولين في إدارة شمال شرق سورية، وركزوا على عدد من المبادرات التي «تؤكد التزام واشنطن باستقرار المنطقة»، حسب المسؤول.

وتحدث المسؤول عن الانتخابات التي جرت في سورية، وقال إن بلاده سبق أن وصفتها بغير  الحرة، وغير النزيهة، وشدد على أن واشنطن ستواصل تنفيذ «قانون قيصر» وأنها «لا ترى في الأسد شريكاً».

وفي سياق متصل، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن مصدر دبلوماسي في موسكو أن ممثلا عن جهاز الاستخبارات السرية البريطاني «MI6» أجرى مؤخراً لقاء مع زعيم تنظيم «جبهة النصرة»، الإرهابي أبو محمد الجولاني، في سورية.

وقال المصدر، في حديث لـ»تاس» نشر الاثنين: «تفيد المعلومات الواردة بأن استخبارات بعض الدول الغربية ترتب اتصالات بطريقة غير مباشرة بل ومباشرة مع تنظيمات إرهابية دولية ناشطة في سورية».

وتابع: «علم على سبيل المثال أن لقاء عقد مؤخراً بين زعيم التحالف الإرهابي الدولي هيئة تحرير الشام، قائد جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، مع ممثل MI-6 البريطانية، المبعوث الخاص البريطاني الأسبق إلى ليبيا، جوناثان باويل».

وأوضح المتحدث أن اللقاء أجري منذ بعض الوقت في منطقة إدلب لخفض التصعيد بالقرب من معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، مشيراً إلى أن المحادثات كان في صلبها موضوع إمكانية شطب اسم «هيئة تحرير الشام» من قائمة التنظيمات الإرهابية.

ونقلت «تاس» عن المصدر: «اقترح الجانب البريطاني على هيئة تحرير الشام إعلان التخلي عن مواصلة عمليات التقويض ضد الدول الغربية وإقامة تعاون وثيق معها. وعرض على أبو محمد الجولاني نصيحة بإجراء مقابلة مع أحد الصحافيين الأميركيين لتشكيل سمعة إيجابية للتحالف الإرهابي الذي يقوده في مصلحة إعادة اعتباره لاحقاً. ومن المفترض إشراك عدد من حلفاء لبريطانيا، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، في عملية تغيير صورة جبهة النصرة».

كما ذكر المتحدث أن الطرفين توصلا إلى اتفاق للحفاظ على قناة اتصال دائمة، لافتاً إلى أن الحديث يدور عن إرهابيين دوليين مصنفين هكذا من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وختم المصدر الدبلوماسي بالقول: «نودّ أن نعيد إلى أذهان هؤلاء الذين ينسون سريعاً خبرتهم المريرة بأنه لا يوجد إرهابيون طيبون، وكل محاولات ترويضهم وإطعامهم من اليد تنتهي كالعادة بسفك دماء الكثير من الضحايا الأبرياء».

و»جبهة النصرة» تنظيم مصنف إرهابياً على المستوى الدولي يتبع الفكر المتشدد وأعلن عن نشاطه علناً لأول مرة عام 2012 كذراع لـ»القاعدة» في سورية.

ميدانياً، استشهد مواطن وأصيب ثلاثة آخرون خلال قمع ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي مظاهرات خرجت في مدينة منبج وقرى تابعة لها بريف حلب الشمالي الشرقي تنديداً بممارساتها الإجرامية بحق المدنيين في حين أحرق الأهالي أحد مقار الميليشيا عند أطراف قرية الياسطي وقطعوا الطريق الدولية عند قرية الكرسان في ريف المدينة.

وذكرت مصادر محلية أن مسلحين من ميليشيا «قسد» أطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر على المدنيين الذين خرجوا بمظاهرات في مدينة منبج بالريف الشمالي الشرقي لحلب احتجاجاً على قيام الميليشيا باختطاف الشبان وسوقهم إلى معسكرات تدريب لزجهم لاحقاً للقتال في صفوفها ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة ثلاثة آخرين.

وأشارت المصادر إلى أن المتظاهرين قطعوا الطرقات الرئيسية المؤدية إلى المدينة والطريق الدولي «أم فور» بين الحسكة وحلب عند قرية الكرسان بالإطارات المشتعلة والحجارة وقام آخرون بمهاجمة حواجز مسلحة للميليشيا في المدينة وسط إغلاق عام للمحال التجارية فيها وذلك بعد ساعات من إقدام مسلحي ما يسمى الشرطة المحلية «الأسايش» بإطلاق النار على متظاهرين خرجوا في قرية الهدهود إلى الشمال من منبج رفضاً لحملات «التجنيد الإلزامي» التي تقوم بها ميليشيا «قسد» وأسفرت عن اختطاف مئات الشبان من مختلف المناطق خلال الأشهر الأخيرة.

وأضافت المصادر: إن مجموعة من الأهالي هاجمت مقراً لميليشيا «الأسايش» عند أطراف قرية الياسطي بريف مدينة منبج، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى