الوطن

وفد برلمانيّ إيرانيّ في سورية لبحث مواجهة «الإرهاب الاقتصادي» والعقوبات.. وموسكو تبحث مع تركيا مشاكل إمدادات المياه إلى شمال شرق البلاد

دمشق تنتقد منظمة «الكيميائيّ»: منحازة وتشوب تحقيقاتها الفضائح

قالت ممثلة سورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن ثمة «فضائح» شابت بعض تحقيقات المنظمة التي «تحوّلت إلى أداة لممارسة الضغوط على سورية وتوجيه اتهامات باطلة لها».

رئيسة بعثة سورية لدى المنظمة في لاهاي الوزيرة المفوّضة رانية الرفاعي قالت إن عمل آليات المنظمة «يتناقض مع مبادئ المهنية والمصداقية وعدم الانحياز ونصوص اتفاقية الحظر». وأضافت أن هذا الأمر «أدى إلى ظهور فضائح شابت عدداً من تحقيقاتها».

وخلال الدورة الـ 97 للمجلس التنفيذي للمنظمة المنعقدة حالياً في لاهاي أضافت الرفاعي: «فرق المنظمة تحوّلت إلى أجهزة تُعِدّ تقارير معلّبة لتعطي صك براءة أو تصدر أحكام إدانة وفقاً لأهواء وأجندات الدول التي تتحكّم بالمنظمة».

ونقل عن الرفاعي أن الهدف من ذلك «تمرير مزاعم التنظيمات الإرهابية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليتم تصديرها على أنها وثائق شرعية وعلمية وذات مصداقية دولية بهدف فرض مزيد من الضغوط على سورية».

وشددت الرفاعي على أن بلادها «أوفت بكل التزاماتها الناشئة عن انضمامها للاتفاقية» عام 2013، وذلك «في ظل حرب إرهابية شنّت عليها وشهدت جلب دول معروفة بتورطها في سفك الدم السوري لما يزيد على 400 ألف إرهابي من أكثر من 80 دولة تم تدريبهم وتمويلهم لاستهداف سورية».

وأشارت إلى أن ذلك يجري في وقت «لم يتم فيه تدمير أكبر ترسانة كيميائية في العالم لدى الولايات المتحدة والتي تشكل خطراً على كل شعوب العالم ودوله وأداة لتهديد السلم والأمن الدوليين».

إلى ذلك، بحث وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع وفد برلماني إيراني أهمية الدبلوماسية البرلمانية ووضع الأسس لتعزيز العلاقات بين البلدين لمواجهة الإرهاب الاقتصادي المتمثل بالعقوبات عليهما.

ويترأس أعضاء من جمعية الصداقة البرلمانية السورية الإيرانية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني برئاسة عباس كلرو، نائب رئيس الجمعية.

وذكرت وكالة سانا أن اللقاء بحث العلاقات الثنائية وخاصة البرلمانية بين البلدين، وقالت إن الجانبين أكدا «أهمية الدبلوماسية البرلمانية في الدفاع عن مصالح الشعوب في مختلف المحافل الدولية وكذلك في وضع الأسس اللازمة لتعزيز الإمكانيات والعلاقات الاقتصادية بين البلدين في مواجهة الإرهاب الاقتصادي المتمثل بالإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة عليهما».

وعبر المقداد عن تقدير بلاده للدور الذي أدته إيران في كل المجالات لدعم سورية في «حربها على الإرهاب»، وقال «إن مَن هزم (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية ليس أولئك الذين يدعون أنهم شكلوا تحالفاً لهذا الغرض (في إشارة إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة) بل إن من قام بذلك هم المناضلون السوريون والإيرانيون والروس والمقاومون من العراق ولبنان وإخوتهم من أبناء المنطقة الشرفاء الذين اختلطت دماؤهم بتراب هذه الأرض».

رئيس الوفد الإيراني شدّد على ضرورة البناء على العلاقات بين بلاده وسورية «للارتقاء بها في المجالات الاقتصادية والثقافية أسوة بما هي عليه في المجالات السياسية وغيرها».

على صعيد آخر، أكد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، أن موسكو تناقش مع تركيا المشاكل في إمدادات المياه إلى شمال شرقي سورية، مشيراً إلى أن هذه المسألة حساسة وبالغة التعقيد.

وجاء هذا التصريح على لسان لافرينتييف، خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام الجولة الـ16 من المفاوضات بـ»صيغة أستانا» التي اختتمت اليوم في عاصمة كازاخستان مدينة نور سلطان، رداً على سؤال عما إذا كانت التصرفات التركية التي تسببت في الاضطرابات المذكورة في إمدادات المياه والتي يعاني منها أكثر من مليون شخص في محافظة الحسكة تتماشى مع دور أنقرة كدولة ضامنة في «صيغة أستانا» وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لمعالجة الوضع.

وأشار المبعوث الروسي إلى أن هذه المسألة ملحّة وحادة ولديها بعد إنساني، خاصة أنه يخص أيضاً نحو أربعة ملايين مدني في محافظة حلب، بالإضافة إلى سكان الحسكة الذين يعانون أيضاً من نقص في إمدادات الكهرباء.

وتابع: «هذه المسألة حساسة جداً لكونها مرتبطة بكثير من النواحي، ويصعب الحديث عن الاضطرابات في إمدادات المياه إلى الحسكة من دون التطرّق إلى النقص في إمدادات الكهرباء من قبل «قوات سورية الديمقراطية» إلى محطة ضخ مياه علوك الخاضعة لسيطرة تركيا في ريف بلدة رأس العين.

في الوقت نفسه، لفت لافرينتييف إلى انخفاض حاد خلال الأشهر الماضية في كميات مياه الفرات التي تصل إلى سورية من تركيا، تحت المستوى المتفق عليه مسبقاً بين دمشق وأنقرة، أي 500 متر مكعب في ثانية.

وحذر الدبلوماسي الروسي من أن هذا الأمر تسبّب في ظهور خطر لتعليق عمل سدي تشرين والطبقة في سورية بما يجلبه ذلك من تداعيات محتملة إلى إمدادات الطاقة إلى مختلف مناطق البلاد.

وتابع: «تطرقنا إلى هذه المسألة في محادثاتنا مع زملائنا الأتراك وهم يتابعونها ويفسّرونها بالظروف الكارثية لا سيما داخل تركيا، وأكدوا لنا أن كميات مياه الفرات التي تصل سورية من تركيا عادت حتى الوقت الحالي إلى الحد الأدنى المتفق عليه، وإذا حصل ذلك في الواقع فإنه يعني أن إمدادات الطاقة ستستأنف على النطاق الكامل في المستقبل القريب».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى