الوطن

«لن نرحل» شعار رفعه التوأم المقاوم منى ومحمد الكرد ليفرضا معادلتهما في التصدي مهدي: بفضل الصمود والمقاومة سيكون لنا لقاء قريب في القدس محررة من دنس الاحتلال

} عبير حمدان

للحق جولاته القادرة على ترسيخ الوقائع على رغم الضجيج الإعلامي الكاذب لأهل الباطل، ولأن أهل الأرض ثابتون ومتجذرون كالأشجار في وجه المحتل فلا بد لهم من فرض معادلتهم في التصدي والمقاومة ليس ضمن حدود أرضهم وحسب إنما على امتداد العالم كله.

منى ومحمد الكرد «التوأم المقاوم» جعلوا من منصات العالم الافتراضي ساحة نضال وتمكنوا من توثيق معاناة أبناء شعبنا في فلسطين بالصوت والصورة إنطلاقاً من حي الشيخ جراح إلى كل فلسطين، فخاضا معركة الدفاع المستمرة عن الحي غير آبهين بالاعتقال والتنكيل والعقوبات الكبيرة التي فرضها الاحتلال ضدهما.

«لن نرحل» الشعار الذي رفعه الشقيقان على حائط منزلهما الذي أحتل المستوطنون نصفه ورفعا الصوت عالياً في معركة إبراز قضية الحي وإيصالها إلى العالمية، فكانت صفحاتهما مصدراً للأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام، عما يتعرض له أهل الشيخ جراح، حين فرضت قوات الاحتلال حصاراً محكماً عليه، منعت بموجبه الصحافيين وأهالي القدس والمناطق المحتلة عام  من دخوله لمناصرة أهله.

لقد أثبت التوأم المقاوم أن تطويع هذا العالم المفتوح ضمن إطار يخدم المسألة الفلسطينية ممكن حيث حملا راية المقاومة منذ صغرهما، فاتحين للعالم كله نافذة  ليرى من خلالها كيف تكون الحياة على تحت الاحتلال، بالتالي أصبحا مصدر إلهام  للفلسطيني الذي هُجر من أرضه، كما إن تأثيرهما قلب الموازين بحيث أظهرت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الداعمة للكيان المحتل دعماً متزايداً للفلسطينيين.

بناء على ذلك كله اختارت صحيفة «التايمز»، التوأم المقاوم منى ومحمد الكرد، ابني حي الشيخ جراح في العاصمة الفلسطينية – القدس، ضمن أكثر مئة شخصية مؤثرة في العالم خلال عام 2021، وهو الأمر الذي علّق عليه عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي في حديث لـ «البناء» حيث قال:

«على الرغم من أن حكومة الولايات المتحدة الأميركية هي حكومة ساقطة من عالم الإنسانية الأدبي كما وصفها مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده، إلا أن ذلك السقوط الذي يزداد يوماً بعد يوم بسبب الدعم المطلق الذي تقدمه الإدارة الأميركية لكيان الاحتلال، ذلك السقوط لم يحل دون أن يفرض التوأم المقاوم منى ومحمد الكرد نفسيهما كشخصيتين من ضمن مئة شخصية على مستوى العالم كان لها أكبر تأثير خلال عام 2021 وفقاً لتصنيف صحيفة «التايمز». أضاف: «هذا التمايز الذي أظهره التوأم الفلسطيني المقدسي لم يأت إلا من باب خط المقاومة والتصدي لقوات الاحتلال «الإسرائيلي» ومواجهة جريمتها الموصوفة بتهويد وعبرنة العاصمة الفلسطينية – القدس. فعلى الرغم من تعرض أبناء شعبنا الفلسطيني عموماً، والمقدسيين منهم خصوصاً لشتى أنواع الاضطهاد والضغوط وصولاً إلى الاعتقال الذي طال التوأم الكرد، إلا أن ذلك لم يحل دون قيامهما بواجبهما الوطني والقومي في مقارعة قوات الاحتلال دفاعاً عن حيهما – حي الشيخ جراح، ودفاعاً عن القدس كلها وعن فلسطين بكاملها».

ويقول مهدي: «منذ أن بلغ منى ومحمد سن الثانية عشرة وهما منخرطان في صراع الوجود ضد عدونا المطلق. وها هما اليوم يفرضان نفسيهما معادلة جديدة غيرت في نمط التعامل للشارع الغربي عموماً والأميركي خصوصاً مع المسألة الفلسطينية وقضيتنا القومية.

وإذ وجه مهدي تحية لمحمد ومنى من حزب فلسطين – الحزب السوري القومي الاجتماعي، أكد أن مقاومة الاحتلال متعدد الأشكال والأوجه وعلى المستويات والصعد كافة، وبفضل إرادة الصمود والمقاومة سيكون لنا لقاء قريب يجمع كل من أحب فلسطين في عاصمتها القدس محررة من دنس الاحتلال».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى