الوطن

دياب للمجتمعين العربي والدولي: لبنان على شفير الكارثة أنقذوه قبل زواله

حذّر رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، من أن «لبنان واللبنانيين على شفير الكارثة»، مؤكداً «أن الخطر الذي يهدّد اللبنانيين لن يقتصر عليهم ولن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان»، داعياً المجتمعين العربي والدولي إلى المساعدة في إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان.

مواقف دياب جاءت خلال لقائه في السرايا أمس، عدداً من السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والمنظمات الدولية في لبنان ضمّ سفراء: الكويت عبد العال القناعي، سلطنة عمان بدري بن محمد بن بندر المنذري، قطر محمد حسن الجابر، مصر ياسر محمد علوي يرافقه المستشارة شيرين الشهاوي، روسيا ألكسندر روداكوف، الصين وانغ كيجيان، الاتحاد الأوروبي رالف طراف، الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا، كندا شانتال شاستناي، فرنسا آن غرييو، اليابان تاكيشي أوكوبو والسكرتيرة الأولى في السفارة ماكي ياماغوشي، إيطاليا نيكوليتا بومباردييري والسكرتير الأول في السفارة إيمانوييل دب أندرسي، النرويج مارتن إيترفيك، تركيا علي باريش أولوزوي، بريطانيا مارتن لونغدن، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح، القائم بالأعمال في السفارة العراقية أحمد جمال كنهش، القائم بأعمال السفارة الألمانية مايكل روس، نائبة رئيسة البعثة السويسرية ماغا مختار، السكرتير الأول في السفارة الدنماركية توماس إيليرتزن، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيكا، ممثلة البنك الدولي في لبنان منى كوزي والخبير وسام حركة.

كما حضر اللقاء الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: نائبة رئيس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني والخارجية بالوكالة زينة عكر، المالية غازي وزني، الاقتصاد والتجارة راوول نعمة، الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفية ومستشارا رئيس الحكومة خضر طالب والسفير جبران صوفان.

وقال دياب “لبنان يعبر نفقاً مظلماً جداً وبلغت المعاناة حدود المأساة، فالأزمات الحادّة التي يعيشها اللبنانيون، على مختلف المستويات الحياتية والمعيشية والاجتماعية والصحية والخدماتية، تدفع الوضع في لبنان نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء، وبالتالي نصبح أمام واقع لبناني مخيف”.

وحذّر من أن “لبنان واللبنانيين على شفير الكارثة”، مؤكداً “أن الخطر الذي يهدّد اللبنانيين لن يقتصر عليهم. عندما يحصل الارتطام الكبير، سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المدى القريب والبعيد، في البرّ والبحر. لن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان”.

ولفت إلى أن “الاستقرار في لبنان هو نقطة ارتكاز الاستقرار في المنطقة. ومع وجود نحو مليون ونصف المليون نازح سوري ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، سيكون من الصعب التكهّن بنتائج انهيار الاستقرار في لبنان”، مضيفاً إن “هذه الوقائع تدفعنا للتأكيد أن العالم لا يستطيع أن يعاقب اللبنانيين أو أن يدير ظهره للبنان، لأن الاستمرار في هذه السياسة سيؤدي حتما إلى انعكاسات خطيرة فتخرج الأمور عن السيطرة بحيث يسود التشدّد في العصبيات”.

وأكد أن “لبنان يحتاج إلى إصلاحات مالية وإدارية. ولقد اتخذت الحكومة، قبل استقالتها، قرارات عديدة تتضمن إصلاحات جوهرية وأساسية، وهي جاهزة للتنفيذ. كما وضعنا خطة متكاملة للتعافي تتضمن إصلاحات مالية واقتصادية وهي جاهزة للتطبيق بعد تحديثها وتستطيع الحكومة المقبلة المباشرة بتنفيذها فور تشكيلها”.

وتابع “لقد طال انتظار تشكيل الحكومة واللبنانيون صبروا وتحمّلوا أعباء هذا الانتظار الطويل، لكن صبرهم بدأ ينفذ مع تعاظم الأزمات والمعاناة، وأصبح ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تُمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثّر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدّد حياته ومستقبله كما يهدّد لبنان كنموذج ورسالة في العالم، وما نشاهده من هجرة هو دليل على أن اللبنانيين قد بلغ اليأس منهم فقرّروا مغادرة الوطن”.

وقال إن “الاستمرار بحصار ومعاقبة اللبنانيين، سيدفع حكماً لتغيير في التوجهات التاريخية لهذا البلد، وسيكتسب هذا التغيير مشروعية وطنية تتجاوز أي بعد سياسي، لأن لقمة العيش وحبّة الدواء ومقومات الحياة لا تعرف هوية جغرافية أو سياسية، ولا تقيم وزناً للمحاور الغربية والشرقية والشمالية، الأهم بالنسبة للبنانيين أن ينكسر هذا الطوق الذي بدأ يخنقهم ويقطع الأوكسيجين عن وطنهم”.

وناشد دياب عبر الدبلوماسيين الملوك والأمراء والرؤساء والقادة في الدول الشقيقة والصديقة، داعياً “الأمم المتحدة وجميع الهيئات الدولية، والمجتمع الدولي والرأي العام في العالم إلى المساعدة في إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان”، موضحاً أن “كل الإجراءات التي اتخذناها في هذه الحكومة نجحت في تأجيل الانفجار وليس منعه”. وتابع “نحن نبذل جهوداً كبيرة لتدارك الانهيار. لكن، بربكم، كيف يُمكن منع الانهيار الكبير في ظلّ هذا الحصار الشديد الذي يقطع أنفاس البلد؟ قولوا لنا كيف لبلد أن يصمد أحد عشر شهراً من دون حكومة لديها ثقة نيابية وصلاحيات دستورية وفي ظلّ فقدان كل مقومات المناعة المالية والاقتصادية والسياسية وإدارة ظهر كاملة من الدول الشقيقة والصديقة؟، قولوا لنا كيف يُمكن تأمين الكهرباء بـ200 مليون دولار فقط في العام 2021، بينما على مدى عشرات السنين كان يتم صرف ملياري دولار في السنة للحصول على 14 ساعة كهرباء؟! قولوا لنا كيف يُمكن حماية الليرة اللبنانية من الانهيار وقد وجدنا الخزينة اللبنانية خاوية وفجوات هائلة في المال واقتصاداً زائفاً وفساداً متجذّراً يحكم كل مفاصل البلد؟”.

وقال “هناك من يتاجر اليوم بالشعارات، سعياً لمكاسب انتخابية. يتحدثون عن 14 بالمئة من أموال المودعين، بينما صرفوا أو شاركوا في هدر 86 بالمئة من أموال المودعين خلال السنوات الماضية، ومنهم من سكت عن الحق ويأتي اليوم في ثوب الملائكة ليحاضر في حماية ما تبقى نظرياً من تلك الأموال”.

وأكد أن “نقطة الانطلاق نحو طريق الإنقاذ هي تشكيل الحكومة، وبعد ذلك هناك طريق واحد نحو هذا الهدف، وهو طريق التفاوض مع صندوق النقد الدولي، مع تأمين مساعدة عاجلة للبنان كي يستطيع تخفيف آلام المرحلة الصعبة والخطيرة التي يمرّ بها”.

ثم جرت مناقشات ومداخلات بين الرئيس دياب والسفراء والوزراء.

وردّت السفيرة الفرنسية على كلمة دياب، رافضةً كلامه عن حصار خارجي على لبنان، فعدّدت ما قدّمته فرنسا من مساعدات للبنان واللبنانيين حتى من قبل انفجار المرفأ. وقالت “نعم الوضع مخيف، لكن المخيف دولة الرئيس هو أن الإفقار القاسي اليوم هو نتيجة هذا الانهيار وهو نتيجة لسوء الإدارة والتقاعس عن العمل لسنوات، وليس نتيجة حصار خارجي. بل نتيجة مسؤوليات الجميع لسنوات مسؤوليات الطبقة السياسية. هذه هي الحقيقة. اجتماع السراي اليوم محزن ومتأخّر».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى