أولى

التمثيل الاغترابي في البرلمان اللبناني

 أحمد عجمي*

لقد قضيت شطراً من عمري، ما يعادل 25 سنة، في ديار الاغتراب، وكانت جميع الجاليات في جميع الديار الاغترابية تعيش بوئام وسلام وتحابب اجتماعي وتعاون اقتصادي، حتى تحسبهم وكأنهم في بيت واحد، وأكثر مشاكلهم تحلّ بسهولة في ما بينهم.

هذا العالم المترامي المليء بالمغتربين اللبنانيين الذين يعيشون بمحبة وصفاء، ومع احترامنا للقرار الذي أصدرته الدولة اللبنانية بتمثيل المغتربين في المجلس النيابي، ربما كانت نواياهم صادقة وبريئة، إنما حسب رأيي هي نقطة فساد وفتنة تصبّ في بحيرات هذا العالم المترامي من اللبنانيين لتعكّر صفوهم وتفسّخ صفوفهم وتبذر نوعاً من العداوة والبغضاء في ما بينهم، وبعدها يصبح إرجاع الأمور الى ما كانت عليه من المحبة والسلم والصلاح صعباً ومؤلماً.

فالرجاء أن يُترك هؤلاء اللبنانيون في راحة بال وصفاء عيش وتراصّ مجتمعاتهم، فيكونون وحدة متضامنة تعيش بهدوء وسلام، وتبذل الخير في بلاد الاغتراب وتحمل على أكتافها أتعاب لبنان، فالأمل الكبير والرجاء أن يُترك هذا الموضوع ويُترك المغتربون في صفاء عيش وهدأة بال بعيدين عن التناحر والتباغض في سبيل النيابة وأيّ مراكز تعرض عليهم في لبنان. عندها يرتاح لبنان من المشاكل الخارجية في ما بين المغتربين وليس عند المغتربين هذا الهمّ الذي يعكّر صفوهم وهدوء حياتهم.

أرجو من المسؤولين أن يفكروا بهذا الأمر بعمق، وأن لا يعتبروا هذا الرأي نشازاً في دروب السياسة اللبنانية، وأن يُترك المغتربون بحالهم، ولا يرموا بذرة الفساد في ما بينهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نائب سابق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى