متى تصبح الخطيئة مقدسة؟

 يكتبها الياس عشّي

أحمل اليوم، كما في كلّ تموز، أيها الرفقاء والأصدقاء، صيغًا وأفكارًا وأحلامًا نبتت بين قصور الأغنياء وأكواخ الفقراء، بين الطحالب والياسمين، بين رجال يموتون كي يبقى وطنهم حيًّا ورجال يعيشون ليموت الوطن،

 وفي كلّ مرّة تكلّمت فيها يا أصدقائي كان صوتي هو صوت المثقفين الأحرار، صوتي أنا وصوت الآخرين، صوتنا ونحن نُقْدِمُ ونجرؤ، أو نغيب ونجبن، أو نغيب ونسكت، أو كلّ ذلك في لحظة ضعف، أو في لحظة بطولة، أو في لحظة يتساوى فيها الموت والحياة. إنها لحظة الإشراق. ولحظة وقفات العزّ، بل هي اللحظة التي تصبح فيها “الخطيئة مقدّسةً إذا انغلقت أبواب الحريّة”، كما يقول الشاعر السوري المبدع أدونيس.

إنه، يا سادتي، صوتُ طائر اسمه الهامة… أو الصّدى…

طائر يخرج من رأس القتيل… ويصرخ:

اسقوني… اسقوني…

إلى أن يؤخذَ بثأره.