مرويات قومية

الأمين د. نوري الخالدي (تابع)

} الأمين السابق جميل مخلوف

للإضاءة أكثر عن الأمين د. نوري الخالدي(1) أنشر ما كان أورده عنه الأمين السابق جميل مخلوف(2) في مؤلفه «محطات قومية» (ص.256 – 258).

ل. ن.

لم يمرّ على الحزب إبان رئاسة عبد المسيح، عندما كان الحزب في الجمهورية الشامية، شخصاً أكبر حجماً من نوري الخالدي. كان مجليا في الإدارة والتنظيم والثقافة الحزبية، وكان مدرّساً ناجحاً في الكلية الأميركية في حلب وأحد أساتذتها البارزين وقد تبوّأ مراكز جداً مرموقة. عُيّن منفذاً عاماً لدمشق ثم لحلب فترة طويلة من الزمن، نظّم أمور المنفذية أحسن تنظيم فكانت في مقدمة منفذيات الوطن بعد استشهاد الزعيم. انتخب عضواً في المجلس الأعلى الذي كان قائماً قبل حادثة المالكي، وعند حدوث الاعتقالات للرفقاء بعد تلك الحادثة توارى عن الأنظار ولجأ الى القسم المغتصب من قبل تركيا فحلّ في مدينة ماردين وكان بصحبة ابن عمه نائل نديم.

وقد تزوّج نوري الخالدي تزوّج الرفيقة لميعة أخت نائل نديم وكان نائل يحمل رتبة الأمانة مع الدفعة التي نالت هذه الرتبة سنة 1954.

عاد نائل نديم الى الوطن في مدينة منبج وذهب نوري الخالدي الى الولايات المتحدة الأميركية.

من مآثر هذا الرفيق انّ شركة «شلّ للبترول» عرضت عليه إدارة أحد فروعها في حلب والشمال الشامي وعرضت عليه راتباً مجزياً يفوق الراتب الذي كان يتقاضاه لقاء التدريس في الكلية الأميركية بحلب. استأذن رئاسة الحزب لاستلام ذلك المنصب تلقى امراً من رئيس الحزب جورج عبد المسيح يقتضي برفض ذلك العرض بسبب انّ تلك الشركات الأجنبية ظاهرها تجاري ومضمونها مخابراتي فهي تعمل لحساب الدول الأجنبية المنتمية إليها، وانّ الحزب يجب ان يكون حذراً من قبول مناصب في تلك الشركات من قبل رفقاء هم مهيأون لقيادة العمل الحزبي. وامتثل الرفيق نوري لقرار رئيس الحزب بالطبع انه كان رفيقاً نظامياً بامتياز.

اخبرتني زوجته الرفيقة لميعة نديم(3) وقد زارتني في القرية بعد ان استقرت هي وزوجها في الولايات المتحدة الأميركية انه عُرض على نوري العمل في إذاعة صوت أميركا ورفض ذلك الامر لأنّ توجه تلك الإذاعة كان يصبّ في خدمة اليهود وفضّل العمل في التدريس.

هناك توفي هذا الرفيق في ديار الاغتراب. انّ زوجته الرفيقة لميعة ووحيده لا بدّ أنهما يعيشان في الولايات المتحدة حتى اليوم… الآن أن أروي هذه الحادثة عن زوجة ذلك الرفيق، حيث قبل نوري الخالدي طلب يدها عبد العزيز أرناؤوط للزواج، وكان قد طلب يدها في مرة سابقة، وكان عبد العزيز هذا قد انحرف عن الخط العقائدي أجابته بالحرف الواحد: «إننا لم نقبلك عندما كنت سورياً قومياً ملتزماً فكيف يمكن قبولك زوجاً وقد طردت من الحزب».

هوامش

1 ـ نوري الخالدي: مراجعة ما كنت نشرت عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية: www.ssnp.info ، والأمين د. نوري كان استقرّ في مدينة بورتلاند في ولاية اوريغون في الفترة التي كان فيها الأمين د. نذير العظمة والرفيقان الصديقان ريمون الجمل في مدينة بورتلاند وفريد نبتي في «يوجين».

ـ جميل مخلوف: من قادة الحزب الذين التحقوا بالتنظيم الذي عُرف بتنظيم عبد المسيح اثر حصول الأحداث الحزبية (الانتفاضة عام 1957).

ـ لميعة نديم: شقيقة الأمين نائل نديم، مراجعة ما نشرت عنه على الموقع المذكور آنفاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى