عربيات ودوليات

الإعلان عن حرب عالميّة بقيادة بريطانيا وأميركا ضد القرصنة الإلكترونيّة وجونسون يصف العلاقات الأميركيّة البريطانيّة بغير القابلة للتدمير

وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، العلاقات البريطانية الأميركية بأنها «غير قابلة للتدمير».

كلام جونسون جاء بعد لقائه الأول مع الرئيس الأميركي جو بايدن أول أمس في بريطانيا، قبيل قمة قادة مجموعة الدول الصناعية السبع.

وقال خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «BBC”: “إنها علاقة، يمكنكم القول إنها عميقة وهادفة، كما تشاؤون، علاقة غير قابلة للتدمير”، مضيفاً “إنها علاقة مستمرة منذ فترة طويلة جداً، ولعبت دوراً مهماً في السلام والازدهار في أوروبا والعالم”.

وقلّل جونسون من استياء بايدن، في ما يتعلق «بمحاولات لندن إبطال بروتوكول إيرلندا الشمالية»، الذي يهدف إلى تجنب عودة الحدود مع إيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، لكنّه تسبب باضطرابات على صعيد التجارة بين البر الرئيسي لبريطانيا وإيرلندا الشمالية.

وأوضح أن «بريطانيا والاتحاد الأوروبي وواشنطن وكل الأطراف «لديها مصلحة كبيرة في التأكد من أننا نحافظ على التناسق الأساسي لاتفاق الجمعة العظيمة»، الذي أبرم في العام 1998، وأنهى الصراع الدموي في مقاطعة إيرلندا الشمالية، الخاضعة للحكم البريطاني، الذي استمر ثلاثة عقود، حيث أكد جونسون: «أعتقد أنه يمكننا القيام بذلك».

وناقش جونسون وبايدن «25 مسألة» بالتفصيل، بما في ذلك التوتر في إيرلندا الشمالية، الناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأعلنت الحكومة البريطانية في بيان أول أمس، أن «جونسون وبايدن سيوقعان خلال لقائهما الأول ميثاقاً أطلسياً جديداً يأخذ في الاعتبار خطر الهجمات الإلكترونية والاحتباس الحراري».

وأشار البيان إلى أن «ميثاق الأطلسي» الجديد وضع وفق صيغة «الميثاق» الذي وقعه رئيس الحكومة الأسبق وينستون تشرشل، والرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت. ولفت إلى أن «الوثيقة ستعترف بتحديات أحدث مثل الحاجة إلى معالجة التهديد الذي تمثله الهجمات الإلكترونية والعمل بشكل عاجل لمكافحة تغير المناخ وحماية التنوع الحيوي، وبالتأكيد لمساعدة العالم على وضع حد لوباء كوفيد-19 والتعافي منه».

وقال جونسون في بيان إن «التعاون بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، أقرب شريكين وأعظم حليفين سيكون حاسماً لمستقبل الاستقرار والازدهار في العالم»، مضيفاً: «الاتفاقات التي سنبرمها أنا وبايدن ستشكل أسس انتعاش عالمي دائم».

وبعد وصوله إلى بريطاني، قال بايدن إن «الولايات المتحدة عادت» آملاً بـ»تجاوز العزلة والضغائن التي اتسم بها عهد الرئيس السابق دونالد ترامب». ورأى أن «الوضع الدولي الحالي يختلف جوهرياً حتى عما كان عليه قبل 10 سنوات»، مشدداً «يجب أن نبني المستقبل المشترك الذي نسعى إليه».

مع الإشارة إلى أن البيت الأبيض قال في بيان له قبل سفر الرئيس الأميركي إن «رحلة بايدن ستسلّط الضوء على التزام الولايات المتحدة استعادةَ تحالفاتها، وتنشيط العلاقة عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتعاون الوثيق مع الحلفاء والشركاء، لمواجهة التحديات العالمية، وتأمين المصالح الأميركية بصورة أفضل».

في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أمس، أن «بريطانيا وأميركا ستوحدان جهودهما لقيادة معركة عالمية ضد المجرمين السيبرانيين».

وقال راب في مقابلة مع صحيفة “تلغراف” البريطانية إن “الولايات المتحدة وبريطانيا ستعملان معاً بشكل وثيق للغاية”، مؤكداً أن “الشركاء سيسعون لجذب دول أخرى”؛ مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة وبريطانيا ستقودان العالم في مواجهة هجمات برامج الابتزاز التي بدورها تشل البنية التحتية الوطنية”.

وأكد راب أن «الدولتين ستناقشان كيفية تطبيق القانون الدولي على مثل هذه الهجمات الإلكترونية وكيفية إجبار أي دولة على معاقبة المهاجمين إذا كانوا يعملون في نطاق سلطتها القضائية».

وأضاف «سنجعل أولئك الذين ينخرطون بشكل منهجيّ في الهجمات الإلكترونية من أجل الربح، والتجسس، والضرر، وإحداث الفوضى، يدفعون الثمن».

وأشار إلى أن، «المملكة المتحدة، بدورها، تخطّط لتوسيع نظام القائمة السوداء ليشمل المزيد من القراصنة الإلكترونيين»، موضحاً، أن «من بين أدوات ردع الهجمات الإلكترونيّة تعتزم الحكومة البريطانية استخدام عقوبات فردية ووسائل هجوميّة أخرى لتعطيل القراصنة». وتشمل العقوبات المذكورة أعلاه تجميد الأصول، فضلاً عن حظر السفر للأفراد.

وأوضح راب “نريد العمل مع شركائنا – إنها مصلحة مشتركة، في الواقع هو عدو مشترك ينفذ هذه الهجمات المروّعة”.

وستوسّع المملكة المتحدة أيضاً عرضها للمساعدة التقنية للحلفاء لمساعدتهم على تعزيز البنية التحتية الإلكترونية الخاصة بهم. بالإضافة إلى ذلك، ستزيد بريطانيا كمية المعلومات الاستخبارية التي تشاركها مع الدول الصديقة لتنبيهها عندما تتعرّض شبكاتها وأنظمتها للخطر.

في وقت سابق، تعرّضت الولايات المتحدة، لهجمات إلكترونيّة كبيرة ضد مشغل خطوط الأنابيب كولونيال وشركة إنتاج اللحوم “جي بي أس”، مما أدّى إلى انقطاع الإمدادات.

مكتب التحقيقات الفيدرالي، أكد في وقت سابق، أنه حدد هوية حوالي 90 ضحيّة لمجموعة قراصنة «دارك سايد» في الولايات المتحدة.

واتهمت الولايات المتحدة الأميركية، في الـ17 من شباط، روسيا بأنها على الأرجح وراء هجمات سيبرانية ضد شركة «سولارويندز»، وذلك في ظل تحقيقات جارية للكشف عمن يقف وراء الهجمات التي استغلت برمجيات المراقبة الخاصة بالشركة الموجودة في تكساس من أجل اختراق شبكات حكومية حساسة وشركات أخرى مثل مايكروسوفت.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق، إنّه يودّ أن يناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضية الأمن السيبراني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى