الوطن

نصر الله: نتابع التحقيق الجادّ والدقيق والشجاع في مجزرة الطيونة المقاومة ستتصرف عندما تجد نفط وغاز لبنان في خطر

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «أن المقاومة عندما تجد أن نفط وغاز لبنان في دائرة الخطر ولو في المنطقة المتنازع عليها مع العدو الصهيوني ستتصرف على هذا الأساس»، مشيراً إلى «أننا نتابع التحقيق الجاد والدقيق والشجاع» في مجزرة الطيونة  «والأمور بخواتيمها».

كلام السيد نصر الله جاء خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، بمناسبة ذكرى المولد النبوي و»أسبوع الوحدة الإسلامية»، وشارك فيه وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي تقدّمه رئيس المجلس القومي عاطف بزي وضمّ منفذ عام المتن الجنوبي هشام المصري وعضوي المجلس القومي جودت زعيتر وربيع جابر، كما حضر الاحتفال حشد دبلوماسي وسياسي واجتماعي.

وقال السيد نصرالله «في فلسطين شعب يُضطهد ويُعاني من الحصار وملفات إنسانية ضاغطة، منها ملف الأسرى والمهجرين داخل وخارج فلسطين وهناك أرض محتلة ومقدسات منتهكة»، لافتاً إلى أنه «لا يستطيع أي إنسان حرّ أن يقول أنه غير معني بملف فلسطين، هذه أرض محتلة وشعب مظلوم ومقدسات منتهكة وعدو يشكل تهديداً للأمّة، يجب أن نتحمل المسؤولية تجاه فلسطين».

واعتبر أن «من أهم وسائل الصمود في فلسطين اليوم هو أن من لديه مال ويستطيع أن يقدمه يجب عليه أن يقدّم هذا المال، وأن موقف التأييد والمساندة أمر واجب أيضاً أما السكوت فهو أمر غير جائز».

ولفت إلى «أن أميركا وبعض الأنظمة العربية تريد من شعوبنا العربية والإسلامية حتى هذا البغض والإنكار القلبي يريدون أن يقضوا عليه ويزيلوه من خلال التطبيع، ويريدون لنا أن نحب «إسرائيل» وننظم فيها الشعر»، متسائلاً «أليس هذا ما يجري في عالمنا الإسلامي؟».

وتابع «عندما نرى علماء البحرين يصدرون بيانات استنكار وتنديد بما تقوم به السلطات من تطبيع وفتح سفارات، وقبل أيام شاهدنا شباب البحرين يخرجون إلى الشارع رفضاً لزيارة وزير خارجية العدو… عندما يُصرّ اليمنيون على التظاهر لأجل فلسطين، هذا تعبير عن التزام بالواجب والمسؤولية».

وأشار إلى «أن مؤتمر التطبيع في أربيل كان جسّ نبض، وأنه لو تم السكوت عنه لاستتبع بمؤتمرات مماثلة ولكان العراق دخل في التطبيع مع الصهاينة».

وذكّر بأنه «منذ البدايات أخذنا موقفاً في ملف اليمن وقلنا هذا شعب مظلوم ومعتدى عليه»، مشيراً إلى «أن مجلس الأمن والمجتمع الدولي يتحدث عن إرادة الشعوب، وقبل أيام رأينا بالمدن الكبرى والمحافظات اليمنية مظاهرات ضخمة جداً وهذا موقف وإرادة شعبية»، متسائلاً «ألا يجب أن تُحترم هذه الإرادة؟».

ودعا إلى وقف إطلاق النار في اليمن، معتبراً أن بقاء الحصار يعني بقاء الحرب، وأن على المجتمع الدولي بدل إدانة الضحية في هذا البلد الاستماع للإرادة الشعبية وإنهاء الحرب والحصار.

وأسف لما «جنته «داعش باسم النبي محمد»، وقال «كثير من هذا العالم ساكتون والأميركيون يقولون نحن صنعنا «داعش» ونستخدمها لتدمير الدول وتمزيق الشعوب وهناك من لا يريدون أن يسمعوا»، مشدّداً على أن «من أوجب الواجبات أن يقف علماء ونخب المسلمين وعموم الناس بمواجه هذه الجماعة المتوحشة الإرهابية والقاتلة، التي تقدم أسوأ صورة عن الإسلام والنبي محمد»، مشيراَ إلى «أنه من الغريب والعجيب سكوت البعض على الجرائم الوحشية لهذا التنظيم».

وحول ملف «الوحدة الإسلامية»، اعتبر السيد نصرالله «أن المقصود هنا التعاون بين المسلمين والتقارب بينهم والتعاضد والتناصر والتكامل على قاعدة وتعاونوا على البرّ والتقوى وتجنب التقاتل والصراع والسلبية».

وأشار إلى أن «المقاومة في لبنان انتصرت بهذا التعاون والتعاضد، والمقاومة في فلسطين تنتصر عندما تتوحد داخل وخارج فلسطين مع محور المقاومة»، مضيفاً «عندما نتعاون ننتصر وعندما نتنازع نفشل وعدونا يريدنا دائما أن نتنازع ونتخاصم».

وشدّد على أن «من أعظم المسؤوليات على المسلمين اليوم أن يمنعوا ويحولوا دون أي عمل يؤدي إلى الفتنة والتمزّق والتباعد، رغم كل مؤامرات الأعداء ورغم الحقد الموجود».

وفي ملف جريمة الطيونة، اكتفى السيد نصرالله بما قاله الاثنين الماضي، مؤكداً «أننا جميعاً نتابع التحقيق الجاد والدقيق والشجاع والأمور بخواتيمها، ويجب أن تستمر الإدانة السياسية والشعبية والإعلامية للذين قتلوا واعتدوا وكادوا أن يجروا البلد إلى الفتنة والحرب الأهلية»، مجدداً الإشادة «بوعي وبصيرة وحكمة عوائل الشهداء المظلومين الذين سيستمرون على هذا الموقف».

وفي موضوع الحدود البحرية، قال «إذا كان العدو يظن أنه يتصرف كما يشاء في المنطقة المتنازع عليها هو مشتبه ومخطئ، وبالتأكيد المقاومة في لبنان في الوقت واللحظة المناسبة عندما تجد أن نفط وغاز لبنان في دائرة الخطر ولو في المنطقة المتنازع عليها ستتصرف على هذا الأساس، وهي قادرة على أن تتصرف على هذا الأساس».

وعن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قال «لا مشكلة لدينا في أصل التفاوض ونأمل أن يكون للبنان وفد موحد حقيقي وأن يناقش من منطلق المسؤولية والمصلحة لا من منطلق تلقّي الإملاءات». وذكّر «بضرورة إطلاق البطاقة التمويلية في أقرب وقت والموافقة على ما يطالب به الموظفون برفع بدل النقل وإحياء النقل العام المشترك». وقال «حتى الأغنياء هم مسؤولون تجاه الناس الذين يعانون تحت خط الفقر»، مذكّراً «التجار بأن يخافوا الله في الناس فلا يحتكرون ويرفعون الأسعار وأن هناك خيارات متاحة لكنها بحاجة إلى الشجاعة في القرار على المستوى الرسمي والشعبي».

وختم بالقول «في المقاومة نواصل الجهاد والعمل الدؤوب ونستجيب لنداء الله ورسوله بتحرير الأرض والمقدسات، ونتابع بحكمة وحزم كل الخطوات لمنع الاقتتال الداخلي ونحافظ على السلم الأهلي والتعاون لإخراج بلدنا من الشدائد والأزمات».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى